ما أن تعرفت بالأستاذ المبدع المفكر يوسف العاني وكنا طلبة في كلية الحقوق وكان ان شكل جمعية جبر الخواطر ليقدم باسمها تمثيلياته الناقدة حتى تحسست تصميمه على بناء صرح مسرحي عراقي يتصدى فيه لكل ما هو سلبي في الحكم، وفي السلطة وفي المجتمع، وعرفت ان الفن ال
ما أن تعرفت بالأستاذ المبدع المفكر يوسف العاني وكنا طلبة في كلية الحقوق وكان ان شكل جمعية جبر الخواطر ليقدم باسمها تمثيلياته الناقدة حتى تحسست تصميمه على بناء صرح مسرحي عراقي يتصدى فيه لكل ما هو سلبي في الحكم، وفي السلطة وفي المجتمع، وعرفت ان الفن المسرحي وسيلة للتوعية والتوجيه وهدفه التغيير نحو الأفضل ،ومن هذا المنطلق اتفقت معه ومع أستاذنا إبراهيم جلال على تأسيس فرقة المسرح الحديث على أساس تلك الموضوعة التقدمية بين (يوسف العاني) مسرحياته التي تنتمي فكرياً وفنياً إلى صنف (المسرح الشعبي).مسرحيته (راس الشليلة) تنتقد الروتين الحكومي القاتل وفساد السلطة، ومسرحيته (ماكو شغل) تتصدى للبطالة ومسرحيته (آني امك يا شاكر) تتصدى لقهر السلطة واستخدام العنف ضد المناضلين في سبيل تحرر الوطن من ربقة الاستعمار ومسرحية (المفتاح) تهزأ من الخرافة وتدعو إلى العمل من اجل تطور المجتمع ومسرحية (الخرابة) تكشف عن مظالم الاحتلال والاستعمار على مر العصور.
وكان لي شرف إخراج العديد من مسرحيات (العاني) سواء في فرقة المسرح الحديث أم في مؤسسات أخرى ،ومنها كليات جامعة بغداد وكان آخرها مسرحية (نجمة) التي عرضت في مسرح المنصور أواخر التسعينات.
وإذ نحتفل بمرور حقب زمنية على أول صعود ليوسف العاني على خشبة المسرح فإنما نعبّر عن اعتزازنا بأحد مؤسسي المسرح الحديث في العراق ونتذكر سيرنا معاً حيث كنت أنا الآخر قد صعدت على المسرح بداية الأربعينات من القرن العشرين عندما مثلت دور البطولة في مسرحية (أنا الجندي) وأنا في المدرسة المتوسطة وربما كان هذا قاسماً مشتركاً بيني وبين أخي العزيز (يوسف العاني) إضافة لمشتركاتنا الفكرية والفنية.