اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > برلمان الكيا وحوار مفتوح وصريح بشأن الزحامات ونقاط التفتيش

برلمان الكيا وحوار مفتوح وصريح بشأن الزحامات ونقاط التفتيش

نشر في: 23 فبراير, 2014: 09:01 م

(منين جاي؟)،(وين رايح؟)،(شايل سلاح؟)،(الله وياك..) ،هذه هي الجمل المتداولة والشائعة بين اغلب عناصرنا الأمنية في نقاط التفتيش، واذا ما صادف والسائق من نفس المنطقة التي يسكنها الجندي او الشرطي فحتما سيطول الحوار ويتحول الى أسئلة متبادلة بينه وبين السائ

(منين جاي؟)،(وين رايح؟)،(شايل سلاح؟)،(الله وياك..) ،هذه هي الجمل المتداولة والشائعة بين اغلب عناصرنا الأمنية في نقاط التفتيش، واذا ما صادف والسائق من نفس المنطقة التي يسكنها الجندي او الشرطي فحتما سيطول الحوار ويتحول الى أسئلة متبادلة بينه وبين السائق(من اي محلة؟)،(من ياعشيرة؟)،(تعرف بيت ابو فلان) وووووووووووو، وطابور العجلات يطول عند النقطة مع وجود ضابط لا يتدخل بما يفعله شرطيه المبجل او جنديه المدلل، هذه صورة لصور وحالة من حالات يعيشها المواطن يوميا في جميع أحياء ومناطق بغداد ومبررات ذلك هو الحفاظ على امن الوطن والمواطن، ولكن ما يحبط المواطن على الرغم من هذا العدد الكبير وغير المبرر من نقاط التفتيش لا يمر يوم من الأيام دون حدوث خروقات أمنية في مناطق وأحياء العاصمة والمصيبة ان اغلبها تحدث بالقرب من تلك السيطرات التي أصبحت كابوسا يوميا مرعبا للمواطن المبتلى.
 
الشارع البغدادي وصور المأساة
الوصول والحديث عن قرب مع عناصر تلك السيطرات يعد من المحرمات ويمنع منعا باتا التصريح لجهات إعلامية من قبل ضابط او عناصر هذه السيطرة او تلك، والجهة الوحيدة المخولة بالتصريحات الإعلامية هي المكتب الإعلامي لقيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية، ولكن بعض عناصر تلك السيطرات فضلا عن العديد من الراكبين داخل سيارة الكيا كشفوا للمدى العديد من أسرار تلك السيطرات، والأسباب التي تقف وراء وجودها وما تسببه من زحامات مرورية وقطع لأغلب شوارع بغداد لتضاف الى هم الكتل الخرسانية التي أصبحت جاثمة لغاية اليوم على قلوب المواطنين، وأزمات المواطن العراقي باتت من السمات البارزة في الواقع المعاش ،واصبح الشارع البغدادي يعيش أبشع صور المأساة، وبدلا من أن يفكر المواطن بقوت يومه ومتطلبات الحياة من خدمات غير متوفرة وقحط مبرمج بمفردات الحصة التموينية، اصبح اليوم همّ المواطن هو كيفية الوصول الى مقر عمله بعد ان أصبحت السيطرات الثابتة والأخرى المتحركة والمشتركة تقطع الشوارع بصورة لم تعد تطاق.
السيطرات يجب أن تكون خارج بغداد
احد أفراد سيطرة من السيطرات وهو يحمل حقيبته المدنية وبلباسه المدني عندما صعد لسيارة الكيا ،استفسر منه احد الراكبين عن الأسباب الموجبة لتلك الاختناقات المرورية التي تخلقها تلك السيطرات ، وهو يتفرس بوجوه الراكبين خشية ان يكون احد رجال اللواء العسكري الذي ينتمي اليه موجودا داخل السيارة قال وبمرارة للسائل "اقسم بالله باني عوقبت ثلاثة مرات بقطع راتب من قبل ضابط الفوج لكونه زار السيطرة ولم يجد ازدحاما فيها ، فالأوامر التي تأتينا من القيادات العليا تؤكد على ضرورة عمل الزحامات التي ترهق المواطنين بحسب قول العسكري، لأن الضباط يعتقدون انه مع وجود الزحامات هناك تفتيش دقيق من قبل العناصر المكلفة بالواجب ،بينما الحقيقة ان اغلبنا جزع من التفتيش وخاصة بعد ان اكتشف الجميع زيف أجهزة السونار وعدم قدرتها على اكتشاف السيارات المفخخة ،لذلك تجد عملنا في اغلب الأحيان هو السؤال والتأكد من المستمسكات الأصولية للعجلة فقط بحسب قول العسكري ،الذي اكد ان وجود السيطرات داخل العاصمة امر غير مجدي وكان من المفترض ان تنقل تلك السيطرات على مداخل العاصمة وليس بداخلها.
الاستيراد العشوائي للسيارات
سائق الكيا قال معقبا على كلام العسكري بعد ان رفض ان يأخذ منه أجرة النقل ان نقاط التفتيش والكتل الكونكريتية ،ليست هي المسبب الرئيس للزحامات المرورية الحاصلة ولا يمكن تحميلها المسؤولية لوحدها بل تتحمل المسؤولية معها الشركة العامة للسيارات وجهات أخرى تقوم باستيراد السيارات ومن عدة دول وبشكل عشوائي وغير مدروس ،بل ان بعض الشركات الحكومية والأهلية ومنظمات مجتمع مدني تمنح المواطنين العجلات بالتقسيط المريح ومن غير مقدمات وهذا ما شجع العديد من المواطنين على امتلاك سيارة له ولعائلته واحد لذلك تجد في البيت الواحد اكثر من سيارة، فضلا عن ذلك كما يقول السائق ان قيادة عمليات بغداد وعبر وسائلها الإعلامية تبث الأخبار بانها ستقوم بتقليص عدد نقاط التفتيش وتفتح الطرق المغلقة بالحواجز الكونكريتية من اجل تقليل الاختناقات المرورية الحاصلة فضلا عن كونها مشوهة لصورة العاصمة بحسب قولهم وتقليل المعاناة التي يعيشها المواطن ، لكن ما يحدث هو العكس تماما، لذا نلاحظ يوميا سيطرات مؤقتة ومكثفة تقطع شوارع العاصمة وهي ما تسمى بنقاط تفتيش مؤقتة و مباغتة وفي أماكن أصلا هي تعاني من الزحامات كما يقول السائق ،مضيفا ان هذا الأمر يحدث دون المساس بعدد السيطرات الموجودة في جميع مناطق بغداد وهذا أرباك جديد لسير المركبات وسبب الإحباط اليومي لدى المواطنين الذين لاحول ولا قوة لهم سوى الصبر بحسب قول السائق. 
دروع بشرية لحماية المسؤول
احد الراكبين علق وهو يشعل سيكارته داخل الباص دو مراعاة للذوق العام قال ان المبرر المعلن هو الحفاظ على الأمن ولكن غير المعلن هو إيصال رسالة واضحة ومعلومة الى المواطن المبتلى ،بأن أمن المسؤول وخاصة القابعين في حصن الخضراء أهم من حياة المواطن، والمشاهد والمعاناة التي يعيشها المواطن هي دليل ملموس وحي على ذلك، فمن غير المعقول ان يخرج الموظف الى دائرته في الساعة السادسة صباحا ولا يصل الى مقر عمله الا في الساعة العاشرة ويتكرر المشهد المأساوي عند العودة! والمشكلة ان الإجراءات الأمنية هي نفسها، فالجهاز المزيف لا تزال قواتنا الأمنية مصرة على استخدامه على قناعتهم بأنه جهاز فاشل ولا يستطيع ولن يستطيع المساهمة في حفظ الأمن!، اغلب الراكبين أكدوا للمدى ان ما يحدث في الشارع وما تفعله القوات الأمنية هو حرب على المواطن وليس على الإرهاب بحسب قولهم، مؤكدين ان المسؤولين في إجراءاتهم تلك يستخدمون المواطنين كدروع بشرية لحمايتهم، والدليل انهم يمنحون انفسهم وموظفيهم إجازات كيفية متى شعروا بأية تهديدات أمنية في حين يُترك المواطن ضحية ليس للإرهاب فقط وإنما للزحام الذي أحال العاصمة بغداد الى ثكنة عسكرية او كما يقول احد المواطنين ان بغداد أصبحت اليوم سجناً للبغداديين بفضل الزحامات والاختناقات المرورية الحاصلة.
التحرش بالنساء
احد الطلبة من ضمن الجالسين في المقعد الخلفي للباص بين اننا جميعا نتفهم لدور وواجب رجال السيطرات الأمنية في حفظ الأمن ومطاردة الإرهابيين من خلال واجباتهم المكلفين بها من اجل حماية المواطنين من الشبكات الإرهابية التي تستهدف المواطنين الآمنين، لكن والكلام للطالب أن عددا غير قليل منهم يفهم طبيعة الواجب المكلف به ، موضحا أن بعض عناصر السيطرات لا يتمتع بالمهنية والسلوك العسكري المتزن وأخلاقيات المهنة التي من خلالها يحترم حقوق المواطن وحريته الشخصية كما هو واجب رجل الأمن في دول العالم الأخرى، والعديد من الشكاوى وردت وترد يوميا من المواطنين بشأن تصرفات بعض العناصر الأمنية في نقاط التفتيش ،والعديد من التجاوزات الغير منضبطة من خلال التجاوز على السائقين والراكبين من خلال كلمات سوقية وغير أخلاقية ،او التعمد بإطالة التفتيش لفتره طويلة من دون مسوغ او مبرر ،وأوضح الطالب ان البعض منهم يتحرش بالنساء أثناء تواجدهن كسائقات او كراكبات داخل السيطرة من خلال اطلاق عبارات مشينة او الغاء أوراق تحمل أرقام هواتفهم الخلوية ،وهذا الأمر اصبح سلاح رئيسي عند المجاميع الإرهابية وذلك من خلال تكليف نساء بقيادة السيارات المفخخة لتمر بكل بساطة عبر تلك السيطرات بعد ان تتحاور مع جنود السيطرة بغنج وأنوثة وكلام رقيق ،وبذلك تصل العجلة الى الهدف المراد تفجيره بحسب قول الطالب .
الحـل في نقل المنطقة الخضراء
راكب آخر شارك بالحوار الدائر قائلا مَن يصف السيطرات ويسميها بالأمنية هو واهم فهي أصلا غير أمنية، وهي المسبب الرئيس بالزحامات والاختناقات المرورية الحاصلة، فضلا عن قطع الطرق بصورة مفاجئة ،وهذا ما يُحدث ارتباكاً لدى الشارع والمواطن ، مضيفا ان ما يحصل الان في بغداد يعطيك درسا واضحا بان الوقت غير مهم عند القائمين والمتصدين لأمن البلاد، وبالتالي والكلام للمواطن اصبح وقتنا غير منتظم ولا ندري كيف ومتى نصل الى دوائرنا او بيوتنا بحيث اصبح تحديد الموعد من الأشياء الخيالية في بغداد، ،مؤكدا ان هذه الزحامات غنيمة كبيرة لمن يريد ان يفعل عملا إرهابيا، لأنه يحصد العشرات من الأبرياء في ظل تلك الزحامات بحسب قول المواطن.
آخر المتحدثين رجل تجاوز العقد السادس من العمر مبينا ان طوابير السيارات التي تقف عند نقاط التفتيش الثابتة والمتحركة أصبحت شكل بغداد الجديد، الذي اصبح شبه سجن كبير للبغداديين، ، مضيفا انه في تصوري المتواضع ان تلك السيطرات القريبة والمحيطة في مداخل المنطقة الخضراء ليس غايتها التفتيش، بل تستخدم هذه الطوابير المزدحمة من السيارات كدروع بشرية لحماية مناطق إقامة واجتماع المسؤولين من خطر الارهابيين، وتمنى المواطن على المسؤولين اذا كانوا جادين في حفظ أمن المواطنين الى بناء منطقة حصينة لهم خارج بغداد، وموازناتنا الانفجارية كما يقول قادرة على تنفيذ هذا المشروع بغضون شهور، لان الحياة في بغداد وفق هذه الصيغة كالحياة داخل ثكنة عسكرية بوضع لا يمكن ان يُطيقه أي إنسان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram