طالب خبراء اقتصاد بضرورة إعادة تأهيل 25 منطقة صناعية في بغداد، تم إهمالها لتقوم بدلا منها 250 عشوائية سكانية يسكنها جيش من العاطلين، حتى بلغ عدد فقراء بغداد ما يقارب مليوناً ونصف نسمة، واقترحوا إنشاء صندوق دعم العاصمة يخصص لمشاريع البنى التحتية. وجا

طالب خبراء اقتصاد بضرورة إعادة تأهيل 25 منطقة صناعية في بغداد، تم إهمالها لتقوم بدلا منها 250 عشوائية سكانية يسكنها جيش من العاطلين، حتى بلغ عدد فقراء بغداد ما يقارب مليوناً ونصف نسمة، واقترحوا إنشاء صندوق دعم العاصمة يخصص لمشاريع البنى التحتية.

وجاء ذلك خلال المؤتمر الاقتصادي الأول الذي عقدته محافظة بغداد بحضور العديد من الخبراء والمختصين في الشأن الاقتصادي والتجاري، الذين قدموا أوراق عمل مهمة تركزت حول دعم الصناعة في العاصمة.
وقال محافظ بغداد على التميمي في تصريح إلى "المدى" إن المؤتمر يهدف لتقديم الحلول الناجعة للمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها بغداد، وتكمن أهميته في واقعية تلك الحلول التي أعدها خيرة الخبراء الاقتصاديين في مجال الاقتصاد والاستثمار.
وطالب التميمي بدعم المصانع وتوفير الطاقة الكهربائية لها والاعتماد على الأيدي العاملة المحلية في تشغيلها لامتصاص البطالة والتخفيف من أزمة الفقر، مبدياً تفاؤله من النشاط الاستثماري في بغداد.
إلى ذلك قدم الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطون في ورقته (متطلبات النهوض بالقطاع الصناعي في بغداد) في جلسة المؤتمر الأولى، أكد فيها على ضرورة إعادة إحياء المناطق الصناعية المحيطة في بغداد التي تشمل 25 منطقة ،منها المناطق الواقعة مع حدود بعقوبة ,بوب الشام ,جرف النداف ,أبو غريب ,الكاظمية وغيرها.
وكشف أن تلك المناطق كانت تضم تجمعات سكنية ترفد المعامل والمصانع بمختلف المهارات الفنية والمهنية والأيدي العاملة عابرة للطائفية والقومية والإثنية والأمراض الاجتماعية التي ظهرت مؤخرا، موضحا أن الصناعة البوتقة الوحيدة التي تجمع كافة مكونات المجتمع العراقي والتي لا يستطيع الإرهاب خرقها.
وأضاف :الصناعة العراقية تعرضت للإهمال لفترة ثلاثة عقود أفقدت هذه الصناعة تلك المهارات وانتشر بدلها 250 عشوائية يسكنها جيش من العاطلين وموبوءة بالطائفية والإرهاب.
وطالب أنطون بتقديم القروض للمشاريع الصناعية وبناء وحدات سكنية قريبة لها تضم مراكز لتدريب المهارات كما طالب بتطوير الورش الصغيرة وعزلها عن أماكن بغداد الحضارية كشارع الشيخ عمر وشارع الرشيد، والعمل على تطوير الصناعات الشعبية كالبسط والحصران لتشغيل العاطلين من الأرامل والأيتام في مناطقهم .
من جهته اقترح نائب محافظ البنك المركزي السابق، مظهر محمد صالح عبر ورقته (صندوق دعم العاصمة بغداد) بإنشاء صندوق يخصص لمشاريع البنى التحتية، مؤكدا أن لا تنمية اقتصادية بدون نمو البنى التحتية، كاشفا أن تزايد عدد فقراء بغداد الذي بلغ مليوناً و500 ألف شخص ناتج عن نقص البنى التحتية.
وأوضح أن الصندوق الذي سماه الغاطس أو الغارق يلجأ إليه كثير من الدول المتقدمة والنامية ويمول من قروض وزارة المالية كي يقدم سيولة مالية داعمة للبنى التحتية في حالة تأخر الموازنة أو عدم قدرتها على تغطية نفقات المشاريع لضمان عدم توقف المشاريع وتعثرها.
وكان رئيس هيئة استثمار بغداد شاكر الزاملي قد قال لـ "المدى برس" على هامش مؤتمر محافظة بغداد الاقتصادي، إن "الهيئة شرعت منذ تأسيسها باختيار انسب المشاريع التي تحتاجها العاصمة بما فيها السكنية"، مبينا أن "عدد الإجازات الممنوحة منذ تأسيس الهيئة حتى اليوم وصلت إلى 235 إجازة 60 منها سكنية".
وأضاف الزاملي إن "مبالغ الإجازات الممنوحة وصلت إلى 12 ملياراً و خمسمئة مليون دولار"، مشيرا إلى أن "المبلغ انعكس إيجابيا على اقتصاد البلاد من خلال استثماره داخل العاصمة، حيث وفر ما يقارب نحو 10 آلاف فرصة عمل وفعل الكثير من القطاعات القريبة والموازية لتلك الإجازات خلال مدة التنفيذ وبعد اكتمالها".