TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باسم يوسف .. بالعراقي

باسم يوسف .. بالعراقي

نشر في: 23 فبراير, 2014: 09:01 م

الحلقة الأخيرة من برنامج "البرنامج"، وان كانت مصرية بمحاورها، لكني شعرتها تحمل شيئا من هم وحزن عراقي دفينين. فرغم انها لم تخلُ من طلعات باسم يوسف الكوميدية والمميزة الا اني لمست فيها جدية أكثر وان المقدم لم ينجح تماما في إخفاء علامات الألم على وجهه رغم ضحكاته العريضة.
كان جريئا وصارما أيضا في انتقاده للمصريين خاصة إعلاميو "غسل الدماغ" الذين أراد القول بأنهم يسعون بكل ما أوتوا به من تخلف لصناعة دكتاتور جديد عينك عينك.
استوقفتني سخريته الحزينة على أولئك الذين جاؤوا بنصوص "فلكية" ليثبتوا بأن اسم "السيسي" قد جاء ذكره في الكتب قبل 1100 عام! دليلهم ان هناك نصا "سحريا" يقول "أنظر أنظر" وهذه بالانجليزية تعني "سي .. سي"، حسب تخريجة "عبقري" منهم. رد باسم: لكنها قد تكون "لووك .. لووك" يا روح أمك.
كل هذا لم يكن سببا في اشعاري بانها عراقية الا عندما أتى على ترويج لقب "الثائر المنتقم" من قبل البعض ليصفوا المشير به. أليس هو "الثائر المنتقم" ذاته الذي يبشرنا به الربع؟
كان حزن باسم يوسف كبيرا على تبرع الشعب بالحملة الانتخابية للرئيس القادم ووصفهم بقوله: كأنهم يقولون له نقبل يديك بس احكمنا. بالعراقي: كلشي ما نريد منك بس احكمنا. وعليك العباس "لا تنطيها" حتى لو مسلسل القتل بالمفخخات والكواتم يظل بيننا الى يوم يبعثون. وحتى لو لم تبنِ مدرسة او تبلط شارعا او تصلح بين نملتين.
تساءل باسم: ممن تريدونه ان ينتقم؟ وعلى من تريدونه أن يثور؟ ونحن نسأل "الربع" أيضا: عن أي ثأر وأي انتقام تتحدثون؟
لعمري لقد نجحتم بالثأر من هذا الشعب حتى صار لا يميز بين ما يضره وينفعه. ولقد انتقمتم من هذا الوطن حتى صار وطنا بلا حلم أو أمل او نسمة فرح.
وان كان باسم يوسف لم يفقد الأمل بالخلاص من عقول تبشر بمنتقم جاء اسمه في كتب التنجيم قبل 1100 عام، فأنا المفزوع من صيحة "الثالثة" يائس حد العظم من عقول تبشرنا بمختار عصر "ثائر منتقم" جاء ذكره "بالكتب" قبل 1368 عاما!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. معتصم الحديثي

    الاستاذ الكريم هاشم العقابي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية من القلب الى القلب احب ان اعبر لك عن تقديري واعتزازي واعجابي بهذه المقالة الجميلة. استاذي الفاضل الكتاب الحيادين العقلاء مثل حضرتك في العراق اصبحوا مع الاسف الشديد قلة قليلة. والله يشهد ان ا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram