الحلقة الأخيرة من برنامج "البرنامج"، وان كانت مصرية بمحاورها، لكني شعرتها تحمل شيئا من هم وحزن عراقي دفينين. فرغم انها لم تخلُ من طلعات باسم يوسف الكوميدية والمميزة الا اني لمست فيها جدية أكثر وان المقدم لم ينجح تماما في إخفاء علامات الألم على وجهه رغم ضحكاته العريضة.
كان جريئا وصارما أيضا في انتقاده للمصريين خاصة إعلاميو "غسل الدماغ" الذين أراد القول بأنهم يسعون بكل ما أوتوا به من تخلف لصناعة دكتاتور جديد عينك عينك.
استوقفتني سخريته الحزينة على أولئك الذين جاؤوا بنصوص "فلكية" ليثبتوا بأن اسم "السيسي" قد جاء ذكره في الكتب قبل 1100 عام! دليلهم ان هناك نصا "سحريا" يقول "أنظر أنظر" وهذه بالانجليزية تعني "سي .. سي"، حسب تخريجة "عبقري" منهم. رد باسم: لكنها قد تكون "لووك .. لووك" يا روح أمك.
كل هذا لم يكن سببا في اشعاري بانها عراقية الا عندما أتى على ترويج لقب "الثائر المنتقم" من قبل البعض ليصفوا المشير به. أليس هو "الثائر المنتقم" ذاته الذي يبشرنا به الربع؟
كان حزن باسم يوسف كبيرا على تبرع الشعب بالحملة الانتخابية للرئيس القادم ووصفهم بقوله: كأنهم يقولون له نقبل يديك بس احكمنا. بالعراقي: كلشي ما نريد منك بس احكمنا. وعليك العباس "لا تنطيها" حتى لو مسلسل القتل بالمفخخات والكواتم يظل بيننا الى يوم يبعثون. وحتى لو لم تبنِ مدرسة او تبلط شارعا او تصلح بين نملتين.
تساءل باسم: ممن تريدونه ان ينتقم؟ وعلى من تريدونه أن يثور؟ ونحن نسأل "الربع" أيضا: عن أي ثأر وأي انتقام تتحدثون؟
لعمري لقد نجحتم بالثأر من هذا الشعب حتى صار لا يميز بين ما يضره وينفعه. ولقد انتقمتم من هذا الوطن حتى صار وطنا بلا حلم أو أمل او نسمة فرح.
وان كان باسم يوسف لم يفقد الأمل بالخلاص من عقول تبشر بمنتقم جاء اسمه في كتب التنجيم قبل 1100 عام، فأنا المفزوع من صيحة "الثالثة" يائس حد العظم من عقول تبشرنا بمختار عصر "ثائر منتقم" جاء ذكره "بالكتب" قبل 1368 عاما!
باسم يوسف .. بالعراقي
[post-views]
نشر في: 23 فبراير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
معتصم الحديثي
الاستاذ الكريم هاشم العقابي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية من القلب الى القلب احب ان اعبر لك عن تقديري واعتزازي واعجابي بهذه المقالة الجميلة. استاذي الفاضل الكتاب الحيادين العقلاء مثل حضرتك في العراق اصبحوا مع الاسف الشديد قلة قليلة. والله يشهد ان ا