اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ماذا لو كانت مسيحية عراقية؟

ماذا لو كانت مسيحية عراقية؟

نشر في: 23 فبراير, 2014: 09:01 م

إذا كنت من الذين يتابعون نشرات الأخبار، فأتمنى أن تقرأ هذه العناوين المثيرة، العنوان الاول: حزب الرئيس الأوكراني يحمله مسؤولية  الأحداث الدامية الأخيرة.. طبعا الغريب في هذا العنوان بالنسبة لنا نحن رعايا دولة القانون، أن الحزب الحاكم لم يستدع الجيش والشرطة للخروج بتظاهرات تؤيد الرئيس، ولم يطالب بسوات أوكرانية لكسر ظهر المعارضة، مثلما طالب ذات يوم مشمس النائب محمد الصيهود القوات الامنية  بتعليق كل من يخالف قرارات القائد العام للقوات المسلحة.. ولم نشاهد نائبة "بوزن" حنان الفتلاوي تصرخ بـ"اننا لن نعطيها بعد اليوم".
هل هناك عنوان اكثر استفزازا لنا نحن الشعب الناكر للجميل.. اليك العنوان الثاني: القضاء الإسباني يوجه تهمة التهرب الضريبي للأميرة كرستينيا ابنة الملك الإسباني، المسكين "الملك" رفض الرد على تساؤلات الإعلام مصرا على ان القضاء مؤسسة مستقلة لا يمكن لاحد ان يتدخل فيها حتى لو كان ملكا على البلاد.. والغريب بالنسبة لنا ان ملك اسبانيا  لم يخرج على الشعب ليقول لهم ان ابنته قامت  بدورها في تعزيز الامن ومحاربة "المقاولين" الفاسدين.  
وأتمنى وأنت تتابع معي هذه الأخبار أن تقرأ الخبر المثير هذا فقد قازت الدكتورة هالة شكر الله برئاسة حزب الدستور بمصر، الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي.. وستقول ما المدهش في الامر ، فلدينا والحمد لله السيدة عالية نصيف تتربع على قمة حزب "البيضاء" فيما عتاب الدوري مرشحة لتسلم القيادة العامة للقوات المسلحة، وهناك السيدة وزيرة المرأة التي طالبت بإقرار قانون قوامة الرجل على المرأة حتى لوكان عاجزا.. ولا تنسى  عدد من "النائمات" ممن ينصبن كل يوم  مجلس عزاء للديمقراطية، وطلبن منا نحن المواطنين أن نقرأ سورة الفاتحة على الدولة المدنية، المثير يا عزيزي القارئ  ان السيدة هالة شكر الله هي اول مسيحية تتولى رئاسة واحد من اكبر الاحزاب المصرية، فيما نحن عشنا في السنوات العشر الماضية مع سيناريو مدروس شعاره: "لا مكان للمسيحيين على ارض العراق".    
قلت مع نفسي ماذا لو كانت هالة شكر الله عراقية، بالتأكيد سيتكرر معها ،  نفس السيناريو الذي تكرر من قبل مع السيدة هناء أدور.. حيث سيعزف أعلام المقربين لحنا عن الأجندات والتمويل الخارجي والإرهاب.
رئيسة حزب الدستور المصري مثال مشرق لمجتمع حر يناضل ضد الظلم والاستبداد ودولة الفتاوى، فيما العديد من نائباتنا أصبحن اليوم مجرد ديكور في مجلس نيابي يدير مقدراته عدد من الأشخاص.. بل إن العديد منهنّ أصبن للأسف بنوع من فوبيا الإصلاح، ومحاسبة الفاسدين، تجعلهن كلما ذكرت كلمة فساد يستغرقن في نوبة من الصراخ والعويل الذي تسيل  منه عبارات التخوين والشتائم.
بالتأكيد أن بعض نائبات الزمن الجديد سيتلمظن ويشتعلن غيظا وغضبا، من امرأة مسيحية وضعت اسمها في صدارة المشهد السياسي المصري ، واكدت في اول حديث لها انها  لن تتنازل عن حق المصريين جميعا بمجتمع مدني لا مكان للأحزاب الدينية فيه  .
وأتمنى منك عزيزي القارئ ان  لا تتهمني  بالترويج للمسيحية ،  فانا مثلك كنت أتفرج على قتل المواطنين الايزيديين  بحجة  تجفيف  منابع "الكفر"  والحفاظ  على الإسلام الذي هددته مجموعة من الايزيديين الفقراء الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت فتصوروا أن في بغداد فسحة من أمان وعيش لهم.. فإذا بهم يعاملون كلاجئين في دولة شعارها القانون ومسؤولوها "متقون" ينتمون الى أحزاب دينية ترفع شعار الدفاع عن المظلومين.
 ومثلك ايضا كنت متفرجا على مسيحيي بلادي، وهم يواجهون  كل يوم  خطابا منفرا، مخيفا، مقززا، غاضبا، وثأريا وازدرائيا وكارها لكل ما حوله ومن قبله ومن بعده، لا يرى جمالا ولا خيرا ولا سعادة ولا حرية إلا في اقصاء الآخر، ومثلك ادرت ظهري وانا ارى سعي البعض  واصرارهم على تهجير كل مسيحي،  تحت سمع وبصر الحكومة وأجهزتها الأمنية.
وانا مثلك عزيزي القارئ، أتابع الأخبار متحسرا على ما وصلنا اليه من حال بائس  في ظل ساسة وبرلمانيين  ومسؤولين بلا خيال سياسي تقريبا،  إلا إذا اعتبرنا الحيلة نوعًا من الخيال، واعتبرنا الخطب والشعارات والظهور المتواصل في الفضائيات يمكنه أن يحل مشكلات العراقيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 8

  1. خليلو...

    اكثر الاخبار استفزازا هذا الصباح وأشدها إثارة للمشاعر ماذا كانت جنايتنا ليؤول حالنا الى ايدي هذه الزمر من امثال الفتلاوية وعويلية نصيف وعبيس البياتي والصيهود، عسى الله يجعل حياته وحياة كل أصحابه صيهودا دائماً ؟! ايها السيد علي حسين لا وجه للمقارنة بين رج

  2. ابو هبه

    للأسف نصل الى ما وصلنا اليه من هذا الشرذم و الإقصاء ونحن نحكم من هؤلاء الذي ابتلى بهم الشعب العراقي ، أصبت بصدمة كبيرة عندما وصل لي الأصدار الثاني لمعركة الأنبار ولم أقوى على مواصلة الأحداث وكيف هؤلاء الجنود الذين زج بهم الهالكي لمحرقة الأنبار دون واز

  3. ابو اثير

    أستاذنا الفاضل..ذكرت في عمودك مقارنة بين النائبات حنان وعالية والدوري والمناضلة والناشطة النسوية ألسيدة الفاضلة هناء أدور...لا أريد أن أتجنى على أي واحدة منهن كونهن سيدات عراقية والرجال العراقيون يحترمونهم .. طبقا للعادات العراقية ألأصيلة . ولكني أود أن أ

  4. Bahaa Zuhair

    ولا تنسى استاذي العزيز النائبه فيان دخيل التي ظهرت بكل وقاحه تدعي الصراحه لتقول انها من المؤيدين لحق البرلمانيين في الحصول على كل الامتيازات. متى يعرف البرلمانيين الحدرد الفاصله بين الصراحه والوقاحه والقباحه

  5. ali

    كيف ما تكونوا يولى عليكم

  6. ابو سجاد البصرىش

    استاذ علي رجاءا لامجال للمقارنة بين السيدةهناء ادور وبقية البرلمانيات امثال حنانوم ومن لف لفها

  7. سيف

    للأسف فأنا ﻻ أجد أي تمثيل برلماني للنساء! هناك تمثيل قوي الحضور لل مﻻيات ربما!! ﻻ أعتقد أن التاريخ يجتفظ بسابقة أن تخرج نساء شعب ما ليطالبن برفض مساواتهن بحقوق الرجل وواجباته، كما فعلن بعض مغسوﻻت العقول بعد 9/4/ 2003

  8. عالية

    أنا مسيحية عراقية واسم ابني عمر يعني تصوروا اذا أنا رشحت لأي انتخابات كانت! هم مسيحية وهم ام عمر

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram