هناك نوع من البشر خصهم الرّب بموهبة القدرة على تسميم بدنك شئت أم أبيت. ما زلت أتذكر ذلك الرجل البغدادي الأنيق يوم انفجر باكياً في احد بارات "أبو نؤاس" مناديا على من يخلصه من أحد هؤلاء الموهوبين الذي أتت به الصدفة ليجلس على طاولته بسبب زحمة المكان. صاح البغدادي وهو ينشغ: اخوان متكلولي هذا منو دزّه عليّه؟ هسه آني اجيت أريّح نفسي وهذا بلاني بلوة على عمري. سألناه وشسوالك؟ يمعودين يتفلسف براسي ومن كعد ليهسه ما أدري شيريد مني. تدخل زكي النادل وواساه ثم طلب منا ان نجلسه بيننا الى ان يخلص "الربع" ويذهب. وفعلا جلس معنا وكأنه نسمة منذ ان حل الى أن رحل.
بعض الساسة، والله العظيم، اوصلوا حالتنا مثل حالة ذلك البغدادي، ولا ندري من الذي بعثهم لنا. لا اظنه غير حظنا المسخّم والملطّم. المشكلة مع هؤلاء انك لا تستطيع تجاوزهم وكأنك لم تسمعهم لأن مصير البلد صار بيدهم. ما من أحد من دولة القانون ادلى بدوله حول اعتزال السيد مقتدى الصدر للعمل السياسي، الا وذكرني بذلك الصنف الثقيل من البشر.
بعد ان غرد الشلاه على طريقة "شلّه وأعبر" على اعتزال السيد، جاءنا سامي العسكري مشمرا ذراعيه عن دلوه فقال في لقاء تلفزيوني: "كان الأولى بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ان يحاسب ويعاقب الفاسدين من وزرائه ونوابه بعد اعلان انسحابه واعتزاله العمل السياسي".
ذكرني قوله بذلك الذي سمم بدن البغدادي ومرت بخاطري نكتتان مفادهما "ولك هوه بس آني افرار" والأخرى التي رباطها "ولك هوّه بس آني خروف".
لو افترضنا ان ما قاله العسكري صحيح رغم ان السيد لا بيده سلطة تنفيذية ولا قضائية، فهل هو فقط من فعل ذلك؟ يا أخونا العسكري: وأنتم الذين بيدكم السلطة التنفيذية، ومختاركم شاهر سيفه "على الملأ"، هل حاسبتم مفسدا او مقصرا من كتلكم؟ بالمناسبة شلونه الأخ فلاح السوداني، زين؟ سلم النه عليه.
ثم اريد ان اسألك، لاعن كيف كانت حالتكم المادية قبل التغيير وكيف أصبحت بعده، فانا لا أحسد من كان يعيش على "البنفت" البريطانية ثم صار يقيم حفلة عرس بنصف مليون دولار لليلة واحدة لنفهم معنى الفساد، لكن سؤالي:
هل هناك أفسد ممن يترك الشعب في العراء الأمني صيدا سهلا للإرهاب وهو وحبايبه في جنة خضراء تجري من تحتها الأنهار؟ يا حساب .. يا كتاب؟
اكلوا ووصوصوا مولانا!
اكلـــوا ووصوصـــوا
[post-views]
نشر في: 24 فبراير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 6
Fawzi
عمي داسكت انت هم لوما شيعي جان جفتك 4ارهاب لو سؤاله شغله مثل جارك سرمد
حسين عبد علي
عيني سيد هاشم ،المثل يكول أكل بس لا توصوص الفرق جبير
رمزي الحيدر
بالفعل حظنا مسخّم ملطّم.
ahmad
استاذ هاشم كتاباتك حلوة بس جنك مثل سرمد الطائي مامحصل تعيين وجي تفرغ
كاظم الأسدي
استاذ هاشم أريد أسالك هذوله اللي ياكلون اليوم وينهشون في جسد الفقراء!! ألم يتعظوا من اللكامة اللي قبلهم !! مو حوبة الفقير تعثر بالدنيا !! أما حساب الآخرة فهم أعلم منا به بالتأكيد
الناصري
ديمووووووووقراطيه أمسلفننننه على قول الاستاذ بهجت الجبوري