بالتأكيد هناك جهد كبير ليس لأحد أن ينكره كائنا من يكون ، وهذا الجهد يتجلى بمعنى أن تكون بغداد عاصمة الثقافة العربية في هذا الظرف الصعب . لكن ، لابد من مراجعة دقيقة ولابد من ان ننتقد أنفسنا قبل ان ينتقدنا الآخر . هناك جهات عرقلت المشروع ولم تفكر سوى ب
بالتأكيد هناك جهد كبير ليس لأحد أن ينكره كائنا من يكون ، وهذا الجهد يتجلى بمعنى أن تكون بغداد عاصمة الثقافة العربية في هذا الظرف الصعب . لكن ، لابد من مراجعة دقيقة ولابد من ان ننتقد أنفسنا قبل ان ينتقدنا الآخر . هناك جهات عرقلت المشروع ولم تفكر سوى بإظهار المشروع بأسوأ ما يكون ، وهناك أشخاص دعموا المشروع وأسهموا في نجاحه ، ولأننا نركز على الأخطاء فلا بد من ان نتساءل ، كم مكتبة أنجزت عاصمة الثقافة ؟ كم متحفا ؟ كم مشروعا ثقافيا سنتذكره بعد عشرات السنين ونقول : أنشئ عام 2013 حين كانت بغداد عاصمة الثقافة العربية ؟ لابد من ان نحاسب أنفسنا وأتمنى ألا يزعل أصدقاؤنا ، فباستثناء المطبوعات لم يكن هناك مايذكرنا بهذا المشروع . ولنقف على ذلك بالتفصيل ، فقد كان من حسنات المشروع أن حافظ على ملتقى بغداد الشعري وأقام دورته الثانية ، ومن منجزات المشروع أن استقطب الأسماء العربية وعراقيي المهجر ليشتركوا في عام بغداد عاصمتهم . لكن من الأخطاء التي وقع فيها المشروع هو افتقار العراق بشكل كامل إلى لجنة تنظيمية تعمل لوجه الأدب لا أكثر ، وهنا أنتقد طابع اللجان بشكل عام ولا أنتقد الجميع ،لأن هناك أشخاصا بذلوا مايستطيعون لكن أصواتهم ضاعت في زحمة الضجيج ، وهذا الافتقار سببه القطيعة واشتداد الخلاف بين اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة . ولو فكر المعنيون بأفق أوسع وتركوا الصراعات جانبا ، أو ليحتفظوا بخلافاتهم ، لكن ليختاروا لجنة ثابتة تشتغل لمدة عام كامل لهذا المشروع لما تعرّض المشروع برمته ـ الذي لا يخلو من نجاح ـ إلى نقد لاذع قد ينسف حتى مزاياه الحسنة .
كنا بحاجة لمشروع بغداد عاصمة الثقافة ، وكنا بحاجة إلى فشل بقدر ما ، كي نتساءل بعده ، ما نسبة إخلاصنا للأدب وهل تفوق نسبة تفكيرنا بمناصبنا ومصالحنا الشخصية ، وهل يليق بالعراق ان يقدم ثلة من النسوة اللائي لا تجيد أية واحدة منهن القراءة والكتابة لكي نفخر بأدبنا النسوي ؟!
وهل سألنا أنفسنا عن القنوات المعنية بالثقافة التي كانت تعرض أفلام كارتون في الأوقات الذهبية أن تعرض الفضائيات العراقية والعربية اغلب نشاطات المشروع ؟ ، هل كانت الغاية هي التخلص من المبلغ المخصص للفعاليات حيث كانت احدى الفعاليات اسمها ( بغداد في النقد ) وهذا العنوان يسحبنا إلى منطقة السخرية كي نقول : إذا كانت بغداد في النقد فلتكن البصرة في القصة ، والموصل في الرواية !. أسئلة كثيرة تحتاج إلى مراجعة دون ان نحرج أحدا ولسنا بصدد المزايدة ، لكن هذه المراجعة ستجعلنا نفكر بلجنة تنظيمية عليا تشرف على المهرجانات وتكون خالية من الأمراض الطائفية والفساد الإدارية وغير معنية بالأدب النسوي دون غيره ـ وأعني السيد الأتروشي حصرا الذي طوال عمله في الوزارة كان همه ان ينتج أسماء نسوية جديدة ما أنزل الشعر بها من سلطان ـ هي دعوة خالصة للمراجعة وإعادة النظر كي لا نظن أننا نجحنا فنغض النظر عن أخطائنا . ولابد من كلمة منصفة قبل ان أختم كلامي ، وهي الشكر والتقدير لكل من وكيل الوزارة السيد طاهر الحمود ، والشاعر د. حامد الراوي مستشار الوزير ، والأستاذ عقيل المندلاوي ، لأنهم عملوا لوجه الأدب ، ولم يكن لديهم هاجس غيره.