لم أر العربة السوداء/تقل الموتى إلى المقبرة هذا الفجر كعادتها/منذ أسبوع/ ظنا مني أنهم (أي الموتى)بعد ما شبعوا من الموت فوق الأرض/ورفضوا الصعود كعادتهم إلى العربة السوداء/ لذا ابتسمت وهززت رأسي بخذلان /ربما لأن خللا حدث في تقييم الملائكة لمن يستحق ذلك
لم أر العربة السوداء/تقل الموتى إلى المقبرة هذا الفجر كعادتها/منذ أسبوع/ ظنا مني أنهم (أي الموتى)بعد ما شبعوا من الموت فوق الأرض/ورفضوا الصعود كعادتهم إلى العربة السوداء/ لذا ابتسمت وهززت رأسي بخذلان /ربما لأن خللا حدث في تقييم الملائكة لمن يستحق ذلك/ أو ربما فقدوا بعض الأسماء المرشحة /وقد سقطت سهوا النقاط التعيسة من أسمائهم /أثناء التفتيش والتدقيق في نوبة حراسة أمس
وهم في حال جسد/ كما أني لم أر مجنونا منذ أمس/ يوم مات احدهم أيضا في العناية المركزة/وكان يصبغ الهواء البارد باللون الأحمر/ فأصيب بطلقة هواء /وقد تم وضعه ملفوفا بالشاش الطبي الناصع البياض /في درج النسيان /ضمن أرقام الجثث المجهولة/ لا شيء يمر أمامي /وأنا أجلس /منذ ان تساقطت قبل لحظة وريقة توت/ فوق حذائي البالة الجلدي المثقوب /واختفت وغادرت نحلة حزينة /وردة زرقاء في حذاء بلاستك ابيض/ لبائع طرد من معمل نفايات المجازر/ ينتظر خروج الفقراء من مركز تسليم القمح /وقد سقطت رائحة الخبز ساخنة /من تجاعيد أياديهم المليئة بغبار النخالة/ ومنذ أمس /لم أنس أن أقول لكم /إنني في الطريق /لاسترداد ما نسيته هناك من الأحذية /وأنا أضع صوتي العالي بالمقلوب/ في ثقوب أصابعي /وأرمي العالم /بما أحمله من حجر الخطايا /منذ أمس /ابتهاجاً باستردادي نعمة الاحتجاج.