مرشحون من قوائم مختلفة بدأت دعايتهم الانتخابية بشكل مبكر، ضاربين عرض الحائط تعليمات وضوابط المفوضية التي حددت منتصف الشهر المقبل موعدا رسميا لبدء الحملة ، لكن شوارع بغداد وبعض المحافظات ، شهدت مظاهر أخرى للدعاية سواء بنشر ملصقات تحمل صور مسؤولين سيخوضون المنافسة او بزيارات قادة أحزاب ورؤساء قوائم مناطق متفرقة في مدن الوسط والجنوب .
الدعاية الانتخابية سواء كانت مبكرة او متأخرة تكشف عن صورة حقيقية لحجم الأموال المخصصة لهذا الغرض ، فاحدهم دعا الناخبين الى الإسراع بتسلم البطاقة الانتخابية الإلكترونية لمنع الإرهابيين والبعثيين من التسلل ثانية الى السلطة ، وشغل المناصب الحكومية ، وصاحب الدعوة جعل صورته في جداريات انتشرت في شوارع بغداد ، والإعلان الواحد بفرضية انه يكلف نحو 50 الف دينار عراقي وبحساب العرب وعدد الإعلانات يمكن التوصل الى مقدار ما انفقه المرشح قبل بدء الدعاية ، ومما لاشك فيه انه انفق من ماله الحلال ليحقق حلم قاعدته الشعبية ليمثلهم في البرلمان المقبل بشغل مقعده للمرة الثالثة .
هذا واحد من نماذج المرشحين ، أما الآخرون أصحاب التجربة الأولى ، فانهم اعتمدوا على شبكات التواصل الاجتماعي ، وجهود الأصدقاء والمعارف ، لانهم لا يمتلكون المال لنشر صورهم في الساحات العامة والطرق، فمعظمهم لا يشغل منصبا حكوميا وليست لديه علاقة من قريب او بعيد مع المقاولين والمستثمرين للحصول على عمولات لتمويل دعايته الانتخابية ، فضلا عن ذلك فان المرشحين من ذوي "الدخل المحدود" لا ينتمون الى أحزاب مشاركة في الحكومة صاحبة نفوذ وتأثير ، ولها مقاعد وزارية و"تراث نضالي" منح أمناءها العامين حق استيراد السجائر والبهارات والكاري المدراسي من الهند ، ليوفروه في الأسواق العراقية ليكون في متناول ربات البيوت لأعداد البرياني .
في الأيام القليلة المقبلة ستستقبل المدن العراقية باستثناء الساخنة مئات المرشحين للقاء الناخبين لطرح برامجهم الانتخابية ، والمركبة التي حملت لافتة تشير الى انها مخصصة لخدمات مكتب النائب الفلاني ستنقل لعباد الله الهدايا من سجادات الصلاة ، وكتب الأدعية ، مع استمارة أداء القسم بالقرآن بان التصويت سيكون لصالح خادم الجماهير.
الفضائيات العراقية الحزبية ستحشد جهودها هي الأخرى لصالح المرشحين من ذوي الدخل المرتفع وستبث إعلانات ونصائح على مدار الساعة ، تشير الى إمكانية تحقيق الرفاهية والسعادة لرئيس قائمة "المدكوكة" صاحب البرنامج الانتخابي لأعداد حلوى خاصة للفقراء من التمر الزهدي والسمسم لزيادة النسل ، وتحقيق تفوق الأغلبية على الأقلية بمعدلات عالية ، أمام إمكانيات المرشحين المادية ودعايتهم الباذخة يظل الصنف الآخر منهم المراهن على التغيير في حدود شبكة التواصل الاجتماعي ، وشارع المتنبي ، والناشطين المدنيين الحالمين بإقامة دولة المؤسسات ، عاجزين عن منافسة عضو في مجلس النواب الحالي نشر آلاف الصور قبل بدء حلول الموعد الرسمي للدعاية ولا شك انه يمتلك القدرة على إزاحة زملائه المرشحين من ذوي الدخل المحدود ، بتوزيع حلاوة الدهين والمدكوكة بين الناخبين ، مولانا نسألكم الدعاء .
مرشحون بدعاية باذخة
[post-views]
نشر في: 24 فبراير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
Abdul Kareem
مقالة تستحق القراءة