على الرغم من أن ثلاثة أعوام تقريباً ماتزال تفصل الرئيس باراك أوباما وانتهاء المرحلة الثانية من رئاسته، فإن هناك خططاً لإنشاء مكتبة رئاسية بدأت تطرح وتأخذ شكلها. ففي الـ31 من كانون الثاني، تم الإعلان ان مؤسسة باراك هـ.أوباما، قد شكلت "من اجل متابعة خطط المكتبة".

ويبدو ان مدينة شيكاغو، التي اتخذها مدينة للسكن فيها، والتي حقق فيهال نجاحه، ستكون في الأرجح الموقع الذي تم اختياره لمشروعه. ولكنّ أناساً في هوتولولو، حيث ولد، وآخرين في نيويورك، حيث انهى دراسته الجامعية، يعتقدون أنها ستكون موقع سكناه، بعد انتهاء رئاسته ومغادرته البيت الأبيض، وهناك توقعات ان يتولى المهندس البريطاني ديفيد أدجابي، الذي يصمم، "المتحف الوطني للثقافة والتاريخ الأمريكي والأفريقي" في "مول" بواشنطن.

ولكنّ موقع المكتبة ومن سيكون مصممها أمران أقل أهمية من تساؤلات، فيما إن كان أوباما سيقرر النموذج الفخم الذي اختاره الرؤساء السابقون، أم ان له خطة أخرى.

والمتحف الرئاسي عادة هو أرشيف، ومتحف وموقع هام، ويضم عادة الملفات الرئاسية " التي هي ملك للحكومة"، من اجل استفادة الباحثين منها مستقبلاً، كما يتضمن ايضاً بعض الحاجيات الشخصية: ومنها الإنجيل الذي أقسم عليه هاري ترومان، عند تسلمه الرئاسة، والأريكة الطويلة، اكثر من المعتاد، العائدة لـ ليندون جونسون، والكؤوس التي حصل 

عليها جيرالد فورد في الكلية.

أما القطعة الأساسية من مكتبة كيندي، عند ميناء بوسطن، فهو قاربه الشراعي-الفيكتور. أما مكتبتي آيزنهار ونكسون فهما تتضمنان المنزل الذي عاش فيها الرئيسان في صباهما.

والأرشيفات الرئاسية، بدأت تتسع باطراد، لتتضمن رسائل الإيميل والصور الفوتوغرافية وما شابه، إضافة إلى الرسائل والمذكرات فصالات مكتبة إيفان، على سبيل المثال، هي اكبر اربع مرات من مكتبة آيزنهاور، .

وتصميم مكتبة عصرية رئاسية، بناء على هذه المعلومات يبدو أمراً صعباً، ان مكتبة الرئيس تحتاج إلى مبنى واسع، ولكن هل يعني ذلك وجوب كونها ضخمة وبارزة!

والمكتبة الرئاسية الأولى أنشئت ما بين 1939-1940، من قبل فرانكلين روزفيلت، بجوار منزل العائلة، في هايدبارك، نيويورك، وكانت المكتبة من أفكار روزفلت (والرؤساء الذين جاؤوا قبله، أهدوا أوراقهم الشخصية إلى مكتبة الكونغرس أو احتفظوا بها لأنفسهم، وقد اطلق عليها اسم "مكتبة وليس "أرشيف" كي لا تبدو محظورة أو لا يمكن الاطلاع عليها، ومنذ البداية، كان لمكتبته دور على المستوى العام، ولم تكن تعرض الوثائق فقط، بل أمور عامة أيضا ومنها حقائق علمية أو كتب نادرة وأعمال فنية.

وكان روزفلت مهندساً هاوياً، ومفضلاً الكلاسيكية، وكان معجباً بنصب جيفرسون، وحاول تصميم مكتبته بنفس الأسلوب، وحاول ان لا تكون فخمة، كما ان تصميمها يتضمن أجواء بيتية.

ومن المؤمل ان تعكس مكتبة أوباما ذوقاً عالياً مكرساً لأفعاله-كما انه الرئيس الذي أحدث فوزه ضجة في عام 2008.

ومع ذلك، هناك شيء من اللاجدوى في محاولة ضم حياة رئيس وأعماله في مبنى واحد، لأن تقييمنا لأي رئيس ينبع من مصادر متعددة: وهي ليست الذكريات أو السيرة الحياتية، والأوراق الرسمية، بل هناك أيضاً الأفلام السينمائية والأفلام الوثائقية للتلفزيون.

ويحاول المصممون تقديم تصميمات جديدة جداً للمكتبات الرئاسية، ولكنّ العالم (والمؤرخين) لهم الكلمة العليا والنهائية.

وهناك بعض التقارير التي تقول ان الرئيس أوباما كان متوجساً من موضوع المكتبة، مفضلاً إيداع أوراقه الخاصة في مكتبة الكونغرس.

ويعود تردده ذلك إلى خشية من اعتبار الآخرين الأمر، نظرة إلى نفسه، "أقل شأنا" علماً ان أوباما كتب كتابا مؤثراً عن حياته في مراحلها الأولى، وهو ليس في حاجة لإعادة القصة، ويتوجب ان تكون مكتبته مهتمة أكثر بالأرشيف الخاص به، ولا تصبح متحفاً: أقرب إلى المنزل، أقل من ان تكون صرحاً، مكتبة متواضعة هي الأفضل تعبيراً من أي شيء آخر.

 عن: النيويورك تايمز