يلقى الباحثون الاجتماعيون والنفسيون أهمية كبيرة في مدارس دول العالم، وتحظى تخصصاتهم باهتمام لا يستهان به، اذ أن لها خصوصية في معالجة المشكلات وتحسين الأوضاع النفسية للطلبة. وبرغم وجود الباحث الاجتماعي والنفسي في غالبية مدارس إقليم كردستان، والذي يعد
يلقى الباحثون الاجتماعيون والنفسيون أهمية كبيرة في مدارس دول العالم، وتحظى تخصصاتهم باهتمام لا يستهان به، اذ أن لها خصوصية في معالجة المشكلات وتحسين الأوضاع النفسية للطلبة.
وبرغم وجود الباحث الاجتماعي والنفسي في غالبية مدارس إقليم كردستان، والذي يعد جسرا للتواصل بين والتفاهم بين الطلبة والتدريسيين، الا انه لا يحظى بالاهتمام المطلوب.
ويقول عدد من الباحثين لصحيفة(كردستاني نوي): نحن لا نقتصر في أداء مهامنا على الاهتمام بالطلبة في اطار المدرسة فقط، بل نسعى لتفهم مشكلات الطلبة داخل عائلاتهم ايضا، ومع ذلك ونظرا لكثرة أعداد الطلبة فان الباحث الاجتماعي لا يمتلك الوقت الكافي لجميع الطلبة في المدرسة.
إيلاء الثقة بالباحث الاجتماعي
تقول الطالبة لينا طاهر، في مرحلة السادس الأدبي: ان وجود الباحث الاجتماعي يمثل ضرورة كبيرة، اذ ان له دوراً إيجابيا وفائدة بالنسبة للطلبة. مبينة ان الباحث يقدم المساعدة في أثناء وجود اي مشكلة تخص الطلبة، الى جانب دوره في وضع خطة للدراسة والتحضير والتهيؤ لأداء الامتحانات ولذلك فلنا ثقة كبيرة بالباحث الذي أتحدث اليه بشأن اية مشكلة تعترضني. في حين تقول الطالبة مولينا في الصف الرابع الإعدادي ان العلاقة بين الطالب والباحث الاجتماعي تكون أحيانا اقوى من علاقة الأصدقاء، وانا لدي ثقة كبيرة بالباحث الذي يعمل على معالجة المشكلات ان وجدت، الا ان هناك مشكلة ضيق الوقت وعدم إتاحة الوقت الكافي لجميع الطلبة، ولاسيما ان الباحث شخص واحد في المدرسة والطلبة كثيرون، ولا نجد الوقت الكافي للتحدث اليه.
من جهتها، ترى الباحثة الاجتماعية كلثوم شريف في إعدادية سولاف للبنات بمدينة السليمانية، انه لا يجوز ان يتم تحييد وتقييد عمل الباحث من قبل مدير المدرسة، لان في هذه الحالة لن استطيع أداء مهام عملي بالشكل المطلوب.
وتضيف بالقول: اي مشكلة تحدث في المدرسة يتم تحويلها لي، ولدي تنسيق جيد بين الطالبات والتدريسيات، وانا أتعامل مع الطالبات باعتباري باحثة اجتماعية لا باعتباري صديقة فانا لست صديقة الطالبات. وفي ردها عما اذا كان من الأفضل ان تكون صديقة لهن أفادت بالقول: لا يجوز ان أكون صديقة للطالبات بل ينبغي ان أكون باحثة ومع ذلك فقد نجحت في كسب ثقتهن، وفي حال تعرضهن للمشكلات فاني أقوم بمعالجتها وأقوم بالمتابعة الجيدة لحين التوصل الى نتيجة مناسبة.
أوقاتنا محدودة
وتفيد شريف بالقول: نظرا لكثرة المشكلات وقلة الوقت المتاح لنا، اضطر غالبا للمكوث في المدرسة حتى بعد انتهاء الدوام الرسمي، والفت هنا الى ام تخصيص باحث واحد لكل مدرسة لا يفي الغرض المطلوب ولا تتاح لنا الفرصة لمعالجة جميع المشكلات، ولذلك أرجو ان يتم تخصيص باحث اجتماعي وباحث نفسي لكل مدرسة، ليتمكن الاثنان من التنسيق بالشكل الملائم وتحقيق نتائج مرضية. من جهته، قال كاوة برهان مدير مدرسة (اسودة) الابتدائية ان الباحث الاجتماعي يقوم بدور مهم، واعده المعاون الثالث في المدرسة، لأن المساعدة التي يقدمها تعد امراً مهما ليس فقط للطلبة بل للتدريسيين ايضا. ويلفت برهان الى انه من الضروري تخصيص باحث اجتماعي ونفسي في المدارس بحسب أعداد الطلبة، وفي حال تطلب الأمر تخصيص اكثر من باحث في المدرسة الواحدة.
