TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > انقلاب تلاميذ

انقلاب تلاميذ

نشر في: 26 فبراير, 2014: 09:01 م

خمسة أيام فقط هي المدة الفاصلة بين انتهاء بطولة غرب آسيا الثامنة التي خرج منها تلامذة المدرب هادي مطنش عاجزين عن دك مرمى البحرين وعُمان ولو بهدف واحد لأسباب ظلت غامضة حتى الآن لم يكشف عمّن كبّل أقدامهم أو منع شهيتهم للتسجيل حتى أن قرعة التأهل إلى المربع الذهبي أدارت ظهرها إليهم ولم ترغب باستمرارهم ، وبين بداية بطولة أمم آسيا المخصصة لأعمار تحت 22 عاماً حيث تحوّلت صفة التلمذة هذه المرة على يد المدرب حكيم شاكر وإذا بهم ينقلبون كلياً على مستواهم المفاجىء وراحوا يحصدون نقاط الفوز كاملة في ست مباريات بالتتابع ليقهروا السعودية وأوزبكستان والصين واليابان وكوريا الجنوبية، ثم واجهوا السعودية في النهائي وفازوا بهدف مهند عبد الرحيم وعادوا بالكأس إلى بغداد وسط تساؤلات عدة أهمها : إذا كانت التوليفة تشكل المنتخب الوطني نفسه مع إضافة ثلاثة لاعبين محترفين إليها، فهل سنرى عروض التحدي ذاتها أمام الصين في آذار المقبل لاسيما إن المدرب يصرّ على المغامرة بالأسلوب والأدوات نفسيهما من دون أي تغيير بالرغم من أن هناك لاعبين مؤثرين في دوري الكرة الممتاز بإمكانهم أن يأخذوا دورهم في بعض المراكز ويخدموا المنتخب بخبرتهم وبنيتهم الجسمانية القوية وذكائهم وتمرسهم في مواجهة الكبار.
إن التشبث بقائمة واحدة في بطولتي غرب آسيا السابعة والثامنة ومونديال الشباب في تركيا وخليجي المنامة وتصفيات كأس العالم وأمم آسيا ونهائي كأس آسيا تحت 22 عاماً يرسم سيناريو مشابهاً لتوليفة جيل يونس محمود الذي استُهلكت طاقته وأُرهق تماماً وودّع اغلب نجومه دائرة الأضواء وأعني بهم عناصر المنتخب الأولمبي الذين هزموا كتيبة رونالدو (4-2) في نهائيات أولمبياد أثينا عام 2004 حيث أن بعضهم اعتزل الكرة بالفعل وآخرهم "العمدة" عماد محمد الذي كشف لـ(المدى) أول مرة في حواره مع الزميل علي إسماعيل بتاريخ 27 كانون الثاني الماضي إن "إصابتي الشديدة أنهت علاقتي بالكرة وسأعود مدرباً "، ما دعا الزميل هشام السلمان للتساؤل على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي/ فيسبوك عن سرّ صمود نجم البرتغال وريال مدريد ونيله الكرة الذهبية لعام 2013 ولم يزل نشطاً وواثق الخطى بلا ملل أو يأس بينما لاعباً مثل يونس أكبر سناً منه بعامين فقط أخذ مستواه يتأرجح منذ خليجي مسقط 2009 حتى إعلانه الاعتزال الدولي العام الماضي وهكذا تبعه آخرون ممن ودع بعضهم الملاعب أو انزووا في الظل؟!
حقيقة لا أرى هناك وجهاً للمقارنة بين اللاعب العربي بصورة عامة واللاعب الأوروبي إذا ما أردنا البحث عن أسباب وداع الأول الملاعب في سن الثلاثين وبقاء الثاني لما بعد ذلك بكامل لياقته البدنية، فالبيئة الرياضية والعوامل الاجتماعية والنظام التدريبي يختلف بين اللاعبين من دولة إلى أخرى ، ويسهم في التأثير على مسيرة كل منهما ويُلقي بظلاله على مستقبله ونتائجه ومردود عطائه الذي غالباً ما يميل لمصلحة الأوروبي نتيجة المراقبة الدقيقة التي يلقاها منذ نعومة أظفاره حتى بلوغه سن الرشد وتمتعه بالخبرة في الأندية المحترفة، بعكس اللاعب العربي المحكوم بمنظومة كروية متخلفة لم تواكب الاحتراف إلا في السنين الخمس الأخيرة، وفي دول محدودة بحسب إمكانياتها المادية وبُناها التحتية الرصينة.
وإذا ما عرّجنا على منتخبنا الأولمبي عام 2004 ونظيره البرتغالي فلا يمكن فصل العوامل المنوّه عنها آنفاً للمقارنة بينهما وربطها بأسباب ابتعاد اغلب لاعبي منتخبنا عن الفورمة مع المنتخب الأول إذ لم يزل جُلهم يقدمون ما يجودون به من إمكانيات مع أندية الدرجة الممتازة، كما أن هناك مسألة في غاية الأهمية حيث يتم صقل مهارة اللاعب الأوروبي لفئتي الناشئين والشباب مدة لا تقل عن ثمانية أعوام بعكس ما يحصل في كرتنا من حرق الأعمار بتهور واضح عندما يُزج اللاعب الشاب مع الفريق الأول للنادي أو المنتخب وهو لم ينضج بعد فتأتي النتائج سلبية بعد سنين محدودة يدفع ثمنها اللاعب نفسه.
وشخصياً أخذت نموذجين من لاعبي العراق والبرتغال هما يونس محمود وكريستيانو رونالدو حيث إن ولادة يونس في عام 1983، بينما فتح رونالدو عينيه عام 1985، مثّل الأول نادي كركوك للعب مع الكبارعام 2001 بعد خمس سنوات من اللعب مع شباب كركوك في حين ارتدى رونالدو قميص نادي سبورتنغ لشبونة في دوري المحترفين عام 2002 بعد 11 سنة من مكوثه في الفئات العمرية، ولم يستقر يونس مع نادٍ معين وراح يجوب ملاعب الاحتراف في أكثر من دولة بين الإمارات وقطر والسعودية حتى استنزف كلياً بسبب تعدد مناهج التدريب على يد مدربين من مختلف الجنسيات المحلية والعربية والأجنبية ، بينما انتقل رونالدو عام 2003 إلى نادي مانشستر يونايتد ثم استقر مع ريال مدريد منذ عام 2009 وحتى الآن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram