تعلمنا من أساتذتنا المخضرمين في مهنة المحاماة أن نتجنب -في لائحة الدعوى- كلمات مثل: نلتمس من المحكمة الموقرة، او نرجو، او نستعطف، بل نصر على كلمة (اطلب من المحكمة، او أطالب). فالحقوق تنتزع، لا تهدى كهدية، ولا توزع طلبا للأجر كلحوم الأضاحي.
كراجمات حمم البراكين، تتساقط على جمهرة العراقيين الأرقام الفلكية الصاعقة لرواتب المسؤولين الكبار، والحاشية والنواب وذوي الدرجات الخاصة، والثروات المهدورة، وأولها واردات النفط التي يقال إنها تشكل اكثر من ثلاثة أرباع الميزانية، ويزيد الطين بلة، ما يعلن عن أرقام الذين يعتاشون على الكفاف، او يعيشون على حفافي أو تحت خط الفقر.
معادلة تستعصي على التصديق، وتخرق كل منطق، منفلتة من علوم الحساب والهندسة، متحدية فرضيات العكسي والطردي واللوغاريتمات، والتفاضل والتكامل.
ما العمل ؟ ما الحل ؟ من يقرع ناقوس الخطر ؟
ما ايسر واسهل ان نطلق فئران الاسئلة ؟ ما اشق واصعب ان نحظى بجواب.
ماذا لو اعلن نخبة من المخلصين تشكيل حزب يدعى حزب الفقراء؟ يدعى للانضمام إليه كل من حلم بنصيبه المشروع وحقه الشرعي في ثروات البلد، كل من تاق لبيت آمن، وفرصة عمل غير مشوب بشبهة، وأجر غير ممنون، ورغيف غير منقوع بذلة، وببعض -ولو ببعض- من رغد العيش؟
ماذا لو اعلن الحزب منهجه الإنساني: نحن جيل الرهق والقتر ومخلفات الحروب، وطوابير المنتظرين قطار المستقبل دون جدوى، نحن الذين نرتعب من حذف صفر من أرزاقنا ليغدو أرقاما في ارصدة المتخمين، نحن الشهود العدول على من يتلمظ بمذاق المليون والبليون والترليون، غير آبه ولا مكترث لنقيع الدم الذي يغرق فيه الابرياء، يعمى عن رؤية الجب الذي يبتلع كل من لا يطأطئ رأسه وكل من لا يحسن قول (نعم).
نحن الفقراء المترفعون عن الدنايا، المتطلعون لمجتمع الكفاية والعدل، لا نستجدي قوتا او ملذات زائلة، لن نقف بأبواب المتخمين نستجدي، نحن نطلب لا نلتمس، نطالب لا نرجو ولا نتوسل، نريد ونلح، نريد ان نحيا لا ان نكتفي بالعيش كموتى في اردية أحياء…
نحن حزب الفقراء، نسألكم ان تؤدوا الأمانات إلى اهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل، هذا هو صوتنا الهادر، وهو دريئة من الخطر المحدق، ولقد اعذر من أنذر.
حزب الفقراء
[post-views]
نشر في: 26 فبراير, 2014: 09:01 م