في احتدام الأزمات السياسية وخصوصا في دول المنطقة وبالتحديد في العراق ، لأنه ضرب الرقم القياسي في تناسل أزماته، يلجأ المتنازعون الى كشف الملفات " العتيكة " للحصول على مكاسب او إثارة الغبار ، والتهمة الجاهزة في المشهد العراقي تنفيذ اجندات خارجية والارتباط بالسعودية وتركيا وقطر بتبني مخططاتها لإفشال العملية السياسية ، والإطاحة بالنظام الديمقراطي والعودة الى الدكتاتورية .
اطلاق نار الاتهامات المتبادلة بمختلف الاسلحة وصل الى داخل التحالف الواحد ومع قرب موعد الانتخابات التشريعية ليس من المستبعد ان يستخدم بعضهم صواريخ الكاتيوشا لدك معاقل الخصوم، واجبارهم على الاعتراف بمؤامراتهم ، ليكون الشعب العراقي على اطلاع كامل بحجم المؤامرة الاقليمية على الدولة العراقية، علما ان جميع الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية اتفقت على وثيقة اربيل ، وبموجبها تم تقاسم الرئاسات الثلاث ، باعتماد التوافق ، ورغم ذلك ظل تراشق النيران مستمرا ، ودخلت البلاد في أزمة مستعصية تلتها اخرى ، وبجهود الساسة حصل العراق على براءة اختراع في تناسل الأزمات .
الخلاف بين بغداد واربيل مازال قائما ، ومشروع قانون الموازنة ، يواصل حركته المكوكية بين البرلمان والحكومة ، وقضية الانبار وصلت نيرانها الى محافظات مجاورة ، وقيام مجاميع ارهابية بزراعة عبوات ناسفة والغام على اجزاء من الطريق الرابط بين العاصمة بغداد وكركوك.
الملف الأمني في تراجع بحسب اعترافات وتصريحات مسؤولين ، وحتى هذه اللحظة لم يبادر العقلاء لعقد اجتماع او لقاء لتفادي المزيد من التدهور ، بالتخلي عن الخلاف والنظر الى المصلحة الوطنية لغرض ضمان اجراء الانتخابات في أجواء أمنية مستقرة .
قبل ايام اعلن وبحسب انباء وردت في مواقع الكترونية تفيد بان فصائل مسلحة اعلنت اتحادها مع تنظيم القاعدة لمواجهة "قوات المالكي " والفصائل هي الجيش الاسلامي ، وفيلق عمر ، وجيش محمد، وحماس العراق ، وتلك الفصائل شكلها ساسة عراقيون ، ورفعت شعار مقاومة المحتل ،واستطاعت القوات الاميركية في سنوات سابقة ان تقنع قادتها بالانضمام الى العملية السياسية ، وحققت نتائج ايجابية في هذا الشأن ، وتخلى المقاومون عن شعاراتهم ، وتحققت مشاركة واسعة لما يعرف بممثلي "المكون السُني" في البرلمان والحكومة استجابة لرغبة اميركية.
اتحاد تلك الفصائل مع تنظيم القاعدة اعاد المشهد الى العام 2005 ، والعراقي ليس بحاجة لتذكيره بتلك السنوات بما تحمل من قتل ودمار وفواجع ، ولكنه اليوم يسأل هل اصبحنا بحاجة الى معونة اميركية لاعادة ترتيب الخريطة من جديد؟ لا احد من الساسة يمتلك الجرأة والشجاعة للاجابة على سؤال يبحث عن ضمان استقرار الاوضاع السياسية والأمنية في البلاد ، لان الكثيرين يعتقدون بان صناديق الاقتراع وحدها الكافية لحل الازمات ، فاستعدوا لهذا الاستحقاق بتبادل نيران الاتهامات في معركة التسقيط بالرصاص الحارق الخارق ، وحتى هذه اللحظة لم يعرف بعد من هو الأجدر بحمل صفة "ثلثين الطك".
نيران الاتهامات
[post-views]
نشر في: 26 فبراير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
اكيد سامع هاي الهوسة احنا النخبطها ونشرب صافيهة امريكا هي اللي خبطتها وهي اللي راح تصفيها وما علينا الاننتظر ونرى ماتفعله هذه الدولة العظيمة والتي اكن لها كل الاحترام والتقدير كونها سيطرت على مقومات كل دول العالم وخصوصا العرب الجربان بهذا العقل الجبار