تحت عنوان (جواد سليم حياة مترعة بالإبداع) احتفت دائرة الفنون التشكيلية الاسبوع الماضي بالفنان العراقي الكبير صاحب أشهر نصب للحرية الرائد جواد سليم بمناسبة مرور 53عاماً على رحيله. وبحضور حاشد من الفنانين والمثقفين ووسائل الأعلام استهلت جلسة الاحتفاء ب

تحت عنوان (جواد سليم حياة مترعة بالإبداع) احتفت دائرة الفنون التشكيلية الاسبوع الماضي بالفنان العراقي الكبير صاحب أشهر نصب للحرية الرائد جواد سليم بمناسبة مرور 53عاماً على رحيله. وبحضور حاشد من الفنانين والمثقفين ووسائل الأعلام استهلت جلسة الاحتفاء بافتتاح معرض فوتوغرافي لنماذج من أعماله الفنية وتخطيطاته ونصبه ،ومنها عمل نحتي بعنوان (الأمومة والطفل).. خلال افتتاحه الجلسة قال مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور جمال العتابي: بغداد بصفتها عاصمة للثقافة العربية التي اختتمت مؤخراً لن تتوقف فيها الحياة والثقافة والفن، إذ ستتواصل الفعاليات والنشاطات برغم الهجمات الظلامية للإرهاب الأعمى الذي يريد قتل جذوة وحيوية الإبداع والفنون في البلاد. وإننا في دائرة الفنون أنجزنا اكثر من مئة معرض وجلسة نقدية وثقافية واحتفائية، خلال عام 2013وهو منجز مهم يسجل للدائرة وموظفيها والعاملين فيها ولكل الفنانين العراقيين.. وأكد: لا نريد اليوم أن نؤبن جواد سليم بل نريد ان نحتفي به ونجعله تقليداً سنوياً لكل الفنانين المبدعين، أمثال فائق حسن ومحمد غني حكمت وإسماعيل الشيخلي ومحمد علي شاكر وسعد شاكر وقائمة تطول من فنانينا الكبار.

ثم جرى عرض الفيلم الوثائقي (البرونز المضيء) عن حياة الفنان الرائد جواد سليم، من إنتاج قناة الحضارة وإخراج الفنان ريسان رشيد، واستعرض جوانب مهمة من حياة الراحل وتجربته وأعماله وتخطيطاته الفنية.

وقال الفنان والناقد التشكيلي إبراهيم رشيد: احتفالية اليوم تركز على جانبين مهمين من حياة الراحل، وهي ثقافة جواد سليم وشخصيته، فثقافته العالية جعلت

منه رائدا ومتميزاً في المشهد الفني العراقي، في الشعر والأدب والموسيقى والفن، أما الجانب الآخر بكونه أنسانا رقيقا ومؤثراً بين الجميع.

واستذكر خالد عزت ملامح من علاقته بجواد سليم وعلاقتهما معاً مع طلابه، بعد ان تعرف عليه في عام 1956عندما كان طالباً في معهد الفنون وكان الراحل احد أعضاء لجنة القبول برفقة فائق حسن وإسماعيل الشيخلي وعطا صبري وفرج عبو. وأكد: لن أنسى أبدا عندما اصطحبنا جواد مع الطلاب إلى قاعة السيراميك في المعهد التي لم تكن جاهزة حينها، فقال لنا:سنجعل من الدرس تخطيطا فقط، ووضع بورتريه وبدأنا نخطط لعمل جديد .وكان هذا هو العمل الأول معه، وكان أنسانا عظيماً يحبه كل الطلبة وهو يتحدث معهم ويوصل المعلومة بصوت خفيض.

أما الناقد ناجح المعموري فقال: مهمتي في الحديث عن الراحل ليست بالسهلة وأشعرها كمن يبيع الماء في حارة السقايين، لذلك سأحاول إضاءة الرموز الحضارية في تجربة جواد سليم وهي القمر والشجر والثور على تواجد الفنون العراقية وغيرها من الرموز الحضارية القديمة (السومرية على نحو خاص) .

وأكد: جواد سليم من وجهة نظري الشخصية كان واعياً ومدركاً لتفاصيل الثقافة والديانة السومرية، والتطورات اللاحقة التي تتصل بها، لذا ابتدأ جواد من المرحلة الثانية وهي المرحلة الأهم والأخطر ليس في الحضارة السومرية والعراقية فحسب بل في بلدان الشرق الأوسط وهي الحضارة القمرية وهي مرحلة الأم الكبرى والأنوثة في العراق التي انسحبت في ما بعد إلى سوريا ولبنان.

وركز الفنان عادل كامل خلال حديثه عن المحتفى به على عمل الفنان الأهم والأبرز الذي يعد رمزاً للحرية والتحرر في البلاد ( نصب الحرية) في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، إذ اشتغله الراحل بحرية كبيرة، وأصبح جواد سليم مادة ثقافية رمزية وبصرية مهمة، إذ بدأ نصب الحرية بالجواد ثم العسكري ثم الزراعي ،وهي قصة وذاكرة شعب بكامله.

وفي مداخلة له قال الفنان خليل خميس: أسعى لنقل قبر الفنان جواد من مقبرة الخيزران في الأعظمية إلى تحت نصب الحرية، كما عملت له تمثالاً لوضعه في ذات المكان احتفاءً واعتزازاً به.