TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > محمد عباس يمتحن المالكي!

محمد عباس يمتحن المالكي!

نشر في: 28 فبراير, 2014: 09:01 م

هل تتذكرون محمد عباس ..المدرب الرياضي الذي عاد من الغربة ليخدم بلده فداسته أقدام قوات سوات وسلبت منه عمره وأحلامه وتاريخه..؟ من المؤكد انه سقط من ذاكرة قراء الصحف ومتابعي القنوات الفضائية والفيس بوك لكثرة ما يعترض طريقهم يوميا من قضايا وأخبار وشخصيات ، أما نحن أقارب وأصدقاء ومعارف محمد عباس فلا يمكننا تجاهل ملامحه حين يطل علينا من صفحات أحبته وهو يصرخ بصمت " بأي ذنب قتلوني ؟!".

الحكم في قضية محمد عباس التي تولتها محكمة جنايات كربلاء لم يعد له اعتباره او يمحو بقع دمه الملتصقة بأرض ملعب كربلاء الرياضي فقد حكم على اثنين من قتلته بالسجن المؤبد وتم تبرئة عدد منهم وإحالة الآخرين على المادة (331) التي تتضمن الإهمال في أداء الواجب في حين ان أوامر القبض صدرت وفق المادة 406 /31 وهي القتل العمد ..من يومها ، حاصر القلق أهل محمد وأحبته فالقضية خضعت لتأجيلات عديدة وتسربت أخبار الى أهله تقول بأن احد المحكومين بالسجن وهو ضابط برتبة ملازم أول من أقارب المالكي، فوالدته هي ابنة عم المالكي وهو موجود في بيته، ما يعد خرقا للقانون وإهانة لدم الشهيد المغدور ..

في يوم الثلاثاء الفائت ، أصدرت محكمة تمييز كربلاء قرارا جريئا وشجاعا قلب موازين قضية محمد عباس واسترد له كرامته حين نقضت المحكمة أحكام السجن المؤبد والبراءة وحكمت بتشديد حكم المحكومين بالسجن المؤبد ومعاقبتهم بإيقاع اقصى العقوبة بهم وهي الإعدام وإعادة المبرئين من القضية والحكم عليهم بالسجن والإعدام لثلاثة منهم ..

الحقيقة إذن كالنور لا يمكن إخفاؤها ، والحق ينام أحيانا لكنه لا يموت وفي قضية محمد عباس نام الحق طويلا حين حاول البعض تسويف حق المتهم وإطالة أمد القضية وتبرئة أشخاص تلوثت أيديهم بقتل الشهيد عمدا ، لكنه عاد ليستيقظ ويحيا من جديد على يد محكمة التمييز التي نظرت الى القضية نظرة قانونية صرفة لا تخضع للعاطفة او ل( الواسطة ) فالقانون كما يقول أرسطو منطق خال من العاطفة ولا ضير ان يخالف ذلك رغبة المسؤولين وأولهم المالكي الذي يجب ان يتقبل خضوع قريبه لحكم القانون ..

المشكلة ان الضابط المقصود واثنين من المفرج عنهم والمحكومين بالإعدام حسب قرار محكمة التمييز لاذوا بالفرار الى جهة مجهولة منذ ان سمعوا بقرار محكمة التمييز ..ولأن العدل أساس الملك والمالكي يتشبث مؤخرا بكل ما يديم له لقب ( راعي دولة القانون ) فينبغي عيه إذن ان يطبق القانون ويعمل على تسليم الفارين للعدالة ليثبت للعراقيين ان قائمته تسعى بالفعل لإرساء أسس دولة القانون ..

انه امتحان عسير دون شك للمالكي وربما اكثر صعوبة من تورطه في حرب خاسرة حصدت الأخضر واليابس معا لكنه وسيلة ناجعة لكسب ثقة شعبه وورقة انتخابية يمكن له اللعب بها لتغطية أخطائه وعثراته التي لاتعد ولا تحصى فهل يطبق راعي القانون القرار القانوني المنطقي ام سيمارس المراوغة والبطش بمن وضعه في هذه الزاوية المحرجة ليخرج منها سالما ؟...حتى لو فعل ذلك فليتذكر دائما ان هناك نزاهة قضاء وعدالة أثبتت تفوقها عليه وان الفخر ليس في قهر الأقوياء بل في نصرة الضعفاء ..

نم يا أخي محمد، نومة هادئة ولتسكن روحك الهائمة لأن هناك من أنصفك، وانتظر معنا ما سيصدر عن المالكي وكيف سيجتاز امتحانك العسير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram