اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > شؤون الناس > الفساد الإداري والمالي مرض لابد من عيادة لعلاجه

الفساد الإداري والمالي مرض لابد من عيادة لعلاجه

نشر في: 1 مارس, 2014: 09:01 م

مهدي محمود حسنلابد للمتتبع لما يجري في بلدنا من فوضى إدارية عارمة أن يشخص العلة الأساسية تكمن في تفشي مرض الفساد الإداري والمالي بين أغلب صفوف الشعب، وبشكل مؤثر في الجهاز الإداري الحكومي الذي يدير عجلة الدولة.ولو تفحصنا مليا في ما طرح من تعاريف لهذه

مهدي محمود حسن

لابد للمتتبع لما يجري في بلدنا من فوضى إدارية عارمة أن يشخص العلة الأساسية تكمن في تفشي مرض الفساد الإداري والمالي بين أغلب صفوف الشعب، وبشكل مؤثر في الجهاز الإداري الحكومي الذي يدير عجلة الدولة.
ولو تفحصنا مليا في ما طرح من تعاريف لهذه العلة لوجدنا أنها لم ترتق الى الدقة التي توازي المرض، وعليه فان العلاج بات قاصرا والمرض ينتشر ويتفشى بسرعة كبيرة وبشكل خطير.
مما انعكس على الإداء الحكومي في جميع مفاصل الدولة حيث انقلبت المعايير، فالنزاهة أصبحت حالة شاذه والقناعة غائبة والتقوى ملغية والإيمان معدوم ومعرفة الله شكلية، والنتيجة مزيد من الظلم والفقر والجوع وتهريب الأموال والاقتتال وما الى ذلك.
 وفي الحقيقة لو تمكنا من تعريف هذه العلة لكان الطريق الى العلاج أمرا ممكنا، فالقاعدة الطبية تنص على أن معرفة المرض نصف العلاج. وعليه فتعريفنا لعلة الفساد هو: مرض وبائي خطير سريع الانتشار يصيب الضمير الإنساني بجرثومة أسمها الانتفاع، وهو يؤدي الى استباحة المال العام والنفس البشرية .وعليه فأن الإرهاب يمكن وصفه على أنه مظهر من مظاهر الإصابة بهذا الوباء، وعلاج المرض يؤدي الى محاربة الإرهاب وقهره. وهنا توجب علينا في بداية الأمر أن يتم تحديد نسبة الإصابة بالمرض لوضع مقدار ونوع الدواء الشافي وذلك بتأسيس معهد متخصص لوضع الدراسات النفسية والاجتماعية والشرعية لتحفيز الضمير الإنساني وتخليصه من علته، ويكون هذا المعهد بمثابة مستشفى خاص لمعالجة مرضى الفساد الإداري والمالي، ليتخرج بعد ذلك أناس يحملون مقدارا كبيرا من النزاهة والأخلاق يؤهلهم لأداء الوظيفة العامة بكل صدق وإيمان. ولا ينفع أن نزج هؤلاء المتخرجين بين صفوف المصابين بهذه العلة لكونهم في دور النقاهة. والمعلوم أن الجرثومة تكون أكثر فاعلية وتهاجم بشراسة في مرحلة النقاهة ، والنتيجة تكون عكسية، فالمطلوب عزل المصابين عمن تماثلوا للشفاء وهكذا.
يجب ان يتم العمل في بيئة خالية من الجرثومة حيث لا فائدة من عمل أناس خالين من المرض في بيئة مشبعة بالجرثومة. وهذا بطبيعة الحال يؤدي الى الإصابة مرة أخرى بالمرض وبشكل أخطر، فالتأكيد على العمل في محيط خال من الجرثومة أمر ضروري جدا.
بالحصول على المحيط الخالي من هذه الآفة وبالإكثار منه تستطيع الأمة النهوض في كافة المجالات والعمل بخطى ثابتة ورصينة وتقديم الخدمات بشكل جيد واستثمار الأموال في الأوجه المحددة لها، وهكذا نكون قد ألغينا تأثيرات هذا الوباء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

سلطة الطيران المدني تناقش آلية جديدة لترخيص المطارات العراقية

سلطة الطيران المدني تناقش آلية جديدة لترخيص المطارات العراقية

المدى بغداد أعلن رئيس سلطة الطيران المدني العراقي نائل سعد عبد الهادي، اليوم، مناقشة آلية جديدة لترخيص المطارات العراقية.وقال عبد الهادي، في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إنه "تم اليوم مناقشة طبيعة الإجراءات الجديدة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram