TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اللهم احسبها عليّ شماتة

اللهم احسبها عليّ شماتة

نشر في: 1 مارس, 2014: 09:01 م

لو سألتم أي عراقي قادم من دولة الإمارات عن الوضع العام فيها، فعلى الأغلب ستجده يتغزل بنعمتي الأمن والاستقرار اللتين تعمّانها. واترك لكم تقدير جواب المسافر، او الهارب، بشكل أدق، من العراق الى الإمارات، لو سألتموه عن الحال في بلده الأم. اخترت الامارات مثالا، لا لزنكنتها، فنحن بمواردنا النفطية أزكن منها بكثير، بل لأنها من الناحية الجغرافية اقرب لنا من الدول الأخرى الغارقة بنعم الأمن والخير والاستقرار.
مصطلح الدولة المستقرة، صار يعني في أيامنا هذه، انها التي يعيش فيها الانسان روحا وجسدا معززا ومكرما. عدا عن ذلك لا تستحق لقب دولة لا بل ولا تستحق احترام الشعب لها ولحكومتها. ومن يجد نفسه غير مرحب به في مطار من المطارات او عند نقاط الحدود الدولية فلا يلوم الدولة التي وصلها، بل ليراجع موقف حكومته منه. المثل يقول: من أهانه عياله أهانه جيرانه.
من منصفات الدنيا ان مسؤولي الدول الفاسدة والمحتقِرة لإنسانها عندما يزورون أية دولة تحترم شعبها لا يحظون بالاحترام، وتجدهم كما المتسولين الذين حتى السلام يأتي عليهم، من الطرف الآخر، من باب الصدقة. ان لم تحترم شعبك لا أحد يحترمك حتى لو انتخبك مليار من الناس. انك لو فعلتها تظل مكروها يا ولدي حتى لو تجاوزت بكرمك حاتم طي.
عندما يراك الآخر لا تهتم لو قتل على ارض بلدك الذي تحكمه مئات الألوف كل عام، وتكتفي بحماية نفسك وأهل بيتك وتصبغ شعرك بأفحم الألوان وتختار أغلى البدلات والأربطة، فانك بعين الآخر صغير. لا بل وذليل أيضا. حتما هو ذليل من يشتري لنفسه الحياة على حساب حياة الناس.
لا أخفيكم، حتى وان حسبتموها عليّ شماتة، اني حين أرى هؤلاء، الذين يحتقرون شعوبهم لا يحظون بالاحترام خارج بلدانهم أرتاح، ومن كل قلبي اصيح: حيييييييييل!
هذا الارتياح شاركتني، او ربما أوحت لي، به عراقية تداخلت ذات مرة على احدى القنوات الفضائية التي كنت ضيفا على احد برامجها قبل السقوط. كان خصمي يحتج بشدة على مقارنتي لصدام بهتلر لأن الأخ يرى في صدام "رمزا" للإنسان العربي "الشجاع".
اتصلت تلك العراقية لتقول: وأنا أحتج أيضا لأن هتلر، على الأقل، لم يذلّ شعبه وان كان قد أجرم بحق شعوب أخرى.
رباّط الكلام، يا سادة يا كرام، ان من يقصر في حماية الناس، او يعجز عن حمايتهم، لا يستحق الاحترام حتى لو انتُخب لألف عام. والسلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. فاروق ابراهيم

    ليش همه(ربيعاتنا) يهمهم حكره وعدم احترام هاي بس الاوادم يدورونها همه بالنسبه الهم عبدة شعار الي يعبي بالسكله ركي و ما شالله همه ما مقصرين بتغبي الركي وهاي هيه المهمه سنو تقدير شنو احترام شنو تقدير بيش حكه

  2. احمد حسن

    تحية للعقابي يا اخي في الامارات الحكام يعملون للشعب وللبناء وفي بلادنا الغنية بثرواتها تعمل الحكومة لحزبها ولهدم ماتبقى من اسس لم تهدمها امريكا , شعب الامارات اسعد شعب عربي وبالمرتبة التاسعة كاسعد شعب في العالم وشعبنا المسكين نسبة البطالة فيه 30% في الاما

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram