لو سألتم أي عراقي قادم من دولة الإمارات عن الوضع العام فيها، فعلى الأغلب ستجده يتغزل بنعمتي الأمن والاستقرار اللتين تعمّانها. واترك لكم تقدير جواب المسافر، او الهارب، بشكل أدق، من العراق الى الإمارات، لو سألتموه عن الحال في بلده الأم. اخترت الامارات مثالا، لا لزنكنتها، فنحن بمواردنا النفطية أزكن منها بكثير، بل لأنها من الناحية الجغرافية اقرب لنا من الدول الأخرى الغارقة بنعم الأمن والخير والاستقرار.
مصطلح الدولة المستقرة، صار يعني في أيامنا هذه، انها التي يعيش فيها الانسان روحا وجسدا معززا ومكرما. عدا عن ذلك لا تستحق لقب دولة لا بل ولا تستحق احترام الشعب لها ولحكومتها. ومن يجد نفسه غير مرحب به في مطار من المطارات او عند نقاط الحدود الدولية فلا يلوم الدولة التي وصلها، بل ليراجع موقف حكومته منه. المثل يقول: من أهانه عياله أهانه جيرانه.
من منصفات الدنيا ان مسؤولي الدول الفاسدة والمحتقِرة لإنسانها عندما يزورون أية دولة تحترم شعبها لا يحظون بالاحترام، وتجدهم كما المتسولين الذين حتى السلام يأتي عليهم، من الطرف الآخر، من باب الصدقة. ان لم تحترم شعبك لا أحد يحترمك حتى لو انتخبك مليار من الناس. انك لو فعلتها تظل مكروها يا ولدي حتى لو تجاوزت بكرمك حاتم طي.
عندما يراك الآخر لا تهتم لو قتل على ارض بلدك الذي تحكمه مئات الألوف كل عام، وتكتفي بحماية نفسك وأهل بيتك وتصبغ شعرك بأفحم الألوان وتختار أغلى البدلات والأربطة، فانك بعين الآخر صغير. لا بل وذليل أيضا. حتما هو ذليل من يشتري لنفسه الحياة على حساب حياة الناس.
لا أخفيكم، حتى وان حسبتموها عليّ شماتة، اني حين أرى هؤلاء، الذين يحتقرون شعوبهم لا يحظون بالاحترام خارج بلدانهم أرتاح، ومن كل قلبي اصيح: حيييييييييل!
هذا الارتياح شاركتني، او ربما أوحت لي، به عراقية تداخلت ذات مرة على احدى القنوات الفضائية التي كنت ضيفا على احد برامجها قبل السقوط. كان خصمي يحتج بشدة على مقارنتي لصدام بهتلر لأن الأخ يرى في صدام "رمزا" للإنسان العربي "الشجاع".
اتصلت تلك العراقية لتقول: وأنا أحتج أيضا لأن هتلر، على الأقل، لم يذلّ شعبه وان كان قد أجرم بحق شعوب أخرى.
رباّط الكلام، يا سادة يا كرام، ان من يقصر في حماية الناس، او يعجز عن حمايتهم، لا يستحق الاحترام حتى لو انتُخب لألف عام. والسلام.
اللهم احسبها عليّ شماتة
[post-views]
نشر في: 1 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
فاروق ابراهيم
ليش همه(ربيعاتنا) يهمهم حكره وعدم احترام هاي بس الاوادم يدورونها همه بالنسبه الهم عبدة شعار الي يعبي بالسكله ركي و ما شالله همه ما مقصرين بتغبي الركي وهاي هيه المهمه سنو تقدير شنو احترام شنو تقدير بيش حكه
احمد حسن
تحية للعقابي يا اخي في الامارات الحكام يعملون للشعب وللبناء وفي بلادنا الغنية بثرواتها تعمل الحكومة لحزبها ولهدم ماتبقى من اسس لم تهدمها امريكا , شعب الامارات اسعد شعب عربي وبالمرتبة التاسعة كاسعد شعب في العالم وشعبنا المسكين نسبة البطالة فيه 30% في الاما