اسباب القتل في العراق كثيرة وعديدة ، وهذه الحقيقة ليست جديدة ، ولكن ما يثيرالانتباه والدهشة ، ان شريط الاخبار يحمل يوميا انباء تفيد بمصرع العشرات من القتلة والقبض على اخرين ، اثناء تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق متفرقة من البلاد لملاحقة العناصر الارهابية سواء من العراقيين ام حاملي جنسيات عربية واخرى افغانيةوشيشانية وباكستانية .
شريط اخبار الفضائيات على مدار الساعة ينقل عن قادة عسكريين ومسؤوليين أمنيين تصريحاتهم المتفائلة بان الاوضاع الامنية في غضون الايام القليلة ، ستشهد تحسنا ملحوظا باعتماد خطط جديدة واسلحة ومعدات حديثة ، من شأنها ان تعزز القدرات القتالية للجيش والشرطة ، ولن تبقى سوى الرفسة الاخيرة لثور الارهاب ، وبعده سيحل السلام والامان في ربوع الوطن الحبيب، ويتناول الشعب الزبيب .
منذ اول يوم لتشغيل ماكنة الشريط الاخباري ،وحتى الان لم تعلن الجهات الرسمية اعداد القتلة وعلى وفق ما اعلن سابقا وعلى مدى مواسم القتل فمن المرجح ان تكون كبيرة ، وستفتح باب التساؤلات لمعرفة جنسيات القتلة ، واصنافهم ، وكيف دخلوا الى العراق من حدوده الغربية ، ومن وفر لهم الحواضن والايواء المؤقت لحين تنفيذ عملياتهم الارهابية ، مستهدفين تجمعات المدنيين الابرياء في الاسواق والمقاهي والمطاعم ومجالس العزاء وأماكن العبادة .
الجهات الرسمية يبدو انها تخشى الاعلان عن عدد الضحايا ، والامر ينسحب ايضا الى التكتم على اعداد القتلة ، والشريط الاخباري لن يتوقف ، وليست هناك امكانية لمتابعته للوصول الى بيانات حقيقية ، تبدد حيرة العراقي وتجيب على اسئلته لمعرفة اعداد الضحايا ومن قتلهم ، وهو يعلم جيدا بانه لن يشهد الفصل الاخير من مأساته.
المشهد العراقي المعروف بعلامته الفارقة المتمثلة بالاضطراب على المستويات كافة ،يشهد على الدوام تصريحات لمسؤولين ، تؤكد ان تدهور الملف الامني يعود الى الخلاف السياسي ،فيفسر المسؤول الماء بعد الجهد بالماء ، وفي اغلب الاحيان يتهمدولا خارجية بالوقوف وراء دعم و تشجيع المجاميع الارهابية ، ويتناسى الاشارة الى سوء ادارة الملف الامني ، وتشخيص مواطن الخلل في الجهد الاستخباري ، وينفي وجود ضباط من نوع الدمج ، في المؤسسة العسكرية ، وينفي ايضا وبشدة استحداث صنف "الفضائيين" وينهي تصريحه بالتشكيك بارقام منظمات دولية تضمنت اعداد القتلى والجرحى العراقيين ضحايا أعمال العنف .
استنادا الى معادلة بسط الامن بانهاء الخلاف السياسي ، تبرز حقيقة ان ضحايا العنف فقدوا حياتهم نتيجة تناولهم سموم السياسيين ، والموت بالسم ليس جديدا في العراق ، والكثير من ابناء الجنوب يتذكرون الحنطة المسمومة ، وما حصدته من ارواح، وفي سنوات فرض العقوبات الاقتصادية على العراق ، كان الاعلام الرسمي يتناول يوميا وبالارقام ضحايا الحصار ، وعندما فارقت الحاجة "يزي" الحياة لاصابتها بالتهاب الامعاء الشديد نتيجة تناول البيض المسلوق الفاسد ، سجلت ضمن قائمة ضحايا العقوبات الاممية ، ابناء واحفاد المرحومة" يزي" مثل بقية العراقيين، يتابعون الشريط الاخباري ، وينتابهم القلق من احتمال تعرضهم للموت بسموم السياسيين ،وياحية يا ام راسين، خشي بجدرهم.
قتلى بسموم السياسيين
[post-views]
نشر في: 1 مارس, 2014: 09:01 م