اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > التحليل النفسي لجرائم هزّت العالم

التحليل النفسي لجرائم هزّت العالم

نشر في: 2 مارس, 2014: 09:01 م

 بغداد / المدىوالدته كانت تدفعهإلى الكراهيةرغم مرور قرابة السنتين على صدور الحكم بحق الإرهابي النرويجي اندرش بريفيك، إلا ان تداعيات العملية التي قام بها ما زالت تغري الكثير من الكتاب والباحثين، لدراستها والتمعن فيها، ربما للعنف الذي اتسم به فعل بريف

 بغداد / المدى

والدته كانت تدفعه
إلى الكراهية
رغم مرور قرابة السنتين على صدور الحكم بحق الإرهابي النرويجي اندرش بريفيك، إلا ان تداعيات العملية التي قام بها ما زالت تغري الكثير من الكتاب والباحثين، لدراستها والتمعن فيها، ربما للعنف الذي اتسم به فعل بريفيك، ما يعد أمرا غريبا على المجتمعات الأوروبية.
ومؤخراً، صدر كتاب، يروي فيه مؤلفه، تفاصيل مخفية عن الطفولة التي عاشها، النرويجي بريفيك، معلنا ان والدته كانت سبب الكراهية التي دفعت به، للقيام بعمله الإجرامي في أوتاوا، تموز العام  2011.
ويرى باحثون ان بريفيك لم يستند إلى نهج أو آيدلوجية فكرية معينة في ما اقدم عليه من عمل راح ضحيته 77 شخصا، نصفهم كان من الشباب الذين تقل أعمارهم عن الـ 17 عاما، بل كان عملا لم يخرج عن كونه، رد فعل ذاتي شخصي منعزل، لا يستند إلى أية خلفية سياسية أو آيدلوجية فكرية معينة، ورغم ما عرف عنه من ارتباطات بجماعات يمينية متطرفة، تنشط في عدد من الدول الأوروبية، إلا انه لم يكن هناك من جهة تبنّته أو تبنت فعلته.
ولم تتردد حركات نازية أوروبية، معروفة بعدائها للإسلام والمسلمين، التي يطلق عليها تسمية الـ Antimuslim (ضد الإسلام)، في وصفه بالشخص المجنون الذي لم يفهم الآيدولوجيات التي تتبناها تلك الحركات والتي تهدف إلى تقويض الإسلام والمسلمين في أوروبا، فيما نبذ حزب ديمقراطي السويد، المعروف بعدائه الصريح للهجرة والمهاجرين، العمل الذي قام به بريفيك، مشيرا إلى ان سياسة الحزب لا تبنى على تلك الأعمال.
بريفيك الذي لم يعتبر عمله جريمة، أقرّ، بقتل 69 شخصا في المعسكر الصيفي الشبابي الذي كان يقيمه حزب العمال في جزيرة أوتاوا، 67 منهم من لقوا حتفهم بعد ان فتح بريفيك النار عليهم مباشرة من الرشاش الذي كان يحمله، متعمداً القضاء عليهم، فيما لقي ثمانية آخرون مصرعهم في الانفجار الذي أحدثه في أوسلو، مبررا ذلك كما أعلن في المحكمة، بسعيه الحفاظ على العرق النرويجي والأوروبي ورفض تعدد الثقافات التي تشجع الإسلام والماركسية وتجعلانهما قوتين مهيمنتين على المجتمعات الأوروبية.
بريفيك
ذو الابتسامة الساخرة...
وطوال الأسابيع العشرة التي استغرقتها محاكمة بريفيك قبل الحكم عليه في الـ 24 من آب الماضي، بالسجن 21 عاما، قابلة للتمديد كل خمسة أعوام، تميز بريفيك بالتحية النازية التي أداها مرتين أو ثلاث  مرات، وبهدوئه وابتسامته الساخرة التي لم تفارقه، رغم ما رافق تلك الجلسات من شهادات ذوي الضحايا والناجين من المجزرة التي قام بها، والقصص المفعمة بالمشاعر التي تذكروا فيها أبناءهم وأحباءهم الراحلين، حتى انه لم يخرج عن هدوئه بعد ان اُستهدف بضربة حذاء، أخطأت هدفها إلى محامي الدفاع فيبيكي هاين بايرا، وُجهت إليه من قبل الشقيق الأكبر، الذي لقي حتفه في أوتاوا، وما أعقبه ذلك من تصفيق حاد في قاعة المحكمة، تأييدا لقاذف فردة الحذاء. حتى في هذه الحالة، اكتفى بريفيك بتعليقه على الحدث، قائلاً « إذا أراد أحد أن يضربني بشيء، فليفعل ذلك خلال دخولي أو خروجي، وليس استهداف المحامي».
ويعود تاريخ الابتسامة الساخرة التي كانت السمة الأبرز على وجه بريفيك إلى طفولته، التي افتقرت إلى الرعاية والاهتمام العائليين، حسب ما يؤكد باحثون، تابعوا قضيته ومسيرة حياته منذ نعومة أظفاره وحتى تنفيذه عمله الإجرامي.
وخلال جلسات المحاكمة، وبأمر منها، خضع بريفيك لفحص دقيق ودراسة حول وضعه النفسي، وفيما اذا كان مختلا عقليا، ربما لقناعتها من ان العمل الذي اقدم عليه لا يقدم عليه شخص، يملك السيطرة على قواه العقلية وانفعالاته العاطفية، غير ان تلك الفحوصات لم تثبت ان بريفيك، مصاب باختلال عقلي، وكل ما أعلن عنه طبيباه النفسيان، بعد جلسات عدة، عقداها معه، ان بريفيك مصاب بداء العظمة.
ورحب بريفيك بالنتيجة مبتهجا، بعد ما حاول جاهدا درء شبهات إصابته بمرض عقلي، بل أنه أكد مرات عدة، أنه سليم العقل، معلنا مسؤوليته الكاملة والواعية عن العمل الذي قام به، كما اكد أيضا على أنه كان يحتفظ بقائمة من الأسماء التي خطط لتصفيتها مستقبلا، بالإضافة إلى أعمال إرهابية أخرى، مماثلة للتي قام بها في أوتاوا.

الافتقار إلى أجندة واضحة
ورغم تزايد نشاط الأحزاب والحركات النازية اليمينية المتشددة في عموم الدول الأوروبية وفي أمريكا، إلا أن الكثير منهم، انتقد الفعل الذي قام بريفيك، إذا نأى حزب ديمقراطيي السويد، المعروف بعدائه العلني والصريح للإسلام والمسلمين، الذي عد فوزه في الانتخابات السويدية الماضية، أيلول 2010، صدمة موجعة للمجتمع والسياسيين السويديين، نأى بنفسه عما قام به بريفيك، حيث أكد الحزب عدم وجود أية روابط آيدلوجية تربطه بـ بريفيك وان الآراء والأفكار التي يحملها لا تستحق أخذها على محمل الجد، بل إن ديمقراطيي السويد، وجدوا ان بريفيك لا يملك أي رؤية أو أجندة سياسية واضحة في خطابه.
وفي مقاربة بين ما قام به بريفيك، ونظيره من التيار الإسلامي المتشدد تيمور عبدالوهاب الذي فجر نفسه في أحد اهم شوارع العاصمة السويدية ستوكهولم، كانون الأول (ديسمبر) 2010، والسلفي الفرنسي من أصول جزائرية محمد ميراح، الذي كان مسؤولا عن مقتل عدد من الطلبة اليهود وحاخام يهودي وثلاثة جنود فرنسيين من أصول مغربية في مدينة تولوز الفرنسية، آذار العام الجاري 2012، تبرز الأفكار التي استند إليها الثلاثة، إذ اتخذ الثلاثة من العنف طريقة لتنفيذ أهدافهم ومخططاتهم، رغم اختلافات آيدلوجياتهم الفكرية.
ويرى أوربيون مختصون في شؤون الإرهاب ان تيمور عبدالوهاب، كان في الـ 28 من عمره، عندما لقي حتفه في التفجير الإرهابي الذي خطط له وقام به، استمد أفكاره من الإسلام الراديكالي المتشدد، حيث كانت له علاقاته مع جهات تتبنى هذه الأفكار، التي تبلورت أثناء فترة دراسته الجامعية في بريطانيا، وانتهت بمقتله، بإحدى القنابل المتفجرة التي قام بتصنيعها يدويا. في حين اعتبر محمد مراح، الذي كان في الـ 24 من عمره عندما أقدم على جريمته التي هزت الشارع الفرنسي، وانتهت بمصرعه، اعتبر عمله «مقدسا»، مستلهما ذلك من الفكر الجهادي السلفي، الذي ترسخ لديه من خلال زياراته المستمرة إلى أفغانستان وباكستان، والاتصال بتنظيم القاعدة، وقناعاته بأن جميع اليهود، يتحملون مسؤولية ما حل بفلسطين، وهو ما عزا إليه قتله للأطفال اليهود.
وبناء على ما ذكر أعلاه، يبين المختصون ان العمل الذي اقدم على فعله بريفيك، لا يستند إلى سياسة أو آيدلوجية فكرية معينة، تفرض عليه، الإقدام على ما فعله، لتحقيقها، بمعنى ان الفكر الذي تبناه بريفيك، هو فكر منعزل، مولود من قرارة نفسه، وليس بالضرورة ان يكون متبعا، حتى من قبل الجماعات التي تحمل نفس المنطلقات أو التوجهات التي برر بها بريفيك عمله.
يقول خبير الإرهاب والتر لكيرر بأنه يوجد ما يزيد على الـ 100 تعريف للإرهاب، لكن من الصعب تحديد أكثرها دقة، لكنه يرى بأن ما يوحد جميع هذه التعاريف، هو استخدام العنف، لتحقيق الأهداف، وغالبا ما يكون هذا العنف، موجها ضد المدنيين، بهدف الضغط على حكوماتهم أو مرؤوسيهم من أجل تحقيق الأهداف التي تقوم بها الجهة المعنّفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram