اشتكت قائمقامية السليمانية، اليوم الأحد، من تحول ظاهرة التسول إلى "مشكلة تهدد" المجتمع المحلي، مبينة أنها باشرت بحملة لمنعها وإبعاد المتسولين الذين دخلوا المحافظة،(364 كم شمال شرق العاصمة بغداد)، بنحو غير قانوني، في حين عزا باحثون وناشطون تفاقم الظاه
اشتكت قائمقامية السليمانية، اليوم الأحد، من تحول ظاهرة التسول إلى "مشكلة تهدد" المجتمع المحلي، مبينة أنها باشرت بحملة لمنعها وإبعاد المتسولين الذين دخلوا المحافظة،(364 كم شمال شرق العاصمة بغداد)، بنحو غير قانوني، في حين عزا باحثون وناشطون تفاقم الظاهرة، إلى نزوح آلاف الأشخاص من باقي أنحاء العراق وسوريا وإيران نتيجة ظروفهم الصعبة، ودعوا إلى التعامل الإنساني معهم وتفهم ظروفهم.
وقال قائمقام السليمانية، آوات محمد، في مؤتمر صحافي، عقده مساء اليوم، في مبنى القائمقامية، وسط المدنية، وحضرته (المدى برس)، إن "التسول لم يعد ظاهرة في السليمانية حسب، إنما تحول لمشكلة تهدد المجتمع المحلي"، مشيراً إلى أن "القائمقامية شكلت للسنة الثانية على التوالي، لجاناً لمعالجة ظاهرة التسول بالتعاون مع دائرة الرعاية الاجتماعية ومديرية أمن السليمانية وشرطة مكافحة الشغب".
وأضاف محمد، أن تلك "اللجان ستباشر بدءاً من غد الاثنين، بحملة اعتقالات للمتسولين في المدينة"، مبيناً أن "اللجان المعنية ستفرز حالات المتسولين، وتبعد من دخل منهم بنحو غير قانوني إلى خارج حدود المحافظة"، لافتاً إلى أن "مديرية الرعاية الاجتماعية ستقوم بمساعدة المسنين والأطفال الذين يفتقدون إلى الرعاية، وتشملهم بمساعداتها".
من جانبه قال الباحث الاجتماعي، كاوة لطيف، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المتسولين باتوا ينتشرون بنحو مزعج في أسواق السليمانية ومراكزها التجارية فضلاً في تقاطعات الشوارع والمجمعات الطبية"، مبيناً أن "عدداً منهم يتخذون من بيع المناديل الورقية أو الحلويات أو مسح زجاج السيارات، غطاءً لتسولهم". وعد لطيف، أن "التسول يشكل ظاهرة غريبة على شوارع السليمانية، لاسيما أن غالبيتهم من خارج المحافظة، سواء من وسط العراق أو جنوبه أم من اللاجئين الإيرانيين والسوريين ممن اضطرتهم الظروف القاهرة إلى ترك مناطقهم بسبب الأحداث التي تشهدها".
ورأى الباحث الاجتماعي، أن "كثيراً من المتسولين، لاسيما الأطفال والمسنين، بحاجة إلى الدعم والرعاية سواء عن طريق شمولهم ببرنامج الرعاية الاجتماعية أم بإدخالهم إلى دور المسنين أو الأيتام"، مؤكداً على ضرورة "التعامل الإنساني مع تلك الحالات بدلاً من تهديدهم بالاعتقال".
إلى ذلك عد الناشط المدني أحمد عبد الكريم، في حديث إلى (المدى برس)، أن "أغلب المتسولين هم من ذي الحاجة المادية نتيجة البطالة"، وتابع "لو كانت هناك مشاريع لتعليم من لا مهنة له لما كان هناك تسول في المدينة".
ودعا عبد الكريم، الجهات المعنية بالمحافظة، إلى "التعامل مع حاجات أولئك الأشخاص بإنسانية أكثر وتفهم معاناتهم بدلاً من إهمالهم أو تهديدهم بالاعتقال والطرد".
يذكر أن دائرة الهجرة والمهجرين في السليمانية، قدرت عدد العوائل النازحة للمحافظة من مناطق وسط العراق وجنوبه، نتيجة أحداث العنف الطائفي 2006- 2008، بأكثر من ثمانية آلاف عائلة، مبينة أن غالبيتها تواجه تحديات معيشية صعبة برغم جهود حكومة إقليم كردستان لتأمين العيش الكريم لها.
يذكر أيضاً أن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات، تسببت بتهجير أو نزوح ملايين السوريين عن ديارهم، ومنهم أكثر من ربع مليون سوري لجئوا الى إقليم كردستان بحسب الإحصائيات الرسمية في الاقليم مما ولد ضغطاً كبيراً على حكومة الإقليم والمنظمات الإغاثية.