TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من عبد الكريم قاسم إلى "عتريس"

من عبد الكريم قاسم إلى "عتريس"

نشر في: 3 مارس, 2014: 09:01 م

أول انطباع تولّد بخاطري عن السيد المالكي، في أول أيام توليه منصبه ،انه من صنف الكادحين البسطاء وانه سيكون نصيرا للفقراء على طريقة الزعيم عبد الكريم قاسم. لماذا؟ ربما تولد عندي ذلك بسبب ملامحه وطريقة كلامه. لم أشذ ّفي ذلك عن طباع أهلي العراقيين لأننا من اكثر شعوب الأرض ميلا للحكم على الشخص من خلال ملامحه. هذه تسمى "نظرية السمات" في علم النفس. علي الوردي لم يغفل هذا الطبع فينا وتوقف عنده كثيرا. أغلب العراقيين حين يرون امرأة جميلة يظنونها طيبة وواعية وانها من أحن ّعباد الله وقد لا تكون فيها ذرة من كل ذلك. عندما التقيته، افصحت له عن انطباعي فأخبرني بأن امرأة جنوبية قالت له الإحساس ذاته. قلت له هل سألتها لماذا؟ ولأنه لم يسألها، لخصت السبب بأن الناس احبوا عبد الكريم حتى سمّوه "اكريّم" لبساطته وتبسطه وكرهه للفخفخة. انه صاحب "السفرطاس". وانني شاهدته، ذات عصرية، بأم عيني يشرب من ماء حنفية بالشارع عندما كنت طفلا صغيرا. في ليلتها اهداني المالكي فصا من "الخريّط"، انا وبعض الحاضرين، كان قد اهداه له وفد من أهالي شهداء الدعوة في العمارة. تلك الحركة احببتها واتخذتها دليلا على صدق حدسي ببساطة الرجل.
عندما اصبح الصباح وتبعه الظهر التقيت بأحدهم كان قد تعين توا في مكتب المالكي بمنصب "رفيع". شكا لي هذا "الأحدهم" أن المالكي يجب ان لا يتصرف ببساطة كهذه وعلى الآخرين ان يلغوا مخاطبته "حجي" او "أبو اسراء" ولا بد من استعمال لقب "دولته". بالمناسبة هذا الرجل لم التق في حياتي بأحد مثله يجيد استخدام "النعومة" وانخفاض الصوت لتحقيق "مآربه". لم يمر أكثر من شهر واذا بصاحبنا غير الذي حدسته بعد ان صار أبو "النعومة" يرافقه كظله ونجح نجاحا باهرا في مسح خيال صورة عبد الكريم قاسم لتحل محلها صورة "عتريس" بامتياز. كتبت عن "عتريسنا" ومن "عترسه" في أكثر من عمود.
أتذكرون صرخة الناشطة هناء أدور بوجهه؟ حسنا، لمن لا يتذكر، او ينكر عليّ قولي، فليره.  ولير أيضا وقفة "ناعم الظل" الذي "دهور" صاحبنا كي يتعرف عليه من بين الناهضين "الغيارى". بالمناسبة ردت عليه بضاعته فدهوره "عتريس" شر دهورة. " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره".
قال لي صاحبي يوم شاهدنا معا وقفة هناء المسيحية انها ذكرته بوقفة زينب حفيدة الرسول بوجه يزيد. أما أنا، فحين اعدت المشهد اليوم تذكرت المطربة شادية و "ياعيني عالولد" وعبد الكريم قاسم. ليش؟ انه شيء حدث بمصر سأحدثكم عنه غدا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram