هكذا هم أسود الرافدين ، في كل منازلة كروية بحجم موقعة الشارقة اليوم، لن يتركوا المهمة تمضي من دون أن يهدوا الشعب نصراً جديداً وينشروا الفرح على مساحة ارض الرافدين التي لم يبق مواطن فيها إلا وعلا صوت دعائه اليوم بحسم جولة التحدي وردّ كرامة بطل آسيا بعد أن تلاعبت به أقدار موجعة أسهمت في تهميش قيمته بين الكبار.
منتخبنا يدرك إنه لا مناص اليوم من حسم رحلته المرهقة في تصفيات كأس أمم آسيا بعد تخبطات كثيرة تناصف الاتحاد والملاك التدريبي على تحمّل مسؤوليتها منذ فترة طويلة بسبب عدم التفرغ لإيجاد الحلول الناجعة وإنهاء المعاناة الأزلية لمنتخباتنا الوطنية والمتمثلة جلها في اجتهاد التخطيط وعقم البدائل، إذ ترك برنامج إعداد الأسود للجولة الأخيرة من التصفيات انطباعاً سيئاً ومؤشراً لا يقبل الشك أن مصير المنتخب مرهون بأقدام لاعبيه الشباب وخبرة نجومه الكبار ومدى نجاح مدربهم حكيم شاكر في امتلاك مفاتيح الفوز من فقدانها.
كلنا يعرف إن المنافس الصيني اليوم ليس بعبعاً مخيفاً من خيالات وقصص التنين الناري ، ولم يأت تقييمه هنا بسبب تداعيات استبدال مدربه المحلي (فو بو) بالفرنسي آلان بيران ثم تدارك الاتحاد الصيني الأمر ويسمي الأخير مساعداً للأول قبيل ( 24 ) ساعة من المباراة، بل لسوء الأحوال الفنية التي أظهرها المنتخب الصديق في أكثر من مباراة ودية ورسمية طوال العام الماضي وحتى لقائنا معه في بكين تزحلقت نقاطه الثلاث على سطح ملعبه الغارق بمياه الأمطار، وغيرها من المنحنيات المتدنية للمستوى العام للاعبيه، لكن إهمال ردة فعله المبكر في المباراة وعدم الحذر من توغل ابرز لاعبيه (زهينغ زهي) والتغافل عن هجومه الضاغط في العشرين دقيقة الأولى لتسجيل هدف الاطمئنان سيؤدي إلى إضعاف موقفنا والتوجس من الاندفاع إلى الأمام ، وهو ما لا نتمناه أبداً!
الحل الوحيد للاعبينا لإطفاء نار التنين القتال الشرس في الدقائق ذاتها لكسب هدف التقدم وبسط قوتنا في منطقته الدفاعية ومحاولة إضافة هدف ثانٍ لشلّ قدرات الصين على استعادة دورها ، وبالتالي يمكن أن يحتاط منتخبنا للفرص المفاجئة للخصم في الشوط الثاني بغية المحافظة على النتيجة بأمان وعدم اللجوء إلى اللعب المتهور خاصة بالقرب من الصندوق لئلا تنسف أحلامنا كرة حمراء متهورة هي الأخرى وتعيدنا لممارسة تقليعة القهر بعضّ الأصابع .. بعد انتهاء الدرس!
الشيء المفرح في تجمع المنتخب الأخير بالشارقة تصاعد درجات الانصهار التكتيكي بين اللاعبين وتصالح المتخاصمين تحت مصلحة العراق، وتكاتف الشباب مع أصحاب الخبرة وإشاعة لغة التفاؤل في تصريحات أعضاء الوفد وفي مقدمتهم عضو الاتحاد المنحل كامل زغير الذي أبدى تفاؤله بتجاوز عقبة الغريم ، وواعداً إياه بمفاجأة من العيار الثقيل في ملعب الشارقة مثلما تحدث بذلك أمس لزميلنا حيدر مدلول مستمداً ثقته تلك من عزيمة أبناء العراق وهم يؤدون وحدتهم التدريبية الأخيرة كأنهم يساقون إلى معركة كبيرة للعبور إلى سيدني متسلحين بمؤازرة جماهيرية استثنائية هذه المرة من اجل مهمة وطنية نأمل أن تبتسم لهم وتحملهم على أعناق الفخر بسلام إلى بغداد حيث تنتظرهم مباهج أخرى من الدعم الرسمي الذي يستحقونه.
إخوتنا الأسود .. لا تستكثرون 90 دقيقة من الجهد والصبر والتضحية على وطن لم يغمض له جفن حتى يسمع صرخة الشارقة وهي تزف بشرى نجاحكم في تشريف العرب بقطع التذكرة الثانية لمرافقة السعودية الشقيقة إلى قمة بطولات القارة الصفراء ، ولا تنسوا الشامتين يقفون وراء أبواب حقدهم بانتظار سقوطكم التالي بعد فشل امتحان المونديال ، ولا نظن أن فيكم من يحتمل هضم خيبة الشعب ومداراة إذلال السمعة لا سمح الله فبعدهما لن تقوم قيامة للكرة والاتحاد وجميع المسؤولين عن إهانة مقامها.
كي لا يُهان مقامها
[post-views]
نشر في: 4 مارس, 2014: 09:01 م