اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > سببه المواد الكيماوية وجينات وراثية..مركز طبي يستقبل (6050) طفلاً مصاباً بالشلل الدماغي العام الماض

سببه المواد الكيماوية وجينات وراثية..مركز طبي يستقبل (6050) طفلاً مصاباً بالشلل الدماغي العام الماض

نشر في: 4 مارس, 2014: 09:01 م

عجزت والدة همام عن معرفة مشكلة ابنها البالغ من العمر سنتين اذ انه لا يستطيع النطق ولايقدرعلى الحركة او النمو، بل حتى الابتسامة التي تثلج قلب الأمهات اصبحت حلمأً لها ما يمنع رغبتها  في ان  تفرح  كبقية الامهات وتناغي وتلاعب ابنها وتفتخر

عجزت والدة همام عن معرفة مشكلة ابنها البالغ من العمر سنتين اذ انه لا يستطيع النطق ولايقدرعلى الحركة او النمو، بل حتى الابتسامة التي تثلج قلب الأمهات اصبحت حلمأً لها ما يمنع رغبتها  في ان  تفرح  كبقية الامهات وتناغي وتلاعب ابنها وتفتخر به. وقد اختلفت آراء العائلة في علاج همام ، فالبعض يعطيه مجموعة فيتامينات والخالة تذهب به الى الشيخ ليقرأ على راسه ، والعمة تذهب به إلى زيارة أضرحة الأولياء. لكن والده اقتنع برأي ، لكن الشك كان يقلقة .ورغم ماجرى ويجري  قرران يذهب به الى مركزالتاهيل  الطبي فى صدر القناة ليعرضه على الاطباء، وليخفف عنة اجرة الاطباء وشراء الادوية المكلفة والمقلقة من القطاع الخاص، هنا وقف والد همام مكتوف الأيدي لايستطيع ان يجد حلا لمشكلته و لم يكن بالحسبان ان يقف عاجزاً عن النطق في أروقة المستشفى بسبب توضيح الطبيب له بان تشخيص حالة همام  هو اصابته بمرض الشلل الدماغي
 ( 6050 ) حالة لعام 2013
الدكتور عماد خضير هادي مدير مركز التأهيل الطبي وأمراض المفاصل  في دائرة صحة بغداد الرصافة أعلن عن اكتشاف 489 حالة جديدة لشلل الدماغي وبين لـ ( المدى ) في اتصال هاتفي  ان المركز استقبل خلال عام 2013 (6050) حالة شلل دماغي منها 489 حالة جديدة.وتعد هذة الزيادة  كبيرة قياساً للاعوام السابقة ، هادي وصف هذه الارقام بانها حالة مقلقة وخطيرة ،مطالباً ان تكون هناك دراسة موسعة لمعرفة الاسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الوباء الخطير ، مبيناً  انة تم الاتفاق مع دائرة الصحة العامة للوقوف على هذه الحالة نتيجة الزيادة المشخصة اذ توجد اعداد اخرى غير مشخصة نتيجة عدم مراجعة المراكز المتخصصة لما تشكله من اعباء للعائلة والمجتمع بالاضافة الى اهمية العناية الدقيقة للمصابين بهذا المرض مشيراً ان  المركز استقبل خلال العام الماضي اكثر من 33121 مراجعا كانت اعداد النساء اكثر من الرجال اذ بلغ عديد النساء 15019 مراجعة بينما كان عديد الرجال 11273. وهم جمعياً مصابون بامراض المفاصل وغيرها من الامراض الاخرى .

الحروب التى عاشها المجتمع العراقي     
الطبيب الاختصاص ظافر سلمان هاشم اشار لـ ( المدى )  ان لهذا المرض احتمالات عديدة وكثيرة وقد شخص المختصون ان عوامل خارجية قد تكون احد الاسباب ومنها المواد الكيماوية التى انتشرت في البلاد نتيجة الحروب التى عاشها المجتمع العراقي او  تناول الادوية المفرطة او وجود جينات وراثية . سلمان عرَّف المرض بانة مصطلح يشمل مجموعة من الاضطرابات بسبب التلف الدائم غير المتفاقم الذي يصيب الجهاز الحركي والعصبي مسببا الإعاقة البدنية متمثلة في اضطراب الحركة وعدم تناسقها وفقدان الاتزان . مبيناً بان  المرض ينشأ من هذا التلف من خلل يصيب الدماغ في طور النمو –غالبا حتى سن 3 سنوات-  وربما تصاحب هذه الإعاقة الحركية اضطرابات أخرى مثل الصرع أو الإعاقة الذهنية أو فقدان حاسة السمع أو البصر أو القدرة على الكلام.يعرف الشلل الدماغي على أنه شلل يصيب الدماغ في طور النمو فقط وقد يكون هذا أثناء تكوين الجنين داخل الرحم أو بعد الولادة وحتى 3 سنوات  حيث أن الدماغ يكون مازال في طور النمو وتعرضه لعوامل متلفة كنقص الأوكسجين وغيره يسبب له تلفا دائما بالمراكز المسؤولة عن الحركة والاتزان .
التعرض للأشعة المتأينة ، خاصة أثناء الحمل
وعن اسباب  المرض اوضح سلمان : ينشأ المرض بسبب تعرض أجزاء بالدماغ للتلف ، ووفقا للأجزاء المتعرضة للتلف تتأثر بقية مناطق الجسم، وبصورة عامة يمكن تقسيم الأسباب لثلاثة أقسام : قبل الولادة (75%) ، وأثناء الولادة وحولها (10%) ، وبعد الولادة (15%) . تشمل المجموعة الأولى عوامل مثل نقص الدورة الدموية بمشيمة الرحم ، العيوب الخلقية للجنين ، العدوى التي تصيب الجنين أثناء الحمل ، التعرض للأشعة المتأينة خاصة أثناء الحمل ، الحمل بالتوائم. بينما تشمل المجموعة الثانية عوامل مثل اختناق الطفل أثناء ولادته ، إصابات الولادة كنزيف المخ ، وارتفاع نسبة الصفراء المرضية لما فوق الحدود لطبيعية بكثير (أما المجموعة الثالثة فتشمل التهاب المخ والتهاب السحايا ، الغرق الذي يسبب نقص الأكسيجين ، التسمم بالرصاص ، صدمة وعائية قلبية ينتج عنها نقص الدم الواصل للدماغ. يلاحظ من إجمال هذه الأسباب أنه عامة ينتج الخلل بالدماغ نتيجة لنقص الأوكسجين أو الدم المحمل به أو نتيجة لإصابات مباشرة تسبب التلف، وتبقى النتيجة واحدة ، تلفا دائما بالجهاز العصبي الحركي والمسارات العصبية المرتبطة به.

 الاستثمار في البحوث المحلية
  منظمة الصحة العالمية دعت البلدان عبر  التقرير الخاص بالصحة في العالم 2013، إلى مواصلة الاستثمار في البحوث المحلية من أجل إقامة نظام للتغطية الصحية الشاملة مصمم خصيصاً لحالة كل بلد على حدة. ويُمكِّن تحقيق التغطية الصحية الشاملة البلدان من المساعدة على ضمان حصول مواطنيها على ما يلزمهم من خدمات صحية من دون تعرضهم لضائقة مالية من جراء سداد أجور تلك الخدمات.وتصف الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة للمنظمة، التغطية الشاملة بأنها "المفهوم الوحيد والأقوى الذي يمكن أن تقدمه الصحة العمومية" ولدى إطلاق التقرير الخاص بالصحة في العالم 2013: بحوث التغطية الصحية الشاملة، تحدثت الدكتورة تشان قائلة إن "التغطية الشاملة أفضل وسيلة لتعزيز ما جُنِي من مكاسب صحية خلال العقد الماضي وهي أداة رصينة للمساواة في المجتمع والتعبير المطلق عن العدالة".
 أهمية البحوث من أجل تحسين الصحة
الدكتورة تشان، بينت عبر التقرير كيفية تمكّن البلدان عندما تقيم نظاماً للتغطية الصحية الشاملة، من استخدام البحوث لتحديد المشاكل الصحية التي ينبغي معالجتها وكيف ينبغي تشكيل النظام وكيفية قياس التقدم المحرز وفقاً للحالة الصحية السائدة في البلد تحديداً. وتُظهِر دراسات الحالة في العديد من البلدان أهمية البحوث المحلية والعالمية من أجل تحسين الصحة، بدءاً بالوقاية من أمراض معينة ومكافحتها وانتهاءً بتحسين أداء النظم الصحية. وتؤكد نتائج تلك الدراسات على الحاجة الماسة إلى إجراء البحوث محلياً، حيث يمكن للباحثين دراسة عوامل محددة حاسمة لفرادى البلدان. مشيرا  أن "بحوث التغطية الصحية الشاملة ليست ثانوية؛ بل جوهرية لاكتشاف ما يلزم الناس من تدخلات تمتعهم بصحة جيدة، وتطوير تلك التدخلات وتنفيذها . ويتطلب تحقيق التغطية الصحية الشاملة إقامة نظام صحي رصين وكفوء وجيد الإدارة لتمويل الخدمات الصحية؛ وإتاحة الأدوية والتكنولوجيات الأساسية؛ وتوفير عدد كاف من العاملين الصحيين المتفانين والمدرّبين جيداً.وتصدياً للتحديات فإن المنظمة لا تشجع الجهات المانحة الدولية والحكومات الوطنية على الاستثمار في البحوث فحسب، بل أيضاً على دعم آليات تبادل المعلومات والبيانات وتعزيز التدريب والمؤسسات البحثية وقياس التقدم المحرز على أساس التزام تلك الجهات والحكومات تحديداً بتحقيق التغطية الصحية الشاملة.

 الطفلة الأولى للعائلة
ولعنة  المرض
المواطنة سناء كاظم (32 عاماً ) من سكنة الزعفرانية تحمل معها العديد من الكتب  والتقارير الطبية الرسمية التى تشخص حالة طفلتها سارة ذات الثلاثة أعوام والمصابة بمرض شلل الدماغ . تبين لـ ( المدى ) انها الطفلة الاولى للعائلة وليست لنا أية امراض وراثية حيث  شخص الأطباء حالتها بالشلل الدماغي بعد ولادتها وانها اصيبت  بمرض اليرقان (أبو صفار) في الأيام الأولى من ولادتها  وقد أثرت الإصابة على وضعها بشكل عام حيث لم تكن حركاتها  متناسقة .
سناء اشارت  إلى أنهم راجعوا العديد من الأطباء وعانوا طوال هذه السنوات الست ولكنهم لم ييأسوا واستمروا في مراجعة الأطباء الذين أشار عدد منهم الى ان العلاج الطبيعي هو الوسيلة الوحيد في العلاج وفعلا استمررنا في العلاج الطبيعي الذي أعطانا هذه النتائج،  وهي تذهب  اليوم الى دائرة اللجان الطبية لغرض عرضها على اللجنة عسى ان يتم علاجها خارج البلاد . سناء تتخوف من قرار اللجنة اذ علمت ان هناك ضوابط وتعليمات محددة لغرض العلاج خارج البلاد . وبينت ان والدها هو موظف في وزارة التربية ( معلم ) ومقدار ما يتقاضاه هو (650) الف دينار وهي ميزانية العائلة طيلة الشهر وهي تعيش علة هذا المرض المقلق والمحزن.

لدينا أكثـر من خمسة آلاف مصاب
اختصاصية النسائية والتوليد رجاء حازم تشير لـ ( المدى ) الى أهمية وجود مراكز تخصصية لمتابعة الأم الحامل خلال فترة الحمل وتوعيتها وتثقيفها في التغذية والاستشارة الطبية الدورية وكذلك الحاجة أيضا الى دور اكبر للدولة من اجل توفير المراكز الخاصة فضلا عن تأهيل كوادر متخصصة لعلاج حالات كهذه لاسيما ان معدل الزيادة للاصابة بهذا المرض بدأ بالظهور بعد عام 2004. رجاء اوضحت ان هناك اعدادا كبيرة تصل الى أكثر من خمسة آلاف طفل مصابون بمرض شلل الدماغ في عموم محافظات البلاد وان العديد من العوائل تعاني بسبب إصابات أطفالهم بهذا المرض لان المريض بحاجة الى رعاية وعناية خاصة ولفترات طويلة ربما تستمر لسنوات ما يدعو الى توفير أماكن خاصة لتوفير تلك العناية والرعاية. رجاء اقترحت شمول هذه الشريحة من المصابين بكافة أنواع الدعم ماديا ومعنويا حيث  أن الكثير من العوائل البسيطة لاتتوفر عندها مصاريف العلاج المستمر لاسيما وان حالات الشلل الدماغي يصاحبها الكثير من المضاعفات ومراجعة عدد من الاختصاصيين غير اختصاصي الدماغ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. اشرف حنفى

    قرأت هذا التعليق للدكتور خالد عمارة استاذ جراحة العظام وتشوهات الاطفال حيث ذكر التالى ..نعالج الكثير من اطفال الشلل الدماغي او صعوبه الحركه نتيجه اصابه خلايا المخ بسبب نقص الاوكسوجين اثناء المراحل المبكره بعد الولاده او في الحضانه بعد الولاده ... و نعالجه

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram