وزير التعليم العالي والوزير السابق والوزراء الأسبق، ووزير التربية الحالي والوزير السابق والوزراء الأسبق.. هؤلاء جميعاً ومعهم آلاف من الوزراء الآخرون والنواب الحاليون والسابقون وأساتذة جامعيون ورؤساء جامعات وعمداء كليات ومعاهد وباحثون اكاديميون ومدرسون ومعلمون ومثقفون وسواهم، على اتفاق تام بان حال التعليم في بلادنا بكل مراحله ومستوياته لا تسر حتى العدو.
هناك الف سبب وسبب في الأقل لهذي الحال، نصفها موروث من عهد النظام السابق والنصف الثاني له علاقة بالنظام الحالي الذي لم يستثمر ما فيه الكفاية وعلى النحو السليم في هذا القطاع لمعالجة سوء الحال فيه. وأفضل الاستثمار هو ما كان سيوجّه في سبيل بناء المدارس والمعاهد والكليات المجهزة بالمعدات الحديثة التي تمكن التلاميذ والطلبة من التزود بالمعارف والعلوم والتقنيات المعاصرة. وأفضل الاستثمار هو أيضاً ما كان يضع في خدمة التلاميذ والطلبة ومعلميهم ومدرسيهم وأساتذتهم افضل المناهج الدراسية وأحدثها وأكثرها مواكبة لثورة المعارف والعلوم والتكنولوجيا. وأفضل الاستثمار هو كذلك ما كان سيرقي من مستوى المعلمين والمدرسين والطلبة والتلاميذ.
لكن ما الذي حدث لدينا على مدى عشر سنوات تبدو الآن وكأنها لم تكن ولم تمر؟
الذي حدث أن التعليم بقطاعاته ومستوياته المختلفة كان هو الآخر ضحية لغول الفساد والسياسات الحكومية غير السليمة. والذي حدث أن وزارتي التربية والتعليم العالي، وبخاصة الأخيرة، بدل أن تهتما بما في رؤوس التلاميذ والطلبة والمعلمين والمدرسين والأساتذة لترقيته، وجهتا جهودهما - وبخاصة وزارة التعليم العالي دائماً وابداً، للبحث في ما هو ادنى من الرؤوس.. في الملابس، وبخاصة ملابس التلميذات والطالبات..
منذ أيام نظمت بعض الطالبات في جامعة بغداد اعتصاماً عند كلية الإعلام احتجاجاً على ما اعتبرنه تدخلاً من ادارة الجامعة في شأن شخصي، هو الملابس. ومنذ ايام ايضاً توافرت على كتاب موجه من رئيسة جامعة تكريت بالوكالة يشدد على ما وصفه الكتاب بالتزام الحشمة ومراعاة التوجه والذوق العام. لمجتمعنا العربي الاسلامي (من يقرؤه يحسب ان طالبات جامعة تكريت يذهبن الى كلياتهن بالكيمونو والميني جوب!!). وهذه السيدة، رئيسة الجامعة بالوكالة، كانت للتو قد تسلمت منصبها، وكان من المؤمل ان توجه اهتمامها أكثر الى ما في رؤوس الطالبات لتحسينه وترقيته، فهذا هو ما تحتاج اليه جامعاتنا ومدارسنا اكثر من غيره وقبل كل شيء.
منذ تأسيس اول جامعة في البلاد حتى ابتداع صدام حسين حملته الايمانية الكاذبة تخرجت اجيال من العلماء والاطباء والمهندسين والاقتصاديين والادباء والفنانين والاعلاميين من النساء والرجال بأحسن المواصفات وافضل المستويات.. كل خريجات تلك الدورات كن سافرات، ولم ينل السفور من مستوياتهن العلمية والثقافية، فيما الاجيال التي تخرجت في عهد الحملة الايمانية وحتى الان، وغالبيتهن محجبات، كانت ادنى مستوى بكثير من زميلاتهن القدامى..
ليس الحجاب بمكبر للعقول ولا السفور بمصغر لها.. تأكدوا من هذا.
اهتموا بما في الرؤوس
[post-views]
نشر في: 4 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
الناصري
كلامك فيه الشيئ الكثير من الصحه ....والواقع الحقيقي .. لكن من الواجب على كل إعلامي حر ومنصف أن لا يبخس الناس إنجازاتهم لأنه ظلم للنفس وظلم للآخرين ... ولكن لابد ان نعتب على امريكا اولا .حاصرت العراق ف هاجرت العقول ثانيا.أحتلت العراق ف بدأ أغتيال العلماء ع