TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج الروسي فيودور بوندارتشوك: أبحث عن لغة سينمائية جديدة

المخرج الروسي فيودور بوندارتشوك: أبحث عن لغة سينمائية جديدة

نشر في: 5 مارس, 2014: 09:01 م

يعد فيودور بوندارتشوك من أبرز المخرجين في الجيل الجديد للسينما الروسية وهو ابن المخرج الكبير الراحل يوري بوندارتشوك .ولد عام 1967 ودرس في معهد السينما لعموم روسيا ( VGIK). تخرج عام 1991 ثم مثل أول مرّة في السينما عام 1985 بفيلم "بوريس غودونوف" مع أبي

يعد فيودور بوندارتشوك من أبرز المخرجين في الجيل الجديد للسينما الروسية وهو ابن المخرج الكبير الراحل يوري بوندارتشوك .ولد عام 1967 ودرس في معهد السينما لعموم روسيا ( VGIK). تخرج عام 1991 ثم مثل أول مرّة في السينما عام 1985 بفيلم "بوريس غودونوف" مع أبيه وخلال التسعينات من القرن الماضي عمل في إخراج الفيديوهات الغنائية كما أخرج أول فيلم له بعنوان "الشركة التاسعة" عام 2005 المعتمد على قصة حقيقية عن الحرب السوفيتية في أفغانستان (1979- 1989) وحصل الفيلم على نجاح كبير في شباك التذاكر والمهرجانات. كما أخرج فيلم خيال علمي بجزءين هو "الجزيرة المهجورة".
وآخر أفلامه بعنوان "ستالينغراد" وهو دراما عن الحرب العالمية الثانية صوّره ثلاثي الأبعاد بتقنية الآيماكس. وفي هذا اللقاء يناقش التحديات التي واجهته في صنع الفيلم بهذه التقنية أول مرة وكيف التقط مثل هذه الحميمية على الرغم من الظروف المحيطة وماذا يعني هذا الفيلم لمستقبل السينما الروسية.
*هذا أول فيلم روسي ثلاثي الأبعاد بتقنية آيماكس لا بد من أنك تشعر بالفخر من تحملك مسؤولية ذلك؟
-أنا في منتهى الفخر. لقد عزمت على صنع هذا الفيلم بتقنية آيماكس منذ البداية.
*ما هي التحديات الجديدة التي وجدتها حين صورت فيلماً ثلاثي الأبعاد بتقنية آيماكس؟
-في البداية أخبرت منتجي الفيلم وطاقمه ومدير التصوير الذي عمل معي في كل أفلامي فقد كنا أصدقاء ودرسنا في معهد الفيلم نفسه وبقيت صداقتنا لمدة 25 سنة فأنا أخرجت وهو صور حوالي 200 فيديو غنائي معاً. على أية حال، في أحد الأيام قلت لكل فرد بأني اعتقد بأن فيلم "ستالينغراد" يجب أن يصور ثلاثي الأبعاد، تصوّر فقط دراما حربية بتقنية ثلاثية الأبعاد. إنها ليست كارتونا أو قصصا مصورة عجائبية ولا خيالا علميا- إنها دراما حربية. هذه منطقة جديدة. لكني بعد ذلك بدأت التفكير أولاً بأفلام دراما الحرب، إنه لا يدور عن ستالينغراد بل عن الحرب العالمية الثانية. إنه يدور حول الحرب. فكرت بالنوع في البداية- دراما الحرب. كانت فكرتي أن أخلق نوعاً جديداً من لغة السينما. إن مجرد التفكير عن إمكانية تصوير فيلم مثل هذا كان سخيفاً.
كان هذا هو السبب أنني أخبرت زملائي عن هذه الفكرة لأني كنت أحتاج إلى إقناعهم بأن هذه الفكرة تستحق الاهتمام ويجب أن ننفذها معاً. حين انتهينا من مرحلة ما قبل الإنتاج بعدها فقط أظهرت لهم لقطات مصورة بتقنية الأبعاد الثلاثية ،ففهموا ماذا يدور في ذهني وأين ذاهب مع هذا. أساساً أقنعتهم بأن هذه فكرة تستحق الاهتمام. لا أقنعهم فحسب بل أفاجئهم أيضاً بطريقة أو أخرى. إنها تقنية لا للتسويق بل للسماح للناس أن يكون أقرب إلى الأحداث التي وقعت فعلاً. أن أغمرهم من خلال الأبعاد الثلاثة. بعد ذلك وحين فهم الناس فإنهم آمنوا. بعد ان أقنعت الناس بأن هذه الفكرة تستحق الاهتمام فإن قسم الأزياء ساند الفكرة وقسم المؤثرات بدأ ينفذ العمل بشكل صحيح – كل فرد فهم ماذا يجري.
كل المخرجين ومديري التصوير تعلموا من مشاهدة الأفلام الكلاسيكية السوفيتية وكانت الفكرة الرئيسة أن نخرق تلك الأنماط المكررة والمقاييس ونظهر لغة سينمائية جديدة. حتى لو كان أضخم فيلم في شباك التذاكر في تاريخ السينما الروسية وحقيقة أن أكثر من عشرة ملايين روسي شاهدوا الفيلم فإني ما زلت مهتماً برؤية التعليقات التي يقارن بها الناس الفيلم بكلاسيكيات الأفلام السوفيتية. الأمر المهم أنها كانت تجربة وفهمت تماماً أن ذلك- وتركت احتمالاً بأنه لن ينجح- سوف يعطي دفعة جديدة إلى العملية.
*لقد أنجزت عملاً مدهشاً في تولي هذه المجموعة الضخمة من الأحداث ومعركة شرسة – ومع ذلك وجدت قصة حميمية ضمن ذلك. فهل كان ذلك تحدياً لك؟
-حين أصنع فيلماً ففي الغالب تكون له ارتباطات عاطفية مع المشاهدين وأقسّم الأفلام إلى تلك التي يجب ان تشاهدها وتلك التي يجب أن تحسها. أولاً وأخيراً المهم لي أن ينخرط المشاهد في العملية وجعله يؤمن في الفيلم ويشعر بارتباط معه. بالنسبة لي من المهم حقاً بأنه في غضون ساعتين وربع ساعة فإن المشاهد سوف يخرج من السينما وقد تغير بصورة عاطفية.
*الكثير من العاطفة يأتي من "الكابتن خان". على الرغم من أنه نازي إلا أنه ليس الشرير النموذج بالنسبة إليك وقد خضع للأنسنة. بإعطائه جانباً تعاطفياً ماذا جلب ذلك للفيلم؟
-لم أقف مع الألمان لكن تاريخ صناعة الفيلم السوفيتي وبعض البروباغاندا تصف النازي كونه ضعيفا عاطفياً وترسمه بشكل كاريكاتيري. والشيء المهم أنّ المعركة قد جرى الانتصار فيها لا مع تلك الصور الكاريكاتيرية للناس بل في الواقع ضد أحد أفضل الجيوش في العالم. لهذا من المهم بالنسبة لي أن أظهر العدو كونه قوياً. شخصية خان غير إيجابية إنها معقدة تماماً وشخصية مركبة.
*تعمل في غالب الأحيان مع ممثلين يؤدون أول مرة في أفلامك – وهذا غير مختلف. لماذا تنجذب إلى العمل مع الممثلين غير المحترفين؟
-دائماً أعمل مع الممثلين المؤدين أول مرة. إنها أدوار مختلفة من التوزيع لأنه بعد التجارب الأولية وإذا ما اخترت الناس المناسبين فإنك تظهرهم وهم يكشفون عن مواهبهم الخفية ودائماً تفضل الجيل الشاب من الممثلين في تلك الحدود. إنه تحدٍّ بالنسبة لي كمخرج وبعد الفيلم يكون من المهم لي أن أولئك الممثلين يبدأون عيش حياتهم في التمثيل. إنه شيء مختلف العمل مع ممثلين يظهرون أول مرة وذلك ما يجذبني. الأفلام التي أصنعها هي من فئة الكبيرة وهذا هو السبب في أن الممثلين يحتاجون إلى أن ينغمروا في عملية التصوير لعدة سنوات حتى لو أن الأمر بدا مبالغاً فيه قليلاً. لقد أصبحنا عائلة حقيقية وسنكون مجموعة متكاملة من الناس. وذلك هو أمر غاية في الأهمية بالنسبة لي.
*أخيراً هل تعتقد ، مع نجاح فيلم "ستالينغراد" في شباك التذاكر، بأن الإنتاجات السينمائية الضخمة سوف يظهر في روسيا؟
-أولاً يؤكد نجاح الفيلم أن السينما الروسية ذات قيمة. ثانياً، والأمر المحزن أن هذه المشاريع ضخمة ودون إسهام حكومي في تمويلها فمن المستحيل تصوير شيء مثل ذلك. الحقيقة أننا نجحنا في إطلاق مثل هذا المشروع الضخم وأعطينا مثالاً للمخرجين الآخرين وأظهرنا أنه من الممكن عمل ذلك. عليك أن تستثمر الكثير من المال لكن بالنسبة لي من المهم أن زملائي وبقية المخرجين سوف يقاربونني ويقولون ذلك إنه إذا ما صنعت ذلك فإننا كذلك نستطيع أيضاً. إن الأمر لا يتعلق أيضاً بالتمويل ،ففي الغالب يتعلق بالنوعية أنه إذا ما صنعت شيئاً مقنعا جداً بمثل هذه الضخامة فهذا يعني أن الصناعة تغيرت وأننا قادرون على صنع مشاريع نوعية راقية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

السينما كفن كافكاوي

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram