يبدأ انهيار الدول ، حين ينفرد في اتخاذ القرارات المصيرية ، الجهلة ،والأدعياء ،وأهل الغفلة ، ويغيب - بتشديد الياء- عمدا او استهانة ، دور النخب المستنيرة، في صنع القرار وتنفيذه .
نظرة عابرة لما نشهده من واقع راهن في بريطانيا -مثلا لا حصرا -نلاحظ الى جانب الملايين من العاطلين، وطوابير الباحثين عن عمل ، وكبار السن ، وعشرات الآلاف من أنصاف المتعلمين ، وأرباع المثقفين ، إلى جانب العدد الغفير من المتسولين ، وبائعي شموم الهوا والهوى في الشوارع والمنعطفات ، إلخ..
أمام تلك الحشود الحاشدة ، تقبع شريحة لا يتجاوز عددها الآلاف على اكثر تقدير ، هي الرحيق المصفى من اعلى الكفاءات في كافة المجالات-سيما العلمية والتقنية - تمتلك حرية الإمساك بزمام الأمور ، بإتقان ودراية ومسؤولية، يعمل أفرادها ، مجتمعين ومنفردين عبر منصات الأبحاث ، والمختبرات ، بدأب وصبر وصمت ، دون ادعاء او دعاية ، أولئك هم الذين يحفظون للبلد أساسيات تفرده ، ويديمون شبابه رغم شيخوخة مؤسساته وقوانينه ، ولا يتوانون عن إزجاء نصيحة او بشارة او إشارة تتحقق في الطب والهندسة وفنون التقنية والزراعة ومجالات الفضاء .
ما كشف عنه النقاب مؤخرا ، ان بعض تلك الكفاءات العالية ، يستأنس برأيها عند اتخاذ القرارات المصيرية - التي تمس حيوات الناس او المؤسسات الحساسة او مستقبل البلد . واعتماد البعض منهم مستشارين لدي مجلس الوزراء..
تذكر الأخبار المتواترة ، ان مكتب السيد رئيس الوزراء العراقي ، يضم ثلاثة آلاف مستشار ، وهو رقم ضخم يستعصي على التصديق ، وسواء أكان العدد صحيحا او مفبركا للنيل من المسؤول او تسقيطا لسمعته، فالسؤال المنطقي الملحاح: كم هي نسبة العلماء وذوي الاختصاص بين المستشارين في مكتب السيد رئيس الوزراء؟
تسألون لماذا تسقط الدول؟ لأنها تتخلى عن زج النخب المستنيرة في قراراتها المصيرية، والأشد إيلاما ومضاضة ، ان تتخلى النخب عن مساندة أهل السلطة حين يجد الجد! هكذا هكذا.. والعين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم .
دور النخبة في رتق الشق!
[post-views]
نشر في: 5 مارس, 2014: 09:01 م