TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا يعتدي الضابط على الطبيبة؟

لماذا يعتدي الضابط على الطبيبة؟

نشر في: 5 مارس, 2014: 09:01 م

من دون موعد مسبق ومن غير استئذان دخل الضابط في أحد الأجهزة الأمنية عيادة الطبيبة الأخصائية في مستشفى النساء والأطفال، وطلب كتابة تقرير عن حالة زوجته الصحية بغاية حصولها على إجازة مرضية مزوّرة. ردّت الطبيبة بأنها ترغب في معاينة الزوجة "المريضة" لتكتب التقرير، لكن الضابط المغرور بنجماته والمزهوّ بمنصبه شقّ عليه الأمر، كما لو ان الطبيبة الأخصائية شرطي يعمل بإمرته، فتجاوز الحدود متطاولاً ومعتدياً.
هذا الحادث وقع للتوّ في مستشفى بابل للنسائية والأطفال، والضحية هي الدكتورة أشواق شويلية التي أمضت ثلاثين سنة من عمرها في المهنة. والحادث ليس الأول من نوعه في المحافظة بشهادة مجلس المحافظة الذي على غرار دائرة الصحة استنكر واحتج وبدأ تحقيقاً في الواقعة المتكررة أيضاً في سائر محافظات البلاد.
ليس من الصحيح التهوين من الأمر بالقول ان حوادث كهذه حالات فردية.. الحالات الفردية هي التي لا يقع نظير لها الا مرة كل خمس سنوات أو عشر، مثلما كانت عليه الحال في الماضي.. الحالات الفردية لا تتكرر عشر مرات وأكثر في كل محافظة في كل سنة. رئيسة لجنة الصحة في مجلس بابل الدكتورة هبة عيسى كشفت عن إن "مسلسل الاعتداءات على الاطباء يتكرر دائماً، وخلال شهرين حدثت خمسة اعتداءات" في مستشفيات ومراكز صحية في المحافظة.
الاعتداءات على الأطباء لسبب شبيه بما حصل في مستشفى بابل للنساء والأطفال أو لأسباب أخرى غدت اليوم ظاهرة، ومن المفترض أن تقوم الأجهزة الأمنية بواجبها في ردّ الاعتداءات على الاطباء وغيرهم، ولكن كما نرى فان عناصر في الأجهزة الأمنية هم الآن في قلب هذه الاعتداءات والتجاوزات.
والأمر لا يقتصر على الأطباء، فتجاوزات واعتداءات العناصر الامنية على المواطنين لا تستثني مجالاً أو قطاعاً. إنها تجري في الشوارع والساحات العامة على مرأى ومسمع من عشرات ومئات من الناس.
ممّا ينقص في خطط وبرامج إعداد أجهزة الامن وعناصرها، إن في وزارة الداخلية أو في الدفاع وسواهما، في العهد الجديد، ان عنصر الأمن لا تجري تربيته بان وظيفته لم تعد قمع المواطن والاستهانة بإنسانيته وكرامته كما كانت عليه الحال في العهود الدكتاتورية، وانما هو مجنّد لخدمة المواطن وضمان تمتعه بحقوقه وحرياته. ومن النواقص والعيوب في نظامنا الأمني أيضاً ان عنصر الأمن لا يجري إفهامه بأن التعدي على الناس يعني انتهاك أحكام الدستور الذي ألزم الدولة بكفالة الحريات والحقوق، وفي المقدمة منها حقوق الإنسان التي يتعين أن يُدرك عنصر الأمن على نحو خاص بان المرحلة الانتقالية نحو النظام الديمقراطي الموعود لن يمكن اجتيازها من دون احترام هذه الحقوق وكفالتها بصرامة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 7

  1. الناصري

    بس مجرد سؤال هل تقصد اننا نعيش في اجواء ديموقراطيه اعتقد انك واهم او متوهم لاننا نعيش في مرحله ابشع من الدكتاتوريه اننا نعيش في مرحلة ال لا دوله ﻻ قانون فلا هيبه للدوله كما يقول الدكتاتور وﻻ سلطه للقانون اﻻ قانون واحد قانون الغابه

  2. عبدالجليل حسن

    اقتراح في كيفية معالجة ظاهرة الاعتداءآت على العاملين في الحقل الطبي سواء في ‏المستشفيات العامة او الخاصة لااريد ان اخوض في مجال كفاءة كوادرنا الطبية و الذي عنوانهم على مرور الزمن الابداع وسأكتفي بذكر مثل واحد هو: ذكرت ‏الاحصائيات ان واحد من سبعة اطباء في

  3. انتهاك حقوق الانسان

    اهم شي هيبة الدوله وطز بالانسان العراقي بس اريد اعرف شنو وجه الاعتداء على طبيبه مثل د. اشوق شويليه اصلا يجوز هذا الضابط قد يكون ولد على ايديه لو بخفارتها عيب كافي شنو هذا العداء للطبيب والله لو مستجد في المفتشيه مال هذا الضابط جان جابله شاي بيده الضابط اذ

  4. فاروق ابراهيم

    اذا كان رب البيت بالسيف يصول فشمية ظباطه اهانة العباد والنحبه في المقدمه

  5. أنور محمد

    الحال يا أستاذ الان كما يصفها الشاعر : لقد أسمعت لو ناديت حيـا ولكن لا حياة لمـن تنـادي ولو نارٌ نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ

  6. احمد الحلي

    الهجره افضل حل الاطباء العراقيين في الخارج معززين مكرمين والشعوب في العالم تحترم الانسان لكن في العراق تسلط الرعاع الاوباش بعد دخول الامريكان نعم النظام السابق سئ لكن الحالي اسوء يا اخي كان اكو دوله وحزب واحد الان مئات الاحزاب وحادثه وزير النقل وابنه الح

  7. زائر

    مربي الكلاب من نوع دوبرمان او الولف دوك عندهم قاعدة و هي انهم لا يعاقبوا كلابهم حتى في حالة ارتكابهم خطأ مهاجمة غير الاهداف التي ربوهم على اعتبارها من الاعداء...لان الكلاب ستتردد مستقبلاً في مهاجمة من تعتبرهم من الاعداء وتحتار هل سيعاقبها صاحبها ام سيكافئ

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram