اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عراق الحاج "هادي العامري"

عراق الحاج "هادي العامري"

نشر في: 7 مارس, 2014: 09:01 م

شكراً للمستشار الإعلامي لوزير النقل الذي أزاح الغمة عن عيوننا، بعد أن حاولت القوى الإمبريالية، ومعها أصحاب الأجندات الأجنبية الصيد في الماء العكر في قضية المواطن المبجل "مهدي هادي العامري" فقد أخبرنا السيد المستشار أن سبب منع الطائرة اللبنانية من الهبوط في مطار بغداد هو عدم إعطاء علم الى بغداد بموعد وصول الطائرة قبل اقلاعها من بيروت، مؤكدا ان الابن "المبجل" لا علاقة له بمنع الطائرة من الهبوط في المطار، وانما كانت القضية تنظيمية بالنسبة للأجواء العراقية حيث لم يكن هناك علم مسبق بهبوط الطائرة في مطار بغداد قبل ان تقلع من بيروت، لذلك تم ارجاعها".
بيان المستشار إلى الأمة العراقية، الذي اعلن فيه وبالأدلة القاطعة براءة النجل " المبجل" من تهمة استغلال سلطة "الأب"، يدخل بالتاكيد في باب الترويح عن المواطن العراقي الذي عاش ايامه الاخيرة مهموما ومحبطا بسبب تداعيات معركة داحس والغبراء بين نوري المالكي واسامة النجيفي، ومصاب باليأس لان المجتمع الدولي لايريد الاعتراف ببراءة الاختراع التي قدمتها للبشرية النائبة سوزان السعد، والخاصة بزواج الفتاة في سن التاسعة.
وعليه فإن المفاجأة الحقيقية في القصة كلها أن السيد وزير النقل الذي صدع رؤوس ركاب طائرات الخطوط الجوية بدعاء "وعثاء السفر" ، اكتشف مؤخرا ان ابنه المبجل يمكن له ان يغلق الأجواء العراقية بوجه الطيران، وتلك هي المفاجأة، والنكتة المضحكة المبكية في آن واحد، ولذلك فإن كل ما ترتب على النكتة الساذجة، هو بالضرورة أكثر سخرية وإضحاكاً.
بعد حكاية "النجل المبجل" للحاج هادي العامري، هل تصدقون معي أن هذه الدولة بوضعها الحالي مشغولة أصلا ببناء المؤسسات، فنحن أمام مسؤولين أشاوس في الدفاع عن الخراب.. ونراهم يقولون إن الحكومة بوزرائها "الاكفاء" غير مسؤولة عما يجري من انتهاك للقانون وهدر للثروات انها حكومة خطب ومواعظ وإرشادات، يريدون لها ان تكون علاجا لمشاكل العراقيين.
ولأنني مثلكم لا ارى ولا اسمع بالحاج هادي العامري، الا اذا اراد ان يهدد باطلاق تظاهرات ضد من ينادي بالدولة المدنية، ومثلكم أتطلع للمرة الاولى إلى صورة هذا الفتى المبجل مهدي العامري"، ومثلكم أقول في نفسي، ما هذا؟ في أي عالم نعيش اليوم؟ فقد صدع رؤوسنا الحاج هادي العامري ورهطه عن ضرورة اقامة دولة دينية، والى اشاعة الفضيلة في بلاد الكفر والإلحاد "العراق " واتمنى عليهم وعلى مناصريهم ان يفسروا لي معنى الدولة الدينية التي يسعى اليها حجاجنا المبجلون ؟ هل هي دولة الفساد، دولة الاب والابناء المدللين.
العراق اليوم هو البلد الأكثر ظلاما وفسادا وقتلا على الهوية، والرفاهية والأمان موجودة فقط في مكانين: المنطقة الخضراء وقصور سلاطين الديمقراطية العراقية، كل العراقيين في نظر الحكومة "فقاعات" مادامت السلطة بيد الابناء المبجلين.. فاما الاباء "المقدسون" فمصابون بهوس الكرسي، ولا يهم أن يكون الدواء الشافي مزيدا من القتل والدماء... والباقي من المشاهد مؤامرات، وسعي حميم لنهب كل شيء.. ومعارك من أجل ترسيخ الاستبداد.. وفي كل يوم نجد من يكذب ويقتل ويراوغ ويسرق ثم يشير بسبابته ويسأل: ألسنا في بلاد تتعرض لمؤامرات خارجية؟!
هل يستحق المواطن العراقي كل هذا الظلم؟ ألا يكفيه الإهمال والذل والقهر وغياب الأمن والخضوع إلى الأبد؟ والحكم عليه بألا يناقش في شيء! فمتى وجدنا مواطنا يناقش؟ متى وجدنا من يعترض على عصمة "الحاج هادي العامري" وقداسة منصبه؟ يعتصم عشرات الآلاف في الساحات، فيكون الرد جاهزا : انهم مخربون وخونة.
هذا وطن الزعيمة المبجلة حنان الفتلاوي بصراخها الهستيري "ما ننطيها" وبالمناسبة الحاجة حنان متوارية عن الانظار هذه الايام ولم تخرج علينا لتفضح الفساد ، فالامر هذه المرة يتعلق بسياسي من نفس المذهب والمكون ، فالحاجة متخصصة فقط في شتم كل من يختلف مع "المبجل الاكبر" رئيس مجلس الوزراء.
مثلكم، أنا، أتطلع إلى حال هذه البلاد، واحزن. لقد صارت مليئة بالأحداث المحزنة والكوميدية ايضا. ولم يعد مطلوبا من المسؤول أن يقدم أي شيء ، فقط ان يمنع ابنه المدلل من السيطرة على مطار بغداد، وان لايعلن ان ابنه "المبجل " نصب اميرا على المنطقة الخضراء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 7

  1. عراقي عريق

    اذا كان سبب اعادة الطائرة اللبنانية هو ابن هادي العامري فنطلب من اللجنة التحقيقية ان تكشف ذلك للعراقيين والتاريخ وهي بذمتهم واقل شي يقوم به هادي العامري هو الاعتذار للعراق العظيم والى لبنان الشقيقة ويقدم استقالته لانه لايملك السيطرة على اولادة فكيف يدير

  2. Ali Alsaffar

    لقد انتهى الابيض وصارت الصفحه سوداء فاين نكتب ؟ عسى ان يحسن الشعب اختيارا ليبنون للحق دارا ويحرقون صفحة الليل وينشرون صحائف كالنهارى , وكفانا آلاف السنين نياما وسكارى . هذه خيراتنا تحرق سدى وجهارا واهلنا يقتلون في كل شبر من الديارى .ما نفع من ملك السطان

  3. حسن البغدادي

    يا يا به ... الاسلاميين كذبهم تحت ابطهم .. اسطوات في الكذب والدجل من دون كمرك

  4. المدقق

    حنان الفتلاوي تاج فوك الراس غصبن عاليرضه والمايرضه

  5. شعيي سابق ملحد حالي

    ليس اسوء من هؤلاء الشرذمة الا من يخرج علينا من الاغنام التي تهتف خلفهم بحجة حماية الدين والمذهب والقبيله ،من كان يسأل الاشاو س البدريين ايام قتل الجنود المساكين في الهور عن سبب معارضتهم لنظام صدام يجيبون وبدون تردد او تفكير او حت

  6. ,وحشي

    حنان الفتلاوي تاج فوك الراس غصبن عاليرضه والمايرضه بس والله حلوة الممرودة

  7. سماوتلي

    وسوف يتم انتخابهم وتعاد الماساة لاربع سنين قادمه فالنخبه لاتنتخب و هم مثقفي الامه والمتعلمين فيها ويساق الاميين والجهله والحزبيين والعشائريين والطائفيين كالنعاج للادلاء باصواتهم فيتم انتخاب الحراميه المتاسلمين مثنى وثلاث من قبل الجهله والمغيبين بالخرا

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram