بخلاف الذين همّهم وشغلهم كثيراً الخبر الذي بثّته وكالات أنباء وصحف رصينة (رويترز، النهار البيروتية ..) وتبادله وعلّق عليه على نطاق واسع متصفحو مواقع التواصل الاجتماعي، لم أهتم سوى بتفصيلة واحدة من الخبر الخاص بقطع شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية إحدى رحلاتها اليومية الى بغداد وإعادة طائرتها الى بيروت لأمر يتعلق بابن وزير النقل العراقي.
ما همّني كثيراً ما جاء في بيان رسمي منسوب الى الشركة اللبنانية وتصريحات لأكثر من مسؤول فيها، بان الطائرة اضطرت للعودة الى مطار بيروت بعد عشرين دقيقة من مغادرتها إياه، والسبب ان سلطة الطيران العراقية أبلغت الطائرة بعدم إمكانية استقبالها في مطار بغداد الدولي ما لم يكن على متنها ابن وزير النقل هادي العامري الذي لم يُدرك الرحلة في موعدها.
وما أثار فضولي ما أفادت به مصادر الشركة اللبنانية بان تلك الرحلة جرى تأخيرها عن الموعد المجدول لإقلاعها ست دقائق بسبب تأخر اثنين من الركاب عن الالتحاق بها، هما ابن الوزير العامري وصديق له، نودي عليهما غير مرة ولم يلتحقا بالرحلة برغم التأخير.
وما استهوتني معرفة ما زادته المصادر بالقول ان الراكبين الاثنين وصلا الى بوابة المغادرة بعد إقلاع الطائرة، وان ابن الوزير استشاط غضباً لعدم تأخر الطائرة من أجله وصديقه، وانه توعد بعدم السماح للطائرة بالهبوط في مطار بغداد ما دامت لم تنتظره.
وما شغلني إعلان مصادر الشركة اللبنانية لاحقاً ان طائرتها إنما عادت أدراجها الى مطار بيروت لنقل ابن الوزير، لكن هذا كان قد غادر المطار من دون ترك معلومات عن مكان وجوده.
لماذا لم أكترث كثيراً للتفاصيل التي انشغل بها الآخرون وسرت سريان النار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية ووكالات الأنباء؟
في سبعينات القرن الماضي، أعلنت الحكومة العراقية فجأة ذات يوم عن قطع أو تجميد العلاقات مع لبنان وأمرت بعودة كل العراقيين الموجودين آنئذ في هذا البلد. لم تقدم الحكومة تفسيراً للإجراء، أو بالأحرى قدمت تفسيراً لا يمتّ للحقيقة بصلة. بعد حين علمنا بان ذلك الإجراء أتخذ رداً على قيام أجهزة الأمن اللبنانية بواجبها في ردع أحد أبناء الرئيس آنذاك أحمد حسن البكر، حينما تصرّف على نحو غير مقبول في أحد الملاهي الليلية، فقد استكثر نظام البكر - صدام على الدولة اللبنانية أن تطبّق قوانينها على ابن الرئيس البكر!
ما عرفناه في ذلك الوقت ان ابن الرئيس البكر سكر في الملهى وأساء التصرف فحضرت الشرطة وأخرجته من الملهى، فكان ما كان من أمر قطع العلاقات.
مسترجعاً وقائع تلك الحادثة، وانا أتابع ما ورد من أخبار رحلة الطائرة اللبنانية التي لم تبلغ غايتها في بغداد، بقيت أضرب أخماساً في أسداس عمّا يمكن أن يكون وراء تأخر الراكبين العراقيين عن اللحاق بالرحلة، ولكنني اعترف بأنني عجزت عن الوصول الى حاصل عملية الضرب هذه. ما رأيكم أن أطلب مساعدة من صديق ... منكم !؟
ما سرُّ الطائرة اللبنانية؟
[post-views]
نشر في: 7 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 6
عراقي متذمر دائما
انت الذي طلبت المساعدة فتحمل طول السيناريو وواقعيته! لو كنت انت في عمر المحروس ابن الوزير(حشاك!) وصدف ان خلال انتظارك في صالة الدرجة الاولى التي عادة ماتكون الخيار الوحيد المتبقي ( لانه يبدو ولسوء حظ المحروس في هذه الحالةلم تكن هناك طائرة خاصة متوفرة لنق
الناصري
ياسيدي العزيز الاحتمالات كثيره عن سبب تأخر مهيدي هادي العامري سنتعب في البحث ولكن يجب ان نفتخر بهكذا ابن مسؤول كلمته وحده ماتنزل الكاع لأنه كال والله ماراح أخلي الطياره تنزل بمطار أبويه وفعلا الطياره مه نزلت عيني دولة حمودي كول وفعل ... مع تحياتي للخطوط
Ali Alsaffar
الوطن لنا نحن المواطنين هو شرفناوسورنا ,نخدمه , نحبه نفديه ويشرفنا برمزنا العلم واليقين وهو واحد ,العراق من العالم اجمعين , اما البعض امثال ابناء القائد الضرورة فلهم وطنين اثنين فقط السحت الحرام بأملاء البنوك والجيوب من ـألامانة الممنوحه لكبارهم ومشاركتهم
علي
لتبقى بحاله جمودك وعدم اكتراثك وابقى كما هو دين امامك المالكي اللذي يبرر جرائم وفساد حلفائه وابنائه من الفاشلين بانها لا تتساوى مع جرائم البعث المقبور وازلام صدام وابنائه فهل هي معادله صحيحه ان فعل الذي قبلي اكثر جراما فجرمي الصغير لا احاسب عليه؟؟؟!!! معا
ستار العراقي
يمعود لا أتخمس ولا أتسدس ، عليك فقط ، أنت بالذات ممن أستبشر بالنظام الجديد ، أن تعترف إن هذا النظام هو أسوأ من نظام صدام حسين ، هو الأسوأ من حكم هولاكو لبغداد. أنا أفهم المشكلة التي تواجهها أنت كما يواجهها توني بلير ، أنت لا تعترف بالحقيقة وإنما تقترب منه
farid
تحياتي للجميع ..ماهكذا تورد الإبل يأستاذ عدنان وكأنك تريد ان تبرر دور هذا الصعلوك.ز ولم يكن ربط هذه بتلك في هذه اللحظة,, هناك دولة الحزب الواحد الايدلوجي وهنا كما تزعمون دولة ديمقراطية و قانون وأيضأَ أعتقد أؤلئك استطاعوا أدارة الموقف بدبلوماسية فائقة أما