TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مستشفى واحد لايكفي

مستشفى واحد لايكفي

نشر في: 18 نوفمبر, 2009: 03:20 م

عبد الزهرة المنشداوي لدى العراق من الاطباء المختصين والجراحين العدد الكثير. مهنيتهم وتمكنهم من اجراء العمليات الكبرى بنجاح وطد من ثقة المواطن فيهم . البعض من الذين قصدوا بعض الدول الاوربية، وحتى الجارة ايران لاجراء عمليات جراحية ،قيل عنها بأنها صعبة ومعقدة.
اشاروا الى ان الاطباء هناك ذكروا لهم اسماء اطباء عراقيين لهم من المهارة والدراية ما يوازي اشهر الاطباء لديهم . كبار السن عندنا العديد منهم يعاني من مشاكل بصرية وهي مشاكل تحدث بحكم تقدم العمر لاغير وتستدعي بعضها التدخل الجراحي .مستشفى ابن الهيثم لطب العيون من المستشفيات المتخصصة في هذا المجال لذلك هذا النوع من المرضى ليست لهم من مراجعة غيره . لا نعتقد بأن هناك مستشفيات اهلية متخصصة بهذا النوع من الطب ،وان وجدت فأجور العلاج فيها ليس بمستطاع الاغلبية توفيره ،ما يجعل من مستشفى ابن الهيثم المستشفى الوحيد لوجهة المواطن طالب العلاج . لذلك دائما ما تجد من يشكو من مشكلة مراجعته والقاء اللوم على منتسبيه بدعوى انهم لايحفلون كثيرا بمراجعيهم ولا يقدمون لهم الخدمات الطبية المطلوبة . طب العيون من فروع الطب التي نسمع المعنيين يصفونها بالحساسة او الصعبة وتحتاج الى الكثير من الفحوصات والمعاينات لتقرير العلاج اللازم او التدخل الجراحي . من تتسنى له زيارة المستشفى لابد له من ان يتعاطف مع الطبيب المختص بدلاً من التعاطف مع المريض المراجع الذي هو اولى بذلك.السبب يعود الى ان الطبيب في ردهات المستشفى دائما ما تراه وسط زحمة من المراجعين المرضى ،يدفعك الى التساؤل عن كيفية ايجاد الوقت اللازم لفحص هذه الاعداد الغفيرة الفحوصات الدقيقة من اجل تقرير العلاج او اجراء العمليات الطبية. انها مشكلة الطبيب وايضا مشكلة المراجع الذي يطالب بالعلاج وبالسرعة التي تجنبه مضاعفات المرض .ما نعلمه ان العملية الجراحية تستدعي اجراء فحوصات مختلفة قبل اجرائها تشمل ضغط الدم وسلامة القلب والكشف عن الاصابة بمرض السكري وغيرها من الفحوصات والكشوفات التي لابد منها لتجنب مضاعفات قد يعاني منها في اخر الامر طالب العلاج بالجراحة. تلك الاجراءات يتوجب القيام بها دون ضغوطات او تسرع لفض حشود المرضى فهي تحتاج للوقت ولاطباء ومختبرات وهنا يلعب الوقت والاستعداد والتروي دورا مهما لكي يحظى المريض بعملية جراحية يمكن ان تكون نسبة النجاح فيها عالية . يحق للمريض ان يشكو والطبيب كذلك والسبب يعود الى اننا ما زلنا في سياستنا الصحية نشكو العوز لمستلزمات عديدة بهذا الجانب .باعتقادنا مستشفى واحد للعيون في عاصمة (مليونية) غير كاف، كذلك هو الحال بالنسبة لمستشفى الولادة، وغيرها من المستشفيات المتخصصة. ما زلنا نعتمد على المستشفى الواحد رغم التغييرات الحاصلة في تنامي اعداد السكان . لن يستطيع الطبيب الحصول على فرصته الكاملة بالفحص والمعاينة ومن ثم اجراء عملياته الجراحية وفق جداول زمنية تتيح له تجنب الاخطاء او الاضرار بمريضه وكذلك بالنسبة للمريض فهو يصب جام غضبه على المستشفى وادارته ان هي حددت له موعدا لايراه مناسبا بالنسبة لحالته . المشاكل الناشئة بين المواطن والمستشفى ،ولا نحدد هنا مستشفى طب العيون فقط ، بل مستشفيات أخرى نذكر منها الطب الذري والولادة والقلب والامراض النفسية تستدعي الى ان نضع الخطط في سياستنا الصحية المستقبلية كي نعتمد على اكثر من مستشفى وبالتخصص نفسه لكي نتيح للطبيب الفرصة لأن يعاين مريضه المعاينة التي يمكن ان تحدد بدقة نوع العلاج والتدخل الجراحي كذلك إعطاء المريض المجال والوقت والرعاية التي يمكن ان تشعره بأن هناك من يهتم به الاهتمام اللازم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram