مؤيد نعمة عام 1967 كان لمجلة المتفرج التأثير الاول والاساسي في توجهي لرسم الكاريكاتير حيث كانت المجلة تعج بالرسوم الكاريكاتيرية لرسامين من كل لون.. عراقيين ومصريين ومن بقية انحاء العالم، وكنت اتحين الفرصة لاشاركهم هذا المجهود وانا الطالب في الصف الرابع الاعدادي..
بدايات بسيطة ومتواضعة جدا ابتدأتها مترددا لعلها تنشر واسعد بتصفحها مع صفحات المجلة المحبوبة. ومازلت اتذكر اول رسم كاريكاتيري نشر لي في (المتفرج) كان السبب في استمرار ارسال الرسوم والمواظبة على متابعة المجلة وما ينشر بها من رسوم.. ثم كانت الانتقالة الثانية حين اعتمدت (المتفرج) احد رسومي غلافا لها ولمناسبة حرب 1967 والمساعدات العسكرية الاميركية "لاسرائيل" مجسدة بتمثال الحرية في الولايات المتحدة يرفع قنبلة النابالم بدلا من الشعلة المعروفة.. ولكم ان تتصوروا مقدار السعادة التي غمرتني. كنت وقتها قد ارسلت اوراقي الى معهد الفنون الجميلة بدلا من الاستمرار في الدراسة الاعدادية.. وفعلا تم قبولي في المعهد واصبحت اكثر حرصا على مواصلة الرسم الكاريكاتيري مادامت الهواية قد اقتربت من الاختصاص. بعدها طلب مني ان ارسم لمجلة جديدة سوف تصدر اسمها (الف باء). اعتذرت لمعرفتي بتواضع تجربتي. وصدر العدد الاول من (الف باء) ليكون متنفسا اخر لرسامي الكاريكاتير في العراق كما ان لوجود رسام الكاريكاتير بسام فرج بين صفحات المجلة زاد من اهمية وقيمة الكاريكاتير حيث تميز بالاسلوب ولم اكن بعيدا عن متابعة (الف باء) وارسال الكاريكاتير لينشر ضمن زاوية مع القراء.. ومع اول كلمة تشجيع من مسؤول صفحة (وصلتني رسالتك) ـ عرفت بعد خمس سنوات انه الاستاذ يوسف الصائغ ـ اقول مع اول كلمة تشجيع بدأت حكايتي مع الكاريكاتير. شاركت بعدها مع مجموعة من الفنانين في تأسيس اول مجلة كاريكاتير للاطفال (مجلة مجلتي) عام 1969 وتتلمذت على يد الفنان الكبير طالب مكي المتميز برسومه الصحفية الرائعة كما تتلمذ على يديه جميع رسامي المجلة بدون استثناء حيث كان يتقن بعبقرية اسلوب الرسم لصحافة الاطفال. عام 1973 انتقلت للعمل في الصحافة اليومية بكل ما تحمله من صعوبات لرسام مبتدئ وكانت تجربة غنية جدا حققت من خلالها تواصلا مع الاحداث المحلية والدولية وبشكل مكنني من اعتماد اسلوب فني واضح الى حد ما يجعلني قادرا فيما بعد الاضافة اليه والوصول الى ملامح مدرسة عراقية مع مجموعة من الرسامين اعتز كثيرا بانتسابي اليهم وحققنا معا اول معرض لجماعة الكاريكاتير العراقي كان له تأثير واضح على حركة الكاريكاتير العراقي لاحقا. ان فترة السبعينيات بالنسبة لي (ذهبية) لكونها صقلت اسلوبي اضافة الى انها بداية مشاركاتي في المعارض والمسابقات الدولية التي توجتها بفوزي بالجائزة الثالثة في اكبر مسابقة كاريكاتيرية عالمية في مدينة كابروفو/ بلغاريا 1979. انقطعت بعدها عن الرسم (مكرها) حتى عام 1982 وواصلت بدايتي الجديدة في مجلة الف باء ثم القادسية وحراس الوطن.. وخلال هذه السنين التم شمل رسامي الكاريكاتير بشكل ناضج وواع تحت خيمة لجنة الكاريكاتير في نقابة الصحفيين وتحقق الكثير ولا يزال هناك الكثير.
حكايتي مع الكاريكاتير
نشر في: 18 نوفمبر, 2009: 03:34 م