اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قتل العريس والعروس فقدت الذاكرة!!

قتل العريس والعروس فقدت الذاكرة!!

نشر في: 9 مارس, 2014: 09:01 م

هي نفسها لم تعد تتذكر ما حدث لها... نسيت كل شيء... حتى آلامها ومأساتها التي بدأت مع اسعد لحظات حياتها لم تعد تتذكرها... نسيت أنها كانت عروسة لم يمر على زواجها إلا يوم واحد... ونسيت أيضاً زوجها الذي توفي إثر حادث تعرض له أثناء ذهابهما إلى مدينة أربيل

هي نفسها لم تعد تتذكر ما حدث لها... نسيت كل شيء... حتى آلامها ومأساتها التي بدأت مع اسعد لحظات حياتها لم تعد تتذكرها... نسيت أنها كانت عروسة لم يمر على زواجها إلا يوم واحد... ونسيت أيضاً زوجها الذي توفي إثر حادث تعرض له أثناء ذهابهما إلى مدينة أربيل لقضاء شهر العسل ! ففي لحظة تحول الحلم إلى كابوس مات الزوج إثر حادث بشع على الطريق... وتحولت الزوجة إلى جثة ممزقة ظن الجميع أنها فارقت الحياة مع زوجها... حتى الأطباء اعتقدوا أنها أصبحت في عداد الأموات... لكن القدر كتب لها الحياة من جديد لكنها حياة أشبه بالموت ،لأن جسدها لم يعد هو نفس الجسد الذي كانت تعيش فيه من قبل... والأغرب من ذلك أنها لم تعد تتذكر أي شيء من الماضي... لأنها أصبحت بعقل إنسانة أخرى... الناس عاشت تفاصيل الحادث المأساوي لأبشع ليلة عرس قضت على حياة إنسان هو العريس وحولت العروس إلى جسد يعيش بلا روح... قبل شهور كانت (غ) تعيش احلى واجمل لحظات حياتها... خاصة أنها كانت تستعد للزفاف من جارها وحبيب قلبها المهندس (أ) وكانت أسرتها أيضاً في قمة السعادة... فأخيرا ستتزوج ابنتهم خريجة كلية الهندسة... ومحل اهتمام الجميع بسبب جمالها وذكائها... كان الجميع ينتظرون ليلة الزفاف وهم في منتهى السعادة... أهل العريس يركضون هنا وهناك من اجل إنهاء إجراءات العرس وأنهوا اللمسات الأخيرة من بيت الزوجية التي اصبح البيت الكبير كلما شاهدهما معا فيه !.. ومرت الأيام وحانت ساعة الصفر... لتنطلق معها الأفراح والهلاهل التي ملأت اكبر قاعات مدينة بعقوبة... من هذه القاعة التي عرفت كل معاني السعادة انطلق العروسان إلى عش الزوجية... وحسب البرنامج الذي اتفق عليه العروسان من البداية خرجا في الصباح الباكر ليودعا أسرتيهما للسفر إلى مدينة أربيل لقضاء أيام العسل هناك !.. وكما تقول الحجية والدة العروس... لم تكن تعلم انهم جاءوا ليودعانها الوداع الأخير... فهي المرة الأخيرة التي نراها فيها... ودّعت ابنتي وعريسها كما ودّعها والدها وشقيقها بالأحضان والقبلات ولوحت لها بيدي وهي تركب السيارة التي قادها زوجها إلى أربيل... لكن لم تمر إلا ساعات وحدث مالم تتوقعه أبدا.. ومضت الأم بأسى قائلة: علمت بعد ذلك من الأشخاص الذين شاهدوا وقوع الحادث بالقرب من مدينة كركوك... وبعد لحظات من وقوعه اتجه أولاد الحلال إلى السيارة... حيث شاهدوا ابنتي في السيارة والدماء تسيل منها واخبرونا عن طريق الموبايل الذي كان عند ابنتي... لم نصدق ان مكروها حدث لها ولزوجها ، وعلى الفور سافر زوجي إلى كركوك وتم نقل ابنتي إلى مستشفى هناك... بينما حضرت دورية لشرطة المرور وعاينت الحادث وذكروا في تقريرهم ان سيارة زوج ابنتي انحرفت إلى الطريق المعاكس فجأة واصطدمت بسيارة حمل مسرعة قادمة من أربيل... مما أدى إلى وفاة زوج ابنتي على الفور... أما (غ) فقد تم نقلها إلى المستشفى وظن الأطباء وقتها أنها ستفارق الحياة بعد دقائق بسبب حالتها الحرجة... ولكن الأطباء لم ييأسوا... أنقذوا ابنتي وقاموا بواجبهم المهني حتى آخر لحظة كانت فيها ابنتي راقدة داخل المستشفى... وبعدها حضرت إلى المستشفى وشاهدت بعيني تلك المصيبة التي حلت بابنتي وزوجها المتوفى وقررنا نقلها إلى بغداد لإجراء عدة عمليات جراحية لابد منها... وفي بغداد تم إجراء عدة عمليات جراحية لتفريغ الدم المتجمع على المخ وبدأنا في معالجة إصاباتها المختلفة في أنحاء جسمها حيث أصيبت بتهتك في المخ وتيبس بالأطراف الأربعة وكسور متعددة بالضلوع والأطراف وغيبوبة تامة – وتضيف الأم المكلومة قائلة : ظلت ابنتي في غرفة العناية المركزية سبعة اشهر كاملة... بين اليأس والرجاء وشاءت عناية العلي القدير ان تتحسن حالتها وتستعيد الوعي شيئا فشيئا... لكن مع وجود شلل بالأطراف وضمور بالعصب البصري... لذلك قرر الأطباء بعد هذه المدة نقلها إلى مستشفى العلاج الطبيعي لحاجتها إلى علاج طبيعي مكثف.. وطالت مدة العلاج عاما كاملا... ونحن ما زلنا متمسكين بالأمل حتى تعود ابنتنا إلى حياتها الطبيعية مرة أخرى... لكن ما كنا نرجوه للأسف لم يتحقق... فاكتشفنا أنها أصيبت بالعمى!.. وهي في الوقت الحاضر ترى أشباحا غير واضحة المعالم... وللأسف أيضاً اكتشفنا أنها خرجت لنا إنسانة أخرى حيث أصيبت بفقدان الذاكرة ولا تستطيع ان تتذكر أي شيء من الماضي !.. كنا أسرة ميسورة الحال... لكن خلال هذه الأعوام أنفقنا كل ما نملك لشفاء ابنتنا وحتى تعود إلى حالتها الطبيعية... وتكمل الأم الحزينة بدموعها قائلة : صديقات ابنتي كانوا يلقبونها بالعقل المدبر... فعندما يتعرض احدهم لمشكلة ما كانت تطلب النصيحة والمشورة منها... وهي التي تقوم بنصحهم وإرشادهم إلى الطريق الصحيح... أما الآن فهي لم تعد تستطيع التفكير بنفسها..!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بري علي

    ان الله ولي الصالحين ولينعم عليكم بالإيمان والتقوى نعم الوالدين عسى الهلام يعوض كم خيرا في الءخره

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram