اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الزوجة تختفي فـي ظروف غامضة!...

الزوجة تختفي فـي ظروف غامضة!...

نشر في: 9 مارس, 2014: 09:01 م

بغداد / المدى مرة أخرى تعود وتطفو على السطح مأساة جديدة عندما اختفت زوجة شابة تبلغ من العمر 26 سنة... تركت زوجها وطفليها دون سابق إنذار أو حتى سطور قليلة في مسج رسالة تعتذر فيها لزوجها على الرحيل ! بدأ الزوج والأقارب رحلة بحث عن الزوجة المختفية في ك

بغداد / المدى

مرة أخرى تعود وتطفو على السطح مأساة جديدة عندما اختفت زوجة شابة تبلغ من العمر 26 سنة... تركت زوجها وطفليها دون سابق إنذار أو حتى سطور قليلة في مسج رسالة تعتذر فيها لزوجها على الرحيل ! بدأ الزوج والأقارب رحلة بحث عن الزوجة المختفية في كل مكان ولكن لم يجدوا في النهاية سوى السراب !.. ما السر وراء اختفاء فتياتنا في هذه الأيام وما السر في اختفاء هذه الزوجة الشابة ؟ والدها يؤكد انه ربما تكون هناك شبهة جنائية وعلاقة لها مع عصابات القاعدة !.. والآن مرت ثلاثة أشهر كاملة ولا حس ولا خبر ولا (جفيه) عن الزوجة المختفية !.. عاد الزوج (ص) من عمله منهكا لا يقوى على رفع قدميه عن الأرض من شدة الإرهاق لدرجة انه قطع المسافة من رأس الشارع بحي الحرية إلى منزله الذي يقع في منتصف أحد الأزقة بصعوبة شديدة وكأنها مئات الأمتار...
كانت طبيعة عمل (ص) هي السبب في حالة الإرهاق التي تسيطر عليه حيث يعمل موظف خدمات في قسم البلدية... ويظل طول اليوم يجوب الشوارع والأسواق ليعود في نهاية اليوم إلى بيته وهو في حالة يرثى لها، بمجرد ان يتناول عشاءه من يدي زوجته يذهب إلى فراشه حتى يتخلص من الإرهاق والتعب... ثم يستيقظ بعدها ليعمل على دفع عربة يبيع من خلالها حمصا مسلوقا (لبلبي) في الشوارع القريبة من بيته... تمثل له دخلا إضافيا يستره ويحميه من الطلب والحاجة... ولم يعرف ان هذه العربة الصغيرة ستكون سببا في فتح باب المشاكل والقيل والقال بينه وبين زوجته وذلك بعد ان قام ببيعها لتسديد بعض ديونه... وهو ما أغضب زوجته (ن) التي كانت ترى في بيع عربة اللبلبي خنق حياتهما ومضاعفة من الديون التي تجثم على صدريهما.. لهذا كانت ثورتها عارمة وخلافاتها مع زوجها وصلت إلى ذروتها وظلت تتضخم يوما بعد يوم... كل هذه الأفكار دارت في رأس (ص) وهو يجر قدميه نحو بيته ممنيا نفسه بوجبة طعام شهية يستطيع بعدها ان يلقي جسده على السرير ويحصل على قسط قليل من النوم.
مفاجأة غرفة متوقعة
بعد ان وصل الأب إلى منزله طرق الباب المتهالك فأتاه صوت طفلته (م) التي تبلغ من العمر ثماني سنوات تتساءل من الطارق... فأجباها والدها وطلب منها فتح الباب... وبمجرد دخوله أفزعه مشهد طفلته وشقيقها الأصغر الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره بعد، وقد انخرطا في بكاء حار وعنيف... فسألهما عن سبب البكاء... وأين أمهما فأجابته ابنته بكلمات مرتعشة اختلطت بدموعها ( أمي... خرجت وقالت لنا إنها لن تعود مرة ثانية !).. وأجهشت الطفلة المسكينة في بكاء حار وألقت بنفسها في حضن أبيها وهي تردد ( ليش بوي.... راحت وين أمي)...
احتضن الرجل طفليه ثم حملهما وسار بهما نحو منزل والد زوجته وجدّ أطفاله الذي يبعد عن منزله امتارا قليلة لعله يجد لديهم تفسيرا لما حدث أو أي معلومة عن مكان زوجته !.. وفي منزل أسرة زوجته كانت الصورة قاتمة حيث ظلت أمها تبكي وتصرخ وهي تتساءل عن مصير ابنتها بينما أصيب أبوها بارتفاع ضغط الدم فور علمه بالنبأ... أما شقيقها فقد تمالك نفسه وأشار بأصابع الاتهام إلى زوجها قائلا: ( أنت السبب قسوتك عليها وضربك وإهانتك المستمرة لها دفعها للهرب من الجحيم الذي كانت تعيش فيه)... جاءت كلمات الزوج باردة وحاده مثل السكين وهو يقول بهدوء ( الظاهر انتم تعرفون بسلوك ابنتكم وين تروح ووين تجي وأنا مشغول بالدوام).. لم تقبل أسرة الزوجة تلميحات زوجها وطالبوه بالبحث عنها بدلا من ترديد هذه الكلمات الفارغة وتلويث سمعتها بدون أي دليل واحد يؤكد صدق ما يقول...
فأسرع الزوج لمغادرة المنزل متوجها إلى مركز الحرية وسجل إخبارا بهروبها من منزل الزوجية وأعطى أوصافها وصورتها لتتولى الشرطة مهمة البحث عن زوجته.
ما هو السر ؟
في استعلامات وزارة الداخلية وجدت رجلا كبير السن في حالة يرثى لها يؤكد لشرطة الاستعلامات انه جاء يلتمس من الوزارة البحث عن ابنته الهاربة منذ ثلاثة اشهر وقد طرق كل الأبواب دون جدوى ولا يعرف ماذا يفعل... جلست معه وبعد عبارات الترحيب المعتادة طلبت منه ان يروي لي تفاصيل المشكلة التي دفعته للحضور إلى مقر الوزارة رغم حالة الإرهاق الواضحة عليه... التقط الرجل أنفاسه وبدأ يروي قصة هروب ابنته قائلا: منذ عشر سنوات تزوجت ابنتي (ن) من موظف يعمل في البلدية يدعى (ص) ولم يكن عمرها وقتها قد تجاوز السادسة عشرة بعد.. في حين كان عمر زوجها ثلاثين سنة... وأنجبت منه طفلين... وعاشت مع زوجها في سعادة وتفاهم،إذ كان زوجها يعمل في مجال تنظيف الشوارع وبطبيعة الحال لم يكن راتبه الضئيل يكفي لنفقات الأسرة... ولكنه كان يمتلك عربانه صغيرة يستغلها ببيع (الباقلاء أو اللبلبي أو الشلغم) وحسب الموسم تساعده هذه العربانة على تغطية نفقات المعيشة... ابتلع الأب لعابه قبل ان يضيف قائلا: شرارة الخلافات بدأت عندما قام زوج ابنتي ببيع العربانة بدون أسباب واضحة فاعترضت ابنتي على ذلك لان هذا سيحرمها هي وأولادها من دخل إضافي يفرج عنهم غلاء المعيشة والحياة... وبدأت علاقتها بزوجها تسوء وبدأ يعتدي عليها بالضرب... وكانت تأتي إلينا كثيرا لتشكو من معاملته السيئة لها ولأولادها وتشكو أيضا من الحالة المعيشية الصعبة التي وصلوا إليها... ولكننا كنا نطالبها بالصبر من اجل أولادها، ولم نعتقد أبدا ان تصل الأمور إلى هذه الدرجة وتهرب ابنتي من بيتها وتتخلى عن أولادها !.. لا أصدق أنها يمكن ان تترك أبناءها بهذه البساطة وتهرب بإرادتها،لأنني أعلم مدى تعلقها بهم وأخشى ان تكون قد تعرضت للخطف أو القتل... لقد توجهت إلى مركز شرطة الحرية أكثر من مرة ولكن بدون جدوى وطرقت أبواب عمليات الكرخ ومديرية شرطة الكرخ ومحافظة بغداد ولكن لم أجد أحدا يهتم بالبحث عن ابنتي... مخاوفي من احتمال ان تكون ابنتي قد تعرضت لجريمة اختطاف أو غرر بها وسلكت طريق الشر !...
معاناتي كبيرة أسمع شائعات كثيرة... جميع العائلة تعيش في دوامة من الهواجس الشيطانية والشائعات التي تحاصرنا... مرة أسمع ان ابنتي شوهدت مع سائق أجرة في الباب الشرقي وذهبت أنا وشقيقها ولم نعثر على شيء... ومرة نسمع أنها تقيم مع امرأة قواده في المشتل نذهب هناك ونسأل ولم نجد جوابا يشفي غليلنا.. لم نترك بابا إلا وطرقناه... ذهبت إلى المحافظات أبحث عنها حتى السحرة لجأت اليهم ومع ذلك لم نصل إلى أي نتيجة... واختتم الأب المسكين كلماته معي قائلا: جئت اليوم إلى الوزارة لتقديم شكوى للسيد الوزير من اجل الاهتمام بالعثور عليها... هل تعتقد أن الوزارة (تسوي شيء) ؟
وأنا أتساءل مع الأب المسكين.. يا وزارة الداخلية... رحمة بدموع هذا الأب المسكين...!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram