من بين الإجراءات الصارمة التي يندر التساهل بها في بريطانيا، محاسبة العوائل التي تقصر تجاه أطفالها تربويا. فإن ثبت ان هناك عائلة تقصر في تربية أولادها لا يتردد القضاء لحظة واحدة بإصدار قرار أخذهم من ذويهم بهدف حمايتهم. تجد الشرطة تنفذ الحكم بالسرعة ذاتها التي تنفذ بها أوامر إلقاء القبض على أي إرهابي وأحيانا أسرع. الأطفال ثروة عالية القيمة ولا يسمح لأحد ان يعبث أو تعبث بها حتى وإن كانت العابثة هي صاحبة الرحم الذي أنجبهم. على راسي.
هذا بالنسبة للمواطن العادي، أما اذا كان الأب أو الأم مسؤولا أو مسؤولة بالدولة، خاصة من وزير فما فوق، فإن سلوك أولادهم السيئ يحيق بهم ويسقطهم من كرسيهم مهما ارتفع. الفكرة: ان من لا يعرف كيف يربي ولده تربية صالحة لا يستحق ان يكون كناسا بالشارع، لا وزيرا أو رئيس وزراء. قطعا أغلبكم يعرف تاتشر المرأة الحديدية - رئيسة وزراء بريطانيا لأحد عشر عاما. لم يكن أمامها رغم "حديديتها" وهي ربما ترادف "جهاديتها" عند ربعنا الذين يخيفوننا بتاريخهم "الجهادي"، غير ان تقدم استقالتها لأن ابنها فاز بمقاولة بناء جامعة في سلطنة عمان. يعني لا نزّل طيارة ولا بهذل ركّاب. هكذا هم الأوادم يعرفون جيدا ان من لا يؤدب ابنه أو يساعده في نيل أي مكسب لا ينفع في بناء دولة تحترم الإنسان.
العراقيون يعرفون هذا، أيضا، في حسهم وحدسهم الشعبيين. فإن بدر تصرف مخزٍ من عائلة بعد ان لاحظوا قبلها سوء تصرف أطفالها، لا يستغربون ذلك، بل يقولون "أخذ فالها من أطفالها". وما شاء الله خوش فال وخوش أطفال تنتجهما "الخضراء". وان أرادوا شتم من يسيء التعامل معهم يصيحون به: "عابت هالتربية النكسة". وإن يئسوا من اعتدال أخلاق شخص ما، يوبخونه بقولهم "مو صوجك، صوج الما عرف يربيك".
كيف يصلح لإدارة شؤون الدولة، من لا يعرف كيف يربي أبناءه؟ أي خير نرتجي من حاكم يمجّد شائنات ابنه "الخوشي" ويصوّر تسليبه للناس، بطولة؟
لا تفهموا من قولي اني أضع الصوج على أولادهم، ولا أقول "صوج الما انطاهم تربية" وادعوه للاستقالة، بل أقول بحسرة وحرقة: مو صوجهم، صوج اللي ينتخب الخلفوهم.
وشخلّف الملعون؟
خذ فالها من أطفالها
[post-views]
نشر في: 11 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
كاظم الأسدي
نعم استاذ هاشم ... صدك مو صوجهم ؟ صوج اللي ينتخبوهم ؟؟ بس هذولي هم مو صوجهم ؟ بل صوج اللي خدعوهم بأسم الطائفة والدين وستثمروا قلة الوعي و مظلوميةاهلهم على مر الزمان ؟؟وجعلو منها المطية اللي يركبوها لتحقيق مآربهم الشيطانية في كل انتخابات !!
خليلو...
لا يخلو تاريخ الاسلام- في عهد طهر يد رجاله وثوبهم - من امثلة صادقة لتماهي الفعل مع العقيدة خلاف ما يتتحقق اليوم لا يغيب عن بالك ما حصل لابن القبطي المصري وابن عمرو بن العاص من طراد بينهما وغلبة ابن القبطي على ابن الامير وصفعته القبطي وهو يصرخ : اتغلبن