اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مرشحات بلا صور ..والجيش و داعش شعارات جديدة لوجوه قديمة

مرشحات بلا صور ..والجيش و داعش شعارات جديدة لوجوه قديمة

نشر في: 11 مارس, 2014: 09:01 م

بسخرية وتهكم هز احد المواطنين يده مرددا وبصوت سمعه جميع الراكبين داخل الحافلة وهو يرى صور المرشحين الجدد (بينوا الجماعة )،وتوالت التعليقات الساخرة من البقية بشأن البوسترات الكبيرة والزاهية والتي تدل وبلا شك على حجم الصرف المادي المبذول من اجل الوصو

بسخرية وتهكم هز احد المواطنين يده مرددا وبصوت سمعه جميع الراكبين داخل الحافلة وهو يرى صور المرشحين الجدد (بينوا الجماعة )
،وتوالت التعليقات الساخرة من البقية بشأن البوسترات الكبيرة والزاهية والتي تدل وبلا شك على حجم الصرف المادي المبذول من اجل الوصول الى كرسي الامتيازات والمكاسب غير المعقولة، مواطن آخر بصوت عال(عمي ما نريد صور خلي يشوفونه برنامج عملهم لخدمة المواطن )،وجاءه الرد بأكثر من صوت (اخونه انته كل عقلك ...يا برنامج ...يا مواطن...المهم الفلوس وحق ربك)،صوت آخر ينطلق بمرارة (المصيبة همه نفسهم... شقدمولنه هاي صار 11 سنه ويردونه ننتخبهم )سائق الحافلة ختم التعليقات بقوله وهو يضحك عاليا(خلص الشته مراح يوزعون بطانيات هسه يوزعون مبردات لو مولدات...افلوس البلد بجيوبهم وبكيفهم يوزعون).

 

استغلال الأحداث الأمنية

المدى طافت شوارع بغداد وتحاورت مع العديد من المواطنين لتتعرف على آراءهم بشأن تلك الصور والشعارات التي رفعت معها.
صور لمرشحين ومرشحات من عدة كتل أخذت تتسيد شوارع بغداد وساحاتها ،وجميعها لا تحمل الرقم الانتخابي للكتل التي ينتمون اليها ،ولا حتى التسلسل الانتخابي للمرشح وانما الأسماء والصور فقط فضلا عن أسماء العشائر التي ينتمون اليها، والأمر الأكثر غرابة ان العديد من العشائر دخلت هذا المشهد من خلال دعمها لمرشحين ينتمون لها دون النظر الى الكفاءة او الخبرة التي يمتلكها لخدمة الوطن والمواطن، والظاهرة الأخرى هي مشهد تمزيق تلك الصور لهذا المرشح او ذاك، وهذا الأمر يعكس سعة الهوة بين الأطراف السياسية حتى تلك التي يضمها تكتل او كيان موحد الى اليوم، البعض اتخذ من الأوضاع الساخنة التي يعيشها البلد عنوانا رئيسيا يزين ملصقه الانتخابي وخاصة الأحداث الجارية في محافظة الأنبار ودعم الجيش العراقي في حربه ضد القاعدة وداعش ،ومساندة القوات الأمنية في تصديها للقوات الإرهابية ،والأمر المثير والمستغرب هو تنافس تلك الصور بظهورها غير المألوف والذي يثير السخرية لكل من شاهدها وجميعها واغلبها هي محاولة لاستجداء وكسب مشاعر الناخب.
برلمان العوائل
في الانتخابات السابقة وفي الحملة الإعلامية التي سبقتها شاهدنا العديد من الإعلانات الدعائية التي تحمل صورة زوج المرشحة وليس صورتها مكتفية بذكر اسمها الثلاثي وعشيرتها وكنيتها (ام فلان)،او صورة نائبة سابقة مع صورة زوجها المرشح(ابو فلان) أيضا وبالتأكيد سيتكرر هذا المشهد مع اقتراب موعد الانتخابات وبداية الحملة الدعائية وبِشأن هذا الموضوع يقول مدرس مادة التاريخ مهند ناجي للمدى ان شر البلية ما يضحك ،مبينا اذا كانت المرشحة تحرم ظهور صورتها على البوستر كيف تحلل لنفسها الامتيازات والمرتبات التي تحصل عليها، وكيف باستطاعتها ان تخدم المواطن بحرية وأمام القنوات الإعلامية، واصفا النائبة السابقة التي تظهر صورتها مع زوجها المرشح الجديد او بالعكس هي تعكس للجميع صورتين متناقضتين تماما ،ان النائبة اما قدمت خدمة كبيرة للشعب وبالتالي هي مطمئنة من نجاح زوجها شعبيا ليشاركها هذه الخدمة الجهادية وهذا بالتأكيد مجانب للحقيقة ،او ان المرتبات والامتيازات هي الدافع وراء ذلك الترشيح وهذه هي الحقيقة ،مما يعني والكلام لناجي ان مجلسنا النيابي سيصبح في المستقبل القريب(برلمان العوائل).
مقاولون وتجار
وعلى الصعيد نفسه يؤكد سائق سيارة الأجرة احمد عبود ان هذه الظاهرة ليست جديدة وقد شاهدناها بصورة واضحة في الانتخابات السابقة ،مبينا ان الأمر سيزداد في الانتخابات القادمة لان القانون التقاعدي الجديد والامتيازات الكبيرة التي يحصلون عليها هي الدافع وراء ذلك وروى لي وهو يضحك قصة البوستر الذي يضم صورتين لمرشحة أحداهما محجبة والأخرى سافرة معلقا عليها بقوله(تريد تضمنها كلها)،مضيفا وبلهجة شعبية ساخرة (عمي هذوله صاروا مقاولين وتجار ميعوفونها بعد)مؤكدا بتلك اللهجة ما مفاده ان على الذي يريد أن يخدم شعبه بصدق ويحمل الروح الوطنية ان يقتدي برسول الرحمة محمد (ص) وبعدالة الخلفاء الراشدين خاصة وان اغلب المرشحين هم الأحزاب الدينية كما يزعمون، موضحا انهم لو كانوا يلتزمون بالدين لأنفقوا المليارات التي يمتلكونها على الناس الفقراء ويقومون بتزويج أبناء العوائل المتعففة من دون علم احد أو درايته ،لا كما يفعل بعض المرشحين الان بنشر صورته مع احد الفقراء وهو يقدم له ظرف يحتوي بعض النقود، مضيفا ان هذا الامر معيب ولا يمت للدين بصلة.
الجيش وداعش والمرشحون
بعض الملصقات استغلت الجيش العراقي والعمليات العسكرية الجارية في المدن الساخنة كما يقول المهندس ناطق عبد القادر، مؤكدا ان بعض المرشحين كتبوا على صورهم يعلن المرشح الفلاني عن مساندته للجيش العراقي في حربه ضد داعش والقاعدة وبوسترات تشير الى صورة مرشح وبجانبه صورة مواطن وجندي يقومون بتمزيق صورة داعش، وهو اعلان واضح لكسب أصوات تلك الشريحة الكبيرة أثناء عملية التصويت الخاص ، وهناك بعض البوسترات كما يشير عبد القادر التي تشير الى تاريخ خروج القوات الأمريكية من العراق في 31/12/2011وعد ذلك الأمر بمثابة الإنجاز لتلك القائمة او ذلك الناخب ،بل ان هناك بعض الناخبين الذين يستخدمون الرموز الدينية على ملصقاتهم على الرغم من ان المرجعية أعلنت وفي اكثر من فتوى وبيان وقوفها على مسافة واحدة مع الجميع من دون دعم اية جهة مطالبة المواطنين بالمشاركة في عملية الانتخابات وحرمت بيع البطاقة الانتخابية، وبين عبد القادر ان تلك الملصقات تنم عن جهل الدعاية الإعلامية الحديثة، وبعضها هي محاولة واضحة ورخيصة لاستغفال المواطنين ،وعد ذلك الأمر بانه مسالة واضحة لسرقة أصوات الناس بطرق غير مشروعة، وتمنى عبد القادر على المواطنين اختيار الأكفأ وعدم الانجرار الى العواطف والمشاعر العاطفية التي او صلت البلد الى هذا الوضع المأساوي بحسب قوله.
المرشحة ام فلان
للأسف ان بعض المرشحين يفتقدون للتسويق الإعلامي الحديث والمتطور والمقنع للمواطن الا ماندر، واغلبهم استخدموا أساليب بدائية باعتقادهم انها ستنطلي على وعي المواطن الذي بات ناضجاً اصبح الى درجة يستطيع منها تمييز الصالح عن الطالح، وأضاف الطبيب ضياء صالح ان بعض الشعارات كتبت بأسلوب عشائري محاولة لكسب ود هذه العشيرة او تلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر كما يقول صالح ان هناك لا فتة من القماش كتب عليها تبارك عشيرة(.....) ابنتها فلانة ابنة فلان(ام ...)لترشحها للانتخابات المقبلة ونناشد جميع أبناء العشيرة وعشائر المحافظة الفلانية ان ينتخبوا(ام فلان)،وهذا الامر بالتاكيد هو نتاج للطائفية والمناطقية التي راهن عليها ساستنا الجدد، مضيفا ان هذا الملصق ترافقه العديد من الملصقات الأخرى لمرشحين ومرشحات جعلوا من العشيرة هي الداعم وليس الكفاءة والخبرة والوطنية، وبشأن سؤالنا له لماذا لم يرشح نفسه للانتخابات ضحكك بألم وهو لست منتميا لاحد وبالتالي عدم الفوز نتيجة مضمونة لي ولغيري من أصحاب الشهادات الذين لا ينتمون لغير عراقيتهم على حد وصفه.
مولدات المرشح
هذا ولم يكتف العديد من المرشحين بنشر صورهم في الشوارع والساحات بل ملأوا بصورهم وشعاراتهم مواقع التواصل الاجتماعي وبنفس الشعارات والدعايات الإعلامية ،والقدماء منهم سعوا بجد واضح الى إعادة صياغة انفسهم بلغة جديدة وشعار آخر وغايته بالتأكيد عدم مفارقة منصب المنافع كما تقول زينة احمد الموظفة في وزارة التربية، التي بينت للمدى ان فيسبوك اصبح بمثابة النعمة لهم هذه الأيام للترويج عن أسماءهم وشعاراتهم الجديدة، مستغربة لعدم وجود اي برنامج عمل لأي مرشح من هولاء، وتجد ان صفحات أقاربهم تعج بصورهم العديدة والمنوعة وكأنهم ممثلون يلتقطون لهم الصور من زوايا مختلفة وفي أماكن متعددة من اجل الشهرة مثل تواجدهم في شارع المتنبي او مقهى الشابندر وفي مأتم لاحد أبناء عشيرته ،مبينة ان الهدايا للمواطنين اليوم بدأت بالمولدات التي طبع عليها اسم المرشح وصورته وقامت بتوزيعها سيارات حكومية، وسنرى في الأيام المقبلة مكرمات أخرى لضمان النجاح في الانتخابات كما تقول احمد.
ماذا يريد المواطن ؟
المواطن حسن هادي صاحب محل لبيع المواد الغذائية يقول ما لفت انتباهي من تلك الشعارات والصور ان احد المرشحين رفع شعاراً على بوستر كبير في شارع السعدون يقول ماذا يريد المواطن؟،هل من المعقول والكلام لهادي ان لا يعرف المرشح ماذا يريد المواطن بعد (11)عاما من التغيير ؟،هل سيكتب برنامجه الانتخابي على ضوء إجابتنا له!،مبينا انه من الغرابة ان يرفع هذا الشعار والمواطن الذي يعاني من جملة من الأزمات يحتاج الى كل شيء من الألف الى الياء ،ومن أولويات طلباتنا هو حفظ الأمن في البلاد، فلا يمر يوم من الأيام الا وهناك تفجير في هذه المدينة او تلك ،فهل يستطيع من لا يعرف بمعاناتنا تحقيق ذلك انا باعتقادي لا اظن ذلك ،لانهم سيتحصنون في منطقتهم الخضراء ويتركون المواطن الى مصيره المجهول بحسب قول هادي.
حافلات نقل مجانية
فاتن علي من مدينة الحرية أكدت للمدى انها شاهدت بأم عينها بعض الحافلات الخاصة بأحد أعضاء مجلس النواب من نوع (كيا)وهي تقوم بنقل المواطنين من ساحة عدن الى مدينة الكاظمية مجانا ،مضيفة ان تلك الحافلات تحمل صورة النائب مع شعارات جميعها تصب بمصلحة المواطن ومنها على سبيل المثال لا الحصر كما تقول المواطنة (هله هله بالعراق)، مضيفة ان هذا النائب الذي هو داخل البرلمان منذ التغيير الى يومنا هذا كان الأولى ان يوجه هذا الشعار الى نفسه وليس للمواطن الذي تحمل طيلة هذه الأعوام وزر فشلهم وأزماتهم التي يختلقوها لإثارة الشارع وعدم استقراره ،متسائلة هل ان تلك الحافلات ستبقى تعمل مجانا بعد نهاية الانتخابات ،وتمنت المواطنة ان ترى أعمالهم الخدمية لهذا الشعب أثناء توليهم المناصب في الفترة الماضية ،وليس هذه الدعايات التي تثير السخرية بحسب قولها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram