الكوميديا في المسرح العالمي والعربي وكذلك السينما تناولت زوجات الرؤساء والوزراء والأمراء ورجال الأعمال الأثرياء من زاوية اتخاذ كل وسائل الحيطة والحذر لمنع اصحاب المعالي والفخامة والجلالة والسمو من الاقتران بامرأة ثانية ، لضمان الانتقال السلمي للمنصب الى ولي العهد ، والحفاظ على ثروة المرحوم المودعة في بنوك خارجية .
المسرح العراقي تناول القضية ، بمسرحية اعدها الفنان يوسف العاني بعنوان "حرم صاحب المعالي" عن نص لمؤلف يوغسلافي ، وكانت الاحداث تدور في مرحلة زمنية بعيدة ، على الرغم من انها موجودة على ارض الواقع في كل زمان ومكان ، واستخدام الماضي ، عادة ما يعتمده الكتاب والفنانون لإرضاء الرقيب ، والتخلص من سيفه المسلط على الرقاب .
كتاب المسرح يعتمدون الصراع في أعمالهم كجزء من البناء الدرامي لمسرحياتهم ،تجسده شخصياتهم باحداث مترابطة وبحوار مختزل ، والكاتب المختص بالكوميديا يقتنص المواقف المضحكة ، فيجعل زوجة المسؤول سليطة اللسان وصراخها يصل الى دول الجوار، تستخدم السحر والشعوذة لمعرفة تحركات الزوج ، وقد ينتهي الفصل الاخير بالقبض على الزوج متلبسا بالجرم المشهود فتنهال على راسه "النعل والمدس" ، ثم يسدل الستار ، وسط ضحكات الجمهور المتعالية على سوء عاقبة ، من استغل المنصب لارضاء نزواته .
للمتخيل الحصة الأكبر في صياغة المسرحية الكوميدية ، والمؤلف يلجأ الى التلميح والإشارة البعيدة في تناول حادثة واقعية ، ليتجنب الخضوع للمساءلة والعدالة والسين والجيم ، ولمنع محاولات التهديد والإحالة للقضاء بتهمة التشهير ، ونسف داره بعبوات محلية الصنع يضعها زبانية وبطانة المسؤول بطل المسرحية في حال فكر الكاتب بنشرها او عرضها على خشبة المسرح .
مؤرخو السيرة الذاتية للمسؤولين، ومحررو مذكراتهم ، يبتعدون عن سرد المواقف والأحداث ذات الطابع الشخصي البحت من قبيل العلاقة الزوجية ، والرغبة في تعدد الزوجات ومغامراتهم النسائية وسفراتهم الى الخارج لإقامة صداقات مع الجنس الناعم ، فمثل هذه المواضيع تندرج ضمن القضايا السرية وتفاصيلها في الصندوق الاسود ، لايسمح بالاطلاع عليها الا بعد حصول الكوارث والنكبات، وبرغم الحيطة والحذر والتكتم الشديد لمنع تسرب بعض التفاصيل ، تدخل مخيلة الكاتب الدرامي لتعيد ترتيب الاحداث من جديد لفضح صاحب المعالي بفصول كوميدية ، تبدأ من لحظة تكليف الزوجة احد عناصر حماية المسؤول باخبارها عن تحركاته في منزله الواقع في مدينة اخرى خارج مكان اقامته ، ثم الانتقال الى مشهد اخر لتصوير حالة غضب الزوجة واستعدادها للمواجهة ، بعد ان حصلت على دليل الاثبات الأكيد، بان الزوج اصطحب امرأة ليقضي عطلته في مكان بعيدعن الانظار ، ومع تصاعد الاحداث ، يكون المشهد الاخير في مكان "وقوع الجريمة" فتتهيأ الزوجة لاستخدام النعال ، السلاح التقليدي المفضل لدى النساء، لتبدأ لحظة الشروع بالصولة، وينتهي المشهد بعقد مؤتمر صحفي للشفية يكشف فيه تعرضه لمحاولة اغتيال متهما الارهابيين بالوقوف وراء تنفيذ الحادث ، ثم يسدل الستار .
مداس حرم المسؤول
[post-views]
نشر في: 11 مارس, 2014: 09:01 م