مفردات العمل الأولمبي المقترحة في منهاج رئيس اتحاد كرة السلة حسين العميدي الذي انفرد به من دون بقية المرشحين لانتخابات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية (2014-2018) لم تأت بهدف الترويج لنفسه مثلما فسّره بعض الزملاء في تبريرهم عدم نشره في صحفهم، بل التزاماً أخلاقياً ومسؤولاً من العميدي نفسه تجاه مصلحة الرياضة العراقية التي لم يتقدم أي من اللاهثين على مناصبها القيادية بأية مسودة مشروع أو رسالة صادقة تبيّن رؤاه المستقبلية لواقع المكتب التنفيذي وما تتطلبه المرحلة القادمة من ضوابط صارمة ولوائح مشددة تقطع الطريق على المتكاسلين وهادري المال العام وتهيئ لكتابة قانون أولمبي ينظم العلاقة داخل منظومة الرياضة ويحدد أحكام الارتقاء بها بموجب مواد قانونية فاعلة وليس من بُنات خيال المستفيد.
ما تم طرحه في منهاج العميدي العام وليس الشخصي كما ذكرت ، انه ركز على الدور الرقابي لكل عضو تنفيذي وتعهد أمام وسائل الإعلام بإفشاء أية معلومة تفضح تخاذل وتقاعس المعنيين في مهمتهم أو تعمدهم في تأخير انجاز القانون والتلكؤ في الواجبات الموكلة إليهم والتي تعيق تقدم المنتخبات والأبطال إلى الأمام ، وهي مصارحة مهمة ترتقي إلى الإيثار الوطني وسيكون العميدي أول من يُحاسَب في حال عدم وضع وسائل الإعلام بالصورة الحقيقية لأية انتكاسة رياضية تنال من سمعة البلد أو تمييع قرار يدفع الضرر عن عضو تنفيذي قصّر اتحاده في تمثيل خارجي ، أو خرق مالي خارج حدود الصلاحية وما يمكن أن ينطوي من فساد غير منظور.
وعلى مستوى القاعدة وتنشئة الجيل الجديد، ربما أثار العميدي نقطة مهمة بتنبيهه على ضرورة إرساء أسس علمية بين إدارة مدرسة البطل الأولمبي والاتحادات الرياضية لاسيما ما يتعلق بأعمار اللاعبين وكيفية تنظيم شؤونهم حتى يشتد عودهم، وهنا أرى ضرورة إعادة النظر في تركيبة المدرسة إدارياً وفنياً لجعلها مركزاً مساوياً لقيمة الصرح العالمي (اسباير) في قطر وجمع مدارس كرة القدم والعاب القوى وغيرهما في هذه المدرسة لتكون معقلاً كبيراً للرياضي البطل برعاية حكومية خاصة من ناحية المال وإشراف فني حثيث من خبراء متخصصين تكون المدرسة محكّاً مباشراً لهم لمقارنة نتائجهم سنوياً مع حصاد المنتخبات من الأبطال لتمثيل العراق على أساس المنافسة لا الحضور.
ونأمل أن تبقى العلاقة بين عمومية الأولمبية وتنفيذيها قائمة على جسر آمن يقود الرياضة العراقية إلى ضفة الانجاز، فما حصل في انتخابات الاتحادات المركزية من تدافع معيب ومفضوح لإزاحة الأكفاء وتهميش الأبطال ورمي الناجحين بتهمٍ ظالمة وتلاسن وقح لمستمرئي التنكيل والتهديد ، لا يبشر بدورة أولمبية مستقرة ، وهنا يتحتم على التنفيذي المقبل احتواء جميع الإرهاصات واتخاذ القرارات بحيادٍ تام بعيداً عن الموالاة للعبة ما أو شخص يتمتع بنفوذ من خارج العمل الرياضي!
في مسألة الميزانية الخاصة بالأولمبية ، لا اتفق مع العميدي في مسعاه من اجل زيادتها ما لم تكن هناك دراسة تفصيلية شاملة تعلَن عبر وسائل الإعلام وتكون بمثابة فرصة للمراجعة والمجاهرة عن أي الاتحادات الأكثر هدراً لتخصيصاتها والأقل مردوداً في النتائج ، مثلما نريد أن تكون خلاصة الدراسة تلك بمثابة رداً مقنعاً لتساؤل منطقي سبق أن طرحه الخبير الرياضي د.باسل عبد المهدي عبر (المدى) " ألا ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻟﻜﻢ أﻳﻦ ذهب ﻣﺒﻠﻎ 55 مليار دﻳﻨﺎر ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺮرة ﻟﻌﺎم واﺣﺪ ﻓﻘﻂ وليست ﻷرﺑﻌﺔ أﻋﻮام ﺗﺠﺎوزت ﻣﺒﺎﻟﻐها ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ اﻟﺮﺳﻤية ووزارة اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ واﻟﻤﺼﺎدر اﻷﺧﺮى أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٢٠٠ ﻣﻠيار دﻳﻨﺎر، ﻣﺎذا ﻛﺴﺐ اﻟﻌﺮاق ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻜﻢ اﻟﻤﺨيبة، وﻣﺎ ﺣﺼيلة ميدالياتكم ﻓﻲ دورات ﻋﺮﺑية وﻗﺎرﻳﺔ ليتم اﻧﺘﺨﺎﺑﻜﻢ ﺛﺎﻧية ؟ ".
منهاج أخلاقي
[post-views]
نشر في: 12 مارس, 2014: 09:01 م