اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > فنادق بغداد الكبرى تبحث عن نزلاء

فنادق بغداد الكبرى تبحث عن نزلاء

نشر في: 12 مارس, 2014: 09:01 م

في صالة الاستقبال لواحد من فنادق الدرجة الممتازة في بغداد  جلس " محمود " وراء مكتبه  وعلى وجهه علامات الضيق  والضجر من ندرة الزبائن  ما ان شاهدنا حتى نهض ليعرض   خدماته متصورا في بداية الأمر أننا نبحث عن غرفة او " سويت "

في صالة الاستقبال لواحد من فنادق الدرجة الممتازة في بغداد  جلس " محمود " وراء مكتبه  وعلى وجهه علامات الضيق  والضجر من ندرة الزبائن  ما ان شاهدنا حتى نهض ليعرض   خدماته متصورا في بداية الأمر أننا نبحث عن غرفة او " سويت " قائلاً''  الخدمة لدينا ممتازة جدا وهناك صالة للسهرات " شكرناه ونحن نبادره بالسؤال : يبدو ان الفندق يعاني من شحة النزلاء ، أجاب وهو يبتسم : " للأسف
تحولت الفنادق الكبرى في بغداد مثل فندق الشيراتون والميريديان  التي كانت تعج بالنزلاء  إلى فنادق للأشباح ، حيث أصبحت تعاني من البطالة ، وسط غياب اي دعم للسياحة الفندقية ، وبرغم مرور فترة طويلة على عمليات إعادة تأهيل هذه الفنادق التي كلفت ملايين الدولارات   إلا أن الظاهرة المؤسفة هي ان  النسبة التشغيلية لهذه الفنادق لم تتجاوز الـ 10%  .
مطاعم خالية
أكد محمود بمرارة أن  هذه الفنادق  كانت تمتلئ بالنزلاء ، وكافترياتها لا تخلو من الزبائن  والعمل قبل 2003 كان جيدا" ،تركنا محمود لنتوجه الى احد الـ" كافيهات " التى كانت شبه خالية، حيث تحدث لنا الموظف المسؤول عنها  قائلا :  أن الفنادق تأثرت كثيرا  مثل جميع  الأماكن السياحية في العراق ، مشيراً إلى أن معظم المطاعم والكافيهيات خالية ، مضيفاً السياح كانوا يتوافدون الى هذه الفنادق  وخصوصا أصحاب الشركات التي كانت تعمل في بغداد ، أما الآن فنادراً ما يأتي احد  وحتى أفواج السياحة الدينية يذهب أصحابها الى فنادق من الدرجة الثانية والثالثة بسبب رخص الأسعار .
بغداد خسرت السياحة
وبعد الجولة في عدد من فنادق الدرجة الأولى توجهنا بتساؤلاتنا ومشاهداتنا إلى السيد  أنطوان ساخون المدير العام لفندق كرستال عشتار (شيراتون سابقاً ) الذي اختصر الأمر بجملة مؤثرة تصلح لان تكون عنوانا لهذا الاستطلاع حيث قال : بغداد ليست مقصدا سياحيا حالياُ مبينا لـ  المدى :  ان بغداد خسرت السياحة بسبب الظروف الأمنية والسياسية ونحن نعمل في هذه الأوقات  وفق ألية إدارة الأزمات من اجل المحافظة على الوضع العام للفندق من ناحية الكادر العامل ونوعيته وطبيعة الخدمات كون الوضع استثنائي ولا توجد أرباح تذكر اذ هناك  عزوف واضح حتي في المشاركات الرسمية كما حصل مؤخرا  في مؤتمر معرض الدفاع والمعرض الأخير الذى أقيم في معرض بغداد حيث  كان الغياب واضحاً للوفود والشركات التي كانت تعتزم المشاركة في هذه الأنشطة .
100 مليون دينار نفقات شراء الوقود
ساخون أشار الى كثير من المشاكل يعاني منها قطاع الفنادق المعروفة في بغداد  منها علي سبيل المثال عدم الحصول  على الحصة المقررة من التيار الكهربائي الوطنية  وهذا بطبيعة الحال يتطلب شراء كميات كبيرة من مادة الكاز لتشغيل أجهزة الفندق وبالأخص أجهزة التدفئة والتبريد حيث يدفع الفندق أكثر من 100 مليون دينار شهرياً لشراء مادة الكاز . وأضاف أن الإقامة في الفندق وطبيعة الأسعار متحركة وليست ثابتة بسبب الوضع الحالي ونحن نجري تخفيضات مستمرة بهذا الخصوص . كاشفاً أن معظم الفنادق تعتمد على المؤتمرات التي تقيمها الوزرات وورشات العمل والندوات التي تنظمها المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية .
نسبة السكن لا تتجاوز 10%
كمال المعيني  موظف في فندق المنصور يشير ل( المدى ) أن أسباب اعتمادية الفنادق على المؤتمرات وورشات العمل التي تقيمها الوزارات والمنظمات الدولية العاملة في العراق، يأتي بسبب عدم وجود أفواج سياحية  لان السياحة غير موجودة، كما ان الظرف الأمني يؤثر على القطاع الفندقي لذلك اغلب هذه الفنادق تسدد مصاريفها مقابل أرباح تكاد تكون شبه منعدمة، ويوضح ان السكن في هذه الفنادق لا يتعدى 10%.
المعيني أشار الى وجود تباين وانتقائية في التعامل من قبل الدولة مع الفنادق، مشيرا الى ان فندق الرشيد مثلا يحظى بدعم حكومي كامل وان الدولة مستنفرة لجميع طاقاتها في مجال دعم هذا الفندق ومنها عملية تأمينه بالتالي نجد اغلب الوفود الرسمية تفضل هذا الفندق.
الاستعانة بالخبرات العالمية
الخبير الاقتصادي الدكتور سعد محمد وهو عميد سابق لكلية الإدارة والاقتصاد يشير ل( المدى )  ان تأهيل الفنادق يحتاج الى خطة متكاملة  لان سبب تدهور حال الفنادق لا يتعلق بالوضع الأمني فحسب بل ان هناك مجموعة من العوامل منها الإدارات والعاملون في هذا المجال إضافة الى البنى التحتية المتهالكة وان كانت الحكومة جادة بإعادة تأهيل هذا القطاع عليها ان تعتمد خطة متكاملة وتطبق فيها عدة مسارات أهمها توفير ملاك علمي متخصص ،أما عن الاستثمار في هذا المجال فيؤكد ان هناك عوائق متعددة تعيق الاستثمار منها  القوانين التي تعد عائقا كبيرا أمام أية عملية استثمار، ومن الخطأ ان تركز الحكومة على نوع واحد من السياحة، فنجدها تركز اهتمامها على السياحة الدينية في حين تهمل بقية أنواع الأنشطة السياحية الأخرى فعلى الدولة ان توجه اهتمامها بالقدر نفسه الى جميع الأنشطة
 السياحية.
الخروج من التصنيف العالمي
عبلة رزاق موظفة في هيئة السياحة تعمل في المجال الفندقي منذ 20 عاماً تشير ل( المدى ) أن  قطاع الفنادق معلم حضاري للدول وان الكثير من الدول عادة ما تعرف بفنادقها التي تعد معلماً من معالمها مثل فندق برج العرب في دبي إما فنادق الخمس نجوم التي تأسست في مطلع ثمانينيات القرن الماضي حيث كان من المفترض عقد مؤتمر دول عدم الانحياز الا ان الدخول في حروب متكررة والحصار حال دون ذلك، وكان مستوى هذه الفنادق جيداً لأنها كانت تلتزم بالمعايير الدولية التي تحددها علامتها التجارية (شيراتون ومريديان وميليا) وهي تصنيف عالمي، وبعد عام 1990 تم إخراج هذه الفنادق من سلسلة التصنيف العالمي وبدأ التدهور على جميع الأصعدة الى ان وصلت نسب الإشغال الى 10% أو اقل.
ضرورة القطاع الفندقي
 المهندس المعماري محمد عباس العامري يشير لـ( المدى ) أنه يمكن ان نرى مستقبل العمل الفندقي في العراق مزدهرا حيث المفروض أن يكون العراق بلدا سياحيا من جانبين ، السياحة الدينية وسياحة الآثار الموجودة فيه والمعالم الحضارية، ويجب ان تشرع قوانين جديدة من قبل مجلس النواب وتفعيلها من قبل السلطة التنفيذية ،منها حماية السائح وتسهيل عملية  دخوله للبلد، و يجب ان تعمل المصارف والبنوك على إدخال العملات بالمنظومة المصرفية المتطورة وأن نبدأ باستخدام البطاقات الإلكترونية بالدفع المالي حتى نسهل التعامل النقدي للسائح ”الفيزا كارد”
الاستثناء من القطع المبرمج
وان تكون الفنادق على خط كهربائي مستثنى من الانقطاع المبرمج او غير المبرمج، والعمل على القضاء على معاناة أغلب الفنادق سواء الخمس نجوم او الأربعة و الفنادق  الشقق السكنية المعروفة فعلاً في المحافظات ومنها بغداد من انقطاع التيار الكهربائي وقلة تجهيز الطاقة وتذبذبها لدرجة أنها قد لا تكفي لتشغيل بعض المنظومات الضخمة للتكييف ،لأنها تحتاج الى طاقة كهربائية عالية، فهذا الخلل في المنظومة الكهربائية اثر بشكل سلبي على وضع الفنادق وعلى راحة الزبائن فعندما ينقطع التيار الكهربائي اكثر من عشر ساعات في اليوم سوف يشعر الزبون بعدم الراحة، ورفد الفنادق باحتياجاتها ودعمها ماديا من خلال القروض او تسهيل استيراد الأجهزة والمعدات الفندقية.
العراق من بين المؤسسين wto
تأسست أول منظمة للتنسيق والتعاون في مجلس السفر في الدول الأوروبية منذ سنوات طوال ضمت في عضويتها الأجهزة الرسمية المعنية بالسفر والسياحة تحت اسم الاتحاد الدولي لمنظمات السفر الرسمية أطلق عليها اختصارا (الايوتو) وكان العراق سباقا في الانتماء لهذا الاتحاد منذ نحو نصف قرن لما حباه الله من ثروات سياحية هائلة وفريدة وقد تحولت هذه المنظمة الى ما يعرف الآن بمنظمة السياحة العالمية (WTO) وكان العراق من بين المؤسسين لها في 1975.
أما في مجال السياحة العربية فقد كان العراق عضوا في الاتحاد العربي للسياحة ومؤسسا لمنظمة السياحة العربية ومجلس وزراء السياحة العرب وله الكثير من الاتفاقيات السياحية مع الدول العربية والآسيوية والأفريقية من اجل التنسيق والتعاون لتنشيط الحركة السياحية في العراق. السياحة: شركات عالمية قدمت عروضا للاستثمار
مصدر في هيئة السياحة أشار لـ ( المدى )  أن هناك رغبة لدخول العديد من  الشركات التي تحمل ماركات عالمية  للعمل في العراق باعتبار  ان القطاع الفندقي  يعد فرصة مناسبة لبدء هذه الشركات في إنعاش استثماراتها. وقد قدم العراق لها تسهيلات كثيرة وفعلا قدمت بعضها طلبات للاستثمار، المصدر أوضح ان  الطلبات تركزت في المدن ذات الطابع الديني مثل كربلاء، والنجف، ومنطقة الكاظمية في بغداد فقد تدفقت إليها رؤوس أموال خليجية وأجنبية ضخمة جدا، وتعود أغلب فنادقها لمستثمرين من البحرين وإيران والكويت وحتى من الهند وباكستان وغيرها، وبناء الفنادق حاليا يعد من بين أكثر القطاعات ربحية لكثرة عدد الزوار الأجانب لهذه المناطق. لكن الظروف المعروفة في البلد ومنها المشاكل الأمنية كانت سبباً لتأجيل تنفيذ تلك المشاريع فيما باشرت بعض الشركات بمشاريع  خصوصاً في محافظة كربلاء المقدسة كونها من الأماكن التي تزدهر فيها السياحة الدينية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الدكتور فرات العطية

    يا سياحة و يا فنادق رحمة لوالديك، هو بقه بلد حتى تبقى سياحة؟ المعممون و رجال الدين الفاسقين دمروا كل شئ حلو في العراق و أنهوا أي مسيرة تقدمية في هذا البلد و هدموا أسس التطور و البناء و الثقافة. السرطان الذي جاء به المعممون هو الأيدز الذي ضرب العراق فحكم ع

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram