كأن كل المأثورات والمفاهيم الأخلاقية المألوفة٫ انقلب عاليها سافلها… فلم يعد العدل أساس الملك، ولا.. قل الحق ولو على نفسك.
تباهى المستقيم باعوجاجه. واسود الأبيض ولم يستح من سواده. فلا عجب أن تنقلب المقولة العميقة الدلالة: الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون، لتصبح: الأبناء يأكلون الحصرم والآباء يضرسون !!
السلطة مفسدة وغواية وغبش رؤية وعمى الوان . حكمة جهر بها الفلاسفة منذ القدم ، ونطق بها سقراط وهو يتجرع السم ويتجاهل كل فرص الهرب .
السلطة شهوة دونية لا تعرف الإشباع ، وهي جنون يتملك القاعد على جمرتها ، حد الانتشاء.
دعكم من جنون السلطة الذي تحكم بنيرون الطاغية الذي أحرق روما وصعد لأعلى برج يتفرج على النيران تلتهم معالم الحضارة الرومانية، يبكي تارة ويضحك تارة .
دعكم من هوى الانفراد بالسلطة الذي لأخذ بمجامع فؤاد الخليفة المأمون — مؤسس وراعي مكتبة الحكمة الجامعة ، والذي يعتبر شمسا في سماوات الحضارة العربية الإسلامية. هو ذات المآمون الذي ارتضى أن يجيئوا له براس أخيه الأمين شاخبا بالدم، محمولا على صينية من فضة !
(أذكر الواقعة بتحفظ شديد على مبلغ صحتها رغم ورودها في اكثر من مصدر).
السلطة — سيما المطلقة —وباء يصيب حامل الصولجان . وحاشيته واولاده .
لم يستدرج (حسني مبارك) لقفص الاتهام غير افراد عائلته ونفر من مقربيه٫ بعد أن فاحت روائح التجاوزات والاستحواذ والرغبة باستئثار السلطة حدودها المعقولة!!
ولم يعجل بنهاية القذافي غير فضائح أولاده في داخل ليبيا وخارجها، ولماذا ننسى القصص الفاجعة التي ألصقت بعدي، والذي — ويا للعجب - لم تحد من تجاوزاته سطوة الاب ولا جبروته.
لماذا يلجمون الفرس قبل اعتلائها؟؟ للإمساك بزمامها و للحد من جموحها، والتحكم في مسيرها ،،
يتابع العراقيون - باهتمام - أخبار اولاد المسؤولين في العراق ليس اولهم (أحمد المالكي) وليس آخرهم ( مهدي العامري) ، مشفقين على الآباء ،،، المساكين الذين انقلبت بين أيديهم المعادلة، لأن أولادهم هم من يستطيبون اكل الحصرم، والآباء رغما عن إرادتهم …… ….يضرسون .
الأبناء يأكلون الحصرم والآباء يضرسون
[post-views]
نشر في: 12 مارس, 2014: 09:01 م