تتسع دائرة المناكفات والردود على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك بيانات الاحتجاج على محاولة إمرار قانون الأحوال الشخصية الجعفري، ثم ما نُسِبَ الى الشيخ اليعقوبي، زعيم حزب الفضيلة، من تعريض بشرف نساء عراقياتٍ، كلهن معروفات بنصاعة تاريخهن الوطني، وشرف ا
تتسع دائرة المناكفات والردود على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك بيانات الاحتجاج على محاولة إمرار قانون الأحوال الشخصية الجعفري، ثم ما نُسِبَ الى الشيخ اليعقوبي، زعيم حزب الفضيلة، من تعريض بشرف نساء عراقياتٍ، كلهن معروفات بنصاعة تاريخهن الوطني، وشرف العمل من اجل رِفعة وطنهن، واستنهاض شعبهن، والذود عن "حياء المجتمع" وتنظيفه من اللصوص والقتلة وأزلام النظام المستبد، المتسللين والمستظلين، بلا حياء، تحت لافتات سياسية وطائفية باتت مكشوفة.
وأود قبل كل شيء، ان أقول، متمنياً ان يكون قولي صائباً، ان متابعتي لسيرة الشيخ اليعقوبي السياسية طوال وجودنا في منافينا القسرية، لم يعلق من ذكرياتها، ما يسيء اليه أو يؤسس الى ما صار يُنسب اليه من أقوال او فتاوى تجرح وتُسيء وترجم بالغيب بما يخدشُ الحياء العام.
وقد ترددت في التعليق على ما نُسب اليه، ضد المثقفين العراقيين، أثناء الحملة الهولاكية على المجتمع المدني، تحت لافتة "إيمانية زائفة" كان القصد من ورائها تحويل بغداد الى "قندهار"، وتدجين مواطنيها، رغماً عن إرادتهم، وإرسالهم الى "معسكرات تأهيلٍ وتثقيفٍ" بالقيم المتهرئة، التي حاولت ان تجرد الشعب الأفغاني من هويته "الاسلامية" السمحة، وتلغي انسانيته.
ولأنني اعرف الشيخ اليعقوبي، عبر سنوات العمل المعارض في الخارج، وأتابع سيرته، ودعواته لأنصاره بالتزام "عِفَّة" اللسان، وحُسن الأخلاق، فصعبٌ علي ان يأتيني مثقفٌ، بقولٍ فاحشٍ مثل "المثقف يبول على زميله المثقف وهو في حالة سكر"، ويُنسَبُ هذا القول الى سماحة الشيخ اليعقوبي، وهو يدرك ان الله ورسوله وأولياءه، حرموا التنابز بفاحش الكلام، لان المسلم اولاً من "سلم الناس من يده ولسانه"!
والشيخ اليعقوبي، ليس رجل دينٍ فقط، بل سياسيٌ، أسس حزباً في المعارضة، وخاض غمار الصراعات التي دارت بين أطرافها، وداخل تنظيمات التيار الاسلامي الشيعي، قبل ما كان يدور بين تنظيمات التيار، واحزاب المعارضة الوطنية، العلمانية والليبرالية، القومية واليسارية. وطوال تلك الصراعات، لم اسمع منه او نقلاً عنه، تعريضاً بحزبٍ او طائفةٍ او شخصية معارضة، ما يخدش الحياء او يجرح او يُكّفر. فلابد انه لا ينطلق في سلوكه من القيم الدينية فحسب، بل يأخذ بالاعتبار لزوم ما يلزم في السياسة ايضاً، من ضرورات احترام الرأي الآخر، والإبقاء على مسافة مع الجميع، ما دام معنياً بالشأن العام، ويتطلع الى دورٍ في الحياة السياسية، والإسهام في رسم مستقبل افضل للعراق.
وكيف لي أن أصدّق ان الشيخ، الساكن في جوار ضريح الإمام علي صاحب "نهج البلاغة"، يسبُّ نساءً "محصنات" فيهن من آل بيته، محجبات، يقمن بفروض الاسلام، ويتهمهن بـ "الشذوذ"، والدعوة الى "تعدد الأزواج"، والشيخ اعلمُ مني بما جاء في القرآن الكريم، من نهي عن سبِّ المشركين، اذ يقول "لا تسبّوا المشركين، فيسبّوا الله عدواً"، فكيف اذا كان السب ينال من حشمة مسلمات او حتى مسيحيات لم يعرف عنهن مظهر هتكٍ او إخلال بالأخلاق، وهن يحظين باحترام المجتمع والأوساط السياسية ايضاً. وكيف لي ان اصدق ما يُنسب الى الشيخ اليعقوبي من سبابٍ وهو يعرف ان الرسول الكريم نهى عنه اذ يقول "لا تكونوا سبّابين"؟!
كان الشيخ اليعقوبي في المعارضة داعية، كما يُنقل عنه، الى الوحدة الوطنية، والتحام الصفوف، في مواجهة الدكتاتورية والاستبداد، حتى انه من بين السياسيين الاسلاميين الذين لم يكونوا ممانعين في العمل المشترك مع الشيوعيين والحزب الشيوعي، وربما كان يتعفف عن مصافحة البعثيين والقبول بالعمل معهم، فكيف لي ان اصدق انه يغض النظر عن متسللين في صفوف حزبه من البعثيين السابقين، وهو الذي أمر بإبعاد احد القياديين بعد انكشاف ارتباطه السابق مع البعث؟
ولست في معرض الدفاع عن سيرته، وهو الذي قيل عنه انه كان وراء إبعاد العناصر المشتبه بضلوعهم في الفساد في حملة تطهيرٍ بعد ما انتشر في البصرة من اشاعاتٍ وادعاءاتٍ طالت من كان يدعي الانتماء لتياره السياسي.
ان الشيخ اليعقوبي الذي يواصل الدراسة والتدريس في النجف الأشرف، سعياً للتصدي لما تقوم به مرجعية دينية، هو اخبر منا بأمر دينه، وما يسمح به، ويعرف ما جاء به القران الكريم من آيات بيّناتٍ حول المحصنات:
بسم الله الرحمن الرحيم:
- "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء، فاجلدوهم"
- "ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعِنوا"
- "خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين".
أما الإمام على فأية بلاغة إيمانية تفوق قوله:
- "اني أكره لكم ان تكونوا سبّابين".
- "لا يستقيم إيمان عبد، حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، فمن استطاع منكم ان يلقى الله تعالى وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم، سليم اللسان من أعراضهم، فليفعل".
وقد ذُهلت من الخطوة الانتخابية التي تعجل فيها السيد وزير العدل بتقديم مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري، في الوقت الذي ينال الشعب والوطن الوان المرارة، وتتراكم عليهما البلايا من كل صوب.
وكان حريّاً به ان يتصدى للمفاسد التي تحيطنا من كل صوب، وان يبادر الى طرح برنامج عمل يستهدف المفاسد والنهب وتدمير ما بقي من حطام الدولة الفاشلة، واستحداث صندوق ضمان يقي الأرامل وبنات الشهداء والعاطلات عن العمل المحصنات من الجوع والفاقة والعوز، وما قد يدفع البعض منهن الى دروبٍ تنال من حصانتهن، وحرمات ايمانهن.
لقد تذكرت وانا أتابع السجال حول القانون الجعفري، زواج احدى قريباتي ونحن في المنفى، وفوجئت، ورجل الدين ينهي عقد الزواج بسؤالها عبر وكيلها: هل توافقين على فلان زوجاً؟ اجابت: "نعم".
ثم سؤال وكيل الخاطب: هل تقبلها زوجة؟ فأجاب "نعم".
ثم انتهى الأمر.
صُعقت وسألت السيد القادم من حوزات السيدة زينب: هل هذا كل شيء؟ قال نعم. وهل ان مراسيم الزواج على المذهب السُني هي ذاتها؟ قال نعم، وأضاف ان الإسلام دين يُسرٍ، فمع انتشار وسائل الاتصال الإلكتروني، يمكن ان يتم التعاقد برسالة الكترونية وشهود..!
اذاً على ماذا نتصايح؟ إلا اذا كان الأمر يتعلق بهتك عرض طفلة لم تبلغ سن الرشد، او توكيد قيم تَحجر على حق المرأة باسم الإسلام، وتستعبدها، وتهين كرامتها، وتجردها من انسانيتها، وكل هذا من البدع التي لا علاقة لها بالإسلام والمِلّة، او انها مركب فتنة طائفية جديدة!
جميع التعليقات 24
ابو سعد
الوطن خربان لاكثر من نصف قرن ولم يزل والدليل على خرابه يساريا عراقيامشهود له يحاول جاهدا ان يذكر رجل الدين بما قاله سبحانه ورسوله الكريم (ص) في حين رجل الدين يعمل ما بوسعه من اجل تخريب البنيه التحتيه لعقلية المواطن العراقي ليزيدها خرابا اكثر من خراب الزطن
مواطن حر
يا اخي اليعقوبي قبل فترة قليلة وصف السيد السيستاني بالفرعون ولطالما يثقف اتباعه على انتقاد المرجعية والنيل منها فلا تستغرب ان يصف هؤلاء النساء بهذا الوصف ولا تغرك سفسطات الكلام لانه يدّعي المرجعية والاجتهاد بالباطل لانه بنظر جميع العلماء غير مجتهد وان الس
أبوأثير
هؤلاء سيدي الفاضل فارغون ومن دون قيمة تذكر فأولى بهم أن يتابعوا مريديهم في السلطة والحكومة ويحاسبوهم على ما أقترفت أياديهم من سرقة المال العام لا أن يتدخلوا في قوانين وضعت منذ مئات السنين والله المستعان
ابو احمد
التهويل الاعلامي والاصوات النااشزة عادة تكون عقبة كأود في طريق الاصلاح و التغير اذا اصتدمت المصالح والاهواء وارى ان القانون المختلف عليه ليس فيه اجحاف او ظلم للمراة بل العكس سيعطيها قيمتها واعتبارها الحقيقي وهذا ما اراده الله للمراة. بما لها كرامة وقدسية
د. سمير بغدادي
تحية طيبة أن هذا القانون ينقض نصوص دستورية ، لا اريد أن أناقش القانون ففيه ثغرات هائلة وعديدة ، ولكن هناك فقرة مهمة تجعل من المسيحية والصابيئة واليزيدية عاهرة بالقانون ورغما ً عنها . وأن شهادة ( الكتابية ) لا يؤخذ بها ! والمرأة المسلمة متعة جنسية لا غير
رياض
السيد فخري كريم يحاول خلط الماء بالزيت.... مجاهدا في تصحيح هفوات اليعقوبي التي لم تك يوما هفوات بل هي نهج لقوى ظلامية ومتخلفة .... حزب الفضيلة لا فضيلة فيه ... لقد استباحت قوى الظلام سابقا وحاليا البلاد واحالتها الى زريبة للحيوانات المتوحشة ... فسادا ون
ابوجعفر
الى المواطن ( الحر )؟!!!! لم اعرف ان هناك مرجعا بهذا الاسم حتى نرجع اليه بتقييم المراجع الاخرين ام ان جنابك من اهل الخبرة فاخبرنا بذلك .. وانت تعلم وانا على يقين ان اتباع المرجع اليعقوبي اجل واكرم من التعدي على اي شخص مهما كان لا لشيء الا لان مرجعنا اليعق
ابوجعفر
الاخ ابو اثير اتحداك ان تذكر واحدا من مريدينا في السلطة ثبت عليه شيء من السرقة ولكن كلامك جهد العاجز اما القوانين التي وضعت من مئات السنين فانا نريد استبدالها بقانون السماء او قانون الله الذي تستعين به وللمعلومة فانها لم تو ضع من مئات السنين ولكنه قانون و
ابوجعفر
د سمير فقط اقول اقرا مادة واحد واربعين في الدستور .. وبعدها اخبرنا ماهي المواد التي ينقضها في الدستور لا ان تسطر بلا دليل..اما الثغرات الهائلة التي اثبتها جنابك فاعطنا واحدة منها ونحن بخدمتك ومادامت لك هذه الاهلية فقدم مقترحاتك لتعديل القانون ان كانت هناك
محمد الكربلائي
نحن اغلبية ونريد تطبيق شرع الله والامام جعفر الصادق في العراق والشيخ اليعقوبي مرجع شيعي عادل والإسلام هو الذي يصون المرأة ويجعلها درة
ابو الحسن الاسماعيلي
المقال يحتوى على كثير من المغالطات .. سماحة الشيخ اليعقوبي لم يمس اي امراة من العلويات الشريفات , والقانون الجعفري كتب وفق فقه اهل البيت ومن الرسائل العملية ل(الخوئي والصدر والسيستاني ) في حين ان رأي سماحة الشيخ في الفتاة هو (13) سنة لكي تبلغ .. وعلى الاس
رشيد البديري
السلام عليكم علينا أيها الأخوة ان نتجرد من بعض الخلفيات والتوجهات من خلال نقد المواضيع او التعليق عليها وان الأخ فخري كريم أراد ان يوصل فكرة بطريقة واضح فيها النقد غير البناء مع هذا لم يتجرأ بالتجاوز كما فعل بعض المعلقين وانا هنا ادخل بالموضوع ؛ اولا اطلب
هشام الشمري
الاخ الناشر احب ان اوضح بعض امور بنقاط وردت في مقالتك فاسمعها مني 1- ان سماحة الشيخ ﻻ يحتاج الى شهادة من احد تثبت حسن اخلاقه وكريم طباعه التي يعرفها القاصي والداني ويكفيك انه تعرض لشتا انواع السب والشتائم طوال فترة عشرة سنوات ولم يرد على اي احد ولم يتعرض
محمد
ابو سعد والاخ مواطن حر والاخ ابو اثيروالاخ سمير بغدادي والاخ رياض على ما اعتقد انتم لا تحترمون عقولكم .
محمد
السلام عليكم ... القانون الجعفري هو مشهور اراء علماء الشيعة وهذه الاحكام ماخوذة من القراءن والحديث النبوي ونحن نريد هذا القانون يحكمنا وهي حرية ضمنها الدستور لنا فمالكم وايانا اما في مايخص الادباء عشرت البعض منهم اكثرهم بشربون الخمر ومن يشرب فجزء كبير من
ماهر
كلام جميل من الاستاذ فخري كريم .. وانا اقترح ان يتم تشكيل مجموعة من دعاة المدنية والليبرالية لتناقش الامر بروية وهدوء مع السيد حسن الشمري , او مع سماحة الشيخ محمد اليعقوبي شخصيا لكي يخرجوا بانطباعات نهائية عن المشروع ويعرفوا وجهة النظر الاخرى .. اما ما ذك
ابو اثير
ألأخ أبو جعفر .. طلبت مني أن أذكر لك فشلا أو أخفاقا واحدا لأي شخص محسوب على حزب الفضيلة وأسمع وأقرأ ألآتي... وزير العدل حسن الشمري لم يستطيع الحفاظ على هيبة وزارة العدل عندما استبيحت من قبل ألأرهابيين ومقتل أو بألأحرى أستشهاد عدد من الموظفين والموظفات هرو
مواطن حر
الى المدعو ابوجعفر: هل غفلت او تغافلت عن فتوى الشيخ الفياض في اليعقوبي حيث يقول لايجوز تقليده شرعا والسيد كمال الحيدري قال عنه لادين له وامامك علماء وفقهاء المذهب الشيعي في العالم الاسلامي اتحداك ان تذكر واحد منهم يشهد له بالاجتهاد ثم تمعن جيدا بقول السيد
رسول ابو حسن
بسم الله الحمد لله والحمد حقه كما يستحه الاخوه المعترضين على سماحة المرجع اليعقوبي وعلى كا قاله في هؤلاء النسوه الواتي خرجن ضد القانون مع العلم ان القان ون لا يخصهن لا من قريب ولا من بعيد انا اسأل الاخوه السن اي النسوه طالبن بتعدد الازواج والزواج المثلي
حيدر ابراهيم
الاخ كاتب المقال : جاء في مقالك عبارة وكان حريّاً به ان يتصدى للمفاسد التي تحيطنا من كل صوب وان قانون الاحوال الشخصية الحالي يعتبر بالنسبة لمتدينين الشيعة مفسدة كبيرة -وان لم يكن في نظر البعض كذلك -وقد قام المرجع اليعقوبي بالتصدي لهذه المفسدة بالتشجيع
محمد البابلي
أما دعاة المدنية والنظام الغربي، فهم الآخرون من ضمن جوقة المتزلفين للأغا، وفي الحقيقة فإن معظمهم (وليس جميعهم) مجرد أبواق مهرجين يعملون في مشاريع غربية كدعاة الشذوذ والعري، ومن الغريب أن هؤلاء يحرفون التاريخ القريب ويضعون عبارات منمقة للانحلال، فعندما يكت
مخلد
سماحة الشيخ اليعقوبي دام ظله يمثل خطا رساليا اسلاميا ولايحتاج الى اي شخص يملي عليه والقانون الجعفري هو قانون الله ومن يقف ضده يقف ضد الله.
محمد عاشور
إخواننا الأعزاء جميعا بما أن القانون ومن اسمه القانون الجعفري لذلك لا أعتقد أحد ينتمي إلى.هذا المذهب لا يرغب به إلا.لديه نوايا أخرى لذلك جزاه الله الشيخ اليعقوبي طرح هذا القانون وفيه تذكرة أنه يا.إخوان يا جعفرية يا اثنى عشرية هذا القانون الأصلح لكم لأنه
سيد خالد اليعقوبي
لايوجد تفاصيل