دبي / CNN كشفت تقارير صحفية بريطانية عن مباحثات سرية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران لتسوية الأزمة القائمة حول الملف النووي الإيراني، وتنص على رفع الحظر الدولي عن الجمهورية الإسلامية والسماح لها بالاحتفاظ بالجزء الأساسي من برنامجها النووي، مقابل التعاون مع المفتشين الدوليين.
ونشرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن مسودة الاتفاق تتضمن 13 نقطة، وضعها محمد البرادعي، مدير الوكالة الذرية في أيلول الماضي، في محاولة لكسر الجمود حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، قبيل نهاية رئاسته للهيئة الرقابية التابعة للأمم المتحدة. ورغم نفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إجراء أية مباحثات سرية مع طهران ووجود مثل هذه المسودة، إلا أن الصحيفة أكدت أنها حصلت على نسخة من المسودة من أحد الأطراف "القلقة من مضمونها"، بحسب وصفها. وتنص مسودة الاتفاق على سحب ثلاث من العقوبات الدولية المفروضة على إيران وخمسة قرارات لمجلس الأمن الدولي تطالب طهران بوقف تخصيب اليورانيوم، في وقت يعكف فيه الغرب على فرض المزيد من العقوبات الصارمة على الجمهورية الإسلامية. وفي المقابل، وعدت إيران بالتعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية شريطة الحفاظ على الجزء الأساسي من برنامجها النووي، وفق التقرير الذي نشر تزامناً مع انتقاد الوكالة الأممية "تلكؤ" إيران بالكشف عن منشأة قم النووية. واعتبرت الوكالة أن هذا التصرف "لا يساعد على بناء الثقة معها"، بل ويثير أسئلة تتعلق بإمكانية وجود منشآت أخرى، ما تزال طهران تبقيها طي الكتمان، في إطار نزاعها مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي. وأضافت الوكالة، في تقرير نُشر الاثنين، أن هناك الكثير من القضايا العالقة التي لم توضحها إيران كما ينبغي، خاصة الملفات التي يمكن لها أن تحسم طبيعة برنامجها النووي، وإمكانية أن يكون له طابع عسكري، وفق ما تقول عدة دول غربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا، لافتة إلى أن بناء منشأة "قم" بدأ عام 2002 وليس عام 2007 كما ذكرت إيران. وجاء في التقرير الذي لم تنشره الوكالة بشكل رسمي بعد، أن إعلان إيران عن وجود منشأة نووية لم يكن أحد يعلم بوجودها في قم خلال أيلول الماضي، يجعل الوكالة غير قادرة على تأكيد عدم وجود منشآت أخرى مبنية أو قيد البناء في إيران. من جانبه اعتبر ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ما جاء في تقرير المدير العالم للوكالة "عادياً وتكراراً لتقاريره السابقة"، حسبما نقلت وكالة "فارس" الإيرانية. وتشتبه الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب بسعي الجمهورية الإسلامية لإنتاج أسلحة نووية، وهو ما نفته إيران مراراً بالتأكيد على حقها في امتلاك تقنية نووية لأغراض مدنية.
تقرير: مباحثات سرية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
نشر في: 18 نوفمبر, 2009: 05:25 م