TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أسئلـة طائفيـة

أسئلـة طائفيـة

نشر في: 15 مارس, 2014: 09:01 م

قد لا ألوم مواطنا عاديا، من أهل الله كما يقولون، لو انطلت عليه لعبة الطائفية من أي طائفة أو مذهب كان. لكن الذي يحيرني اجتهاد بعض مثقفينا، وإجهاد أنفسهم أيضا، في إخفاء نوازعهم الطائفية ظنا منهم انهم نجحوا في ذلك. الطائفية كالسرطان قد لا يحس المصاب به حتى الممات.
عندما كنت أكتب وأظهر في وسائل الإعلام منتقدا صدام حسين، قبل سقوطه بسنوات طوال، اتهمني كثير من طائفيي السنة، وأغلبهم من العرب، بأني طائفي. وبالمقابل رحب بي الكثير من الشيعة للسبب ذاته. لم أسمع واحدا، خاصة من مثقفي الشيعة، يلومني لأني أركز على انتقاد صدام وحده دون غيره، بل على العكس كانوا يعدون ذلك لي "مجدا" ما زالوا يحثوني على العودة إليه رغم ان صدام قد انتهى جسدا وروحا منذ سنوات. لكن بعضهم الآن ينتقدني بشدة لأني أركز على أخطاء المالكي من دون ان يفندوا رأيا واحدا لي فيه حول فشله في حماية أرواح العراقيين وخاصة الشيعة منهم. صحيح انه لم يكن هناك برلمان يلام في زمن صدام، لكن البرلمان الحالي، ومن يوم عجز عن سحب الثقة عن المالكي، اصبح بحكم العدم. لا أجد تفسيرا واحدا لاتهامات الأولين والآخرين غير أنها طائفية صرفة. لا أحد في الطرفين نظر لجرائم صدام وكوارثه ولا لتخبطات المالكي وسوء فهمه بإدارة شؤون الدولة والملف الأمني، بل إلى مذهبيهما. عند الطائفي السني يجوز للسني الحاكم ما لا يجوز للحاكم الشيعي وعند الطائفي الشيعي، العكس هو الصحيح. فالشيعي الذي مجّد صدام بمعلقات شعرية أو حتى ساهم معه في قتل أبناء جلدته ولعب ما لعب، لا يهم ان كان يرى في المالكي مختارا للعصر. وكذلك يصبح عندهم السني "خوش آدمي" إن صفق للمالكي أو غازله بعين الرضا.
الذي أظهر هذه الكوامن سؤال واجهني به مثقف شيعي أكنّ له احتراما خاصا: لماذا تدافع عن السنة، يا هاشم، بينما لم يدافع عن الشيعة مثقف سني واحد في الأيام التي كان فيها صدام يجهز علينا؟ ثم أصاف: عليك ان تعترف يا صديقي بانك تدافع عن السنة والكرد كثيرا. أجبته: نعم أَعترِف، سألني ليش؟ سألني وأجبته، وفي الغد أعرض عليكم جوابي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram