TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > بوتين..آراء تساهم في إثارة الأزمات

بوتين..آراء تساهم في إثارة الأزمات

نشر في: 15 مارس, 2014: 09:01 م

منذ عودته الى الكرملين كممّ الرئيس فلاديمير بوتين افواه معارضيه ووقف بصوجه الغرب بشأن سوريا وشرع بعملية ضم شبه جزيرة القرم، ليتمكن بذلك من فرض وجهات نظره بثقة متزايدة لكنه يدخل بلاده في طريق ضيق. فقد أرسلت موسكو جنودا إلى أراض أجنبية في أوروبا غير آب

منذ عودته الى الكرملين كممّ الرئيس فلاديمير بوتين افواه معارضيه ووقف بصوجه الغرب بشأن سوريا وشرع بعملية ضم شبه جزيرة القرم، ليتمكن بذلك من فرض وجهات نظره بثقة متزايدة لكنه يدخل بلاده في طريق ضيق.
فقد أرسلت موسكو جنودا إلى أراض أجنبية في أوروبا غير آبهة بصيحات الاستنكار الصادرة عن العواصم الغربية. وبسيطرتها بحكم الأمر الواقع على شبه جزيرة القرم الناطقة بالروسية في جنوب أوكرانيا بعد تغير الحكم في كييف، اجتازت روسيا برئاسة فلاديمير بوتين عتبة بتأكيد قوتها والمواجهة مع الغربيين.
هذا الاستعراض للقوة يأتي في اطار النفوذ المتنامي لبوتين الذي عززته مؤخرا دورة الألعاب الأولمبية التي جرت في سوتشي في القوقاز في شباط/فبراير الماضي.
وقال المحلل السياسي غليب بافلوفسكي "لا احد مستعد للقتال من اجل القرم، وسيكون على الغربيين بذل قصارى جهودهم لإيجاد مخرج".
وأضاف هذا المستشار السابق في الكرملين "بوتين بات في قلب هذه الأزمة، الأمر الذي يضاعف إمكانياته. فبوتين، هو الآن من يقرر مصير الثورة الاوكرانية، وليس الغربيين".
يرى نيكولاي بتروف البروفسور في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو ان الرئيس الروسي "مدفوع بالشعور بأن الغرب ضعيف وبأن قواعد اللعبة ستتغير وان من يلعب اولا سيكون الرابح".
وقبل ان يتدخل عسكريا في القرم وفق سيناريو يبدو جيد الإعداد يفترض ان يؤدي الى ضم هذه المنطقة بعد استفتاء مقرر  اليوم الاحد، تصدى بوتين للغربيين في الأزمة السورية من خلال تعطيله اي قرار ملزم في الأمم المتحدة، وقطع الطريق عليهم من خلال مبادرة الأسلحة الكيميائية السورية التي أتاحت وقف التهديدات بضربات أميركية وفرنسية، والسماح ببقاء حليفه بشار الأسد في السلطة.
قبل ذلك واجه بوتين في شتاء 2012 وقبل عودته الى الكرملين حركة احتجاجية غير مسبوقة في موسكو لكنه تمكن من كمّ أفواه المعارضين ووسائل الإعلام بالقمع تارة وبمبادرات غير متوقعة تارة اخرى مثل الإفراج عن رجل الأعمال السابق ميخائيل خودوركوفسكي ونفيه في كانون الاول/ديسمبر ليتمكن عمليا في نهاية المطاف من تهدئة الأجواء لمصلحته.
ولفت بتروف الى "ان النظام يتحوّل الى حكم استبدادي. فبوتين يضرب عصفورين بحجر : اذ ان رد فعل الغربيين يسهم في إغلاق النظام مع ارتفاع شعبيته بين المواطنين العاديين وخسارة النخبة السياسية الروسية لأي استقلالية".
وبعد اربع عشرة سنة على تسلمه حكم روسيا المنهكة في العام الفين، اصبح المسؤول السابق في أجهزة الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) وهو في الحادية والستين من العمر السيد القوي الوحيد في البلاد، وايضا احدى الشخصيات الأقوى نفوذًا في العالم.
وأضاف بتروف "ان هذا النموذج للقلعة المحاصرة سينجح على المدى القصير، حيث سيكون بوتين مطلق اليدين لمدة عامين".
لكن المحللين يرون ان الثمن سيكون باهظا خصوصا مع عدم وجود رؤية استراتيجية في الخيار الذي اعتمده الكرملين في اوكرانيا، حيث ان الطريق الذي يرتسم سيصبح على ما يبدو طريقاً مسدودًا.
واعتبر غليب بافلوفسكي "انه يسجل مكاسب لكن بثمن مرتفع جدا، استراتيجيا واقتصاديا". وأضاف المستشار السابق في الكرملين في السنوات الاولى من القرن الحادي والعشرين "انه ثمن لا يمكن لشخص عاقل ان يكون على استعداد لدفعه".
وفي وقت يتراجع فيه النمو الروسي وتنخفض قيمة الروبل، ويستمر هروب رؤوس الأموال من البلاد بدلا من إعادة الاستثمار فيها، يلوّح الغربيون بالتهديد بعقوبات يرى بعض الخبراء انها ستضر بروسيا اكثر من الجهات التي تقف وراءها.
واعتبرت ليليا شيفتسوفا الباحثة في الفرع الروسي لمركز كارنيغي ان عدم التمكن من ضمان شعبية الحكم من خلال رفع مستوى المعيشة كما كانت الحال في العقد الماضي، فإن المواجهة مع الغربيين تدفع البلاد نحو "دولة على النمط السوفياتي، مع ميزانية عسكرية، حيث لا يستخدم المال لبناء مدارس وطرق بل لإنتاج دبابات وذخيرة".
وقالت هذه المحللة "ان بوتين سلك طريق الاتحاد السوفياتي" معتبرة ان هذه الطريق مصيرها الفشل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

اغتيال مسؤول إيراني رفيع بهجوم مسلح

وفاة الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية

إيران تنفذ عملية إعدام علنية "نادرة"

صحيفة بريطانية: قائد اركان الجيش الأمريكي يزور دولتين عربيتين لاقامة "تحالف" ضد ايران

العالم يتنبأ بندرته.. كيف سيكون مستقبل "الذهب الازرق" في كوكبنا؟

مقالات ذات صلة

الامم المتحدة تطلق نداء استغاثة بسبب التغيرات المناخية: أنقذوا بحارنا

الامم المتحدة تطلق نداء استغاثة بسبب التغيرات المناخية: أنقذوا بحارنا

المدى/ متابعة  أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، نداء استغاثة عالمياً للتصدي لأزمة ارتفاع مناسيب مياه المحيطات في جزر المحيط الهادئ بسبب التغيرات المناخية. وقال غوتيريش خلال "قمة منتدى جزر المحيط...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram