اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > تركوا جدتهم... وهربوا إلى مكان مجهول!

تركوا جدتهم... وهربوا إلى مكان مجهول!

نشر في: 16 مارس, 2014: 09:01 م

الحجية (م) ماتت ابنتها بمرض السرطان ... وخلفت وراءها ثلاثة أطفال .. لم يصبر الأب على تربية أولاده ... فتركهم عند جدتهم وتزوج من أخرى ... تحملت الجدة مسؤولية تربية أحفادها ... ولما لا ... فأعز الولد ولد الولد ... كما يقولون ... لكن فجأة اختفى الأحفاد

الحجية (م) ماتت ابنتها بمرض السرطان ... وخلفت وراءها ثلاثة أطفال .. لم يصبر الأب على تربية أولاده ... فتركهم عند جدتهم وتزوج من أخرى ... تحملت الجدة مسؤولية تربية أحفادها ... ولما لا ... فأعز الولد ولد الولد ... كما يقولون ... لكن فجأة اختفى الأحفاد الثلاثة تاركين وراءهم علامات استفهام كثيرة ... فأين اختفى الأشقاء الثلاثة ... هل يستطيع رجال الشرطة حل هذا اللغز ؟ لعل الأيام هي التي تجيب على هذا السؤال ؟

امرأة في العقد السادس من عمرها ... اسمها (م) وجهها تتشكل عليه ملامح الحزن الشديد .. وتقدم العمر بدأ واضحا على جسدها ... فلم تعد تتحرك الا بصعوبة ... فقد احتل فراغ الأحفاد قلبها ... وشغل جزء كبيرا من حياتها ... عندها تراها تشعر وكأنك أمام امرأة عجوز في التسعين من عمرها ... الحاجة (م) فقدت اعز الناس اليها ... واقرب الناس الى قلبها ... فأصبحت بقايا امرأة عجوز ... تبحث عمن يبلل فمها بكلمة امل ... او من يجفف دموعها بنظرة حنان ... التقيت بها في استعلامات مديرية شرطة بغداد ... تطلب مقابلة مديرها ... لترجوه البحث عن أحفادها ... تحمل في يدها مجموعة من الأوراق والصور ... عيناها دامعتان باستمرار وبعد ان هدأت قليلا بدأت تستعيد لي شريط الأحداث والذكريات التي تشوفها كما روتها بلسانها ... قالت الحجية (م) كنت أعيش في حي شعبي في بغداد مع أبنائي وبناتي ... لكني انتقلت للعيش الى مدينة بعقوبة ... حدث هذا تحديد منذ ما يقرب من 12 عاما ... عندما تعرفت ابنتي على رجل يعمل سائقا وتقدم لخطبتها ... وكانت احدى شروطه ان انتقل انا وابنتي معه الى بعقوبة ... وافقت على الزواج ... وتم كل شيء في هدوء وسهولة ويسر ... وانتقلت مع ابنتي للإقامة في مدينة بعقوبة ... سارت الحياة ... وبينهما افضل ما يكون ... وكان ثمرة هذا الزواج انجاب ثلاثة اطفال ... ولكن منذ خمس سنوات مضت ... شعرت ابنتي بالأم شديدة ... وبدأت حالتها الصحية في التدهور ... فأخذها زوجها لاحد الأطباء ... الذي طلب إجراء بعض الفحوصات والأشعة ... وبعد إكمال الفحوصات اللازمة ... كانت المفاجأة القاسية والمؤلمة .. ابنتي مصابة بمرض السرطان ... لم نصدق ما سمعناه ، وسقطت مغشية على الأرض من هول الصدمة ... وما زاد الأمور سوء ان الحالة تكاد تكون متأخرة ... بكت ابنتي وتألمت بشدة ...لم تفكر في شيء الا أبناءها ... بدأت الأمور تزداد تعقيدا وأصبحت حاجتنا للمال اكثر ... نتيجة مصاريف العلاج الباهظة ... استمرت ابنتي تصارع المرض لمدة اربع سنوات ... وكلما مر علينا يوم كان الأمل يتضاءل في ان يصبح هذا اليوم افضل من سابقه ... حتى توفت ابنتي ... وبعد وفاتها وعلى الرغم من تحملي آلام مرضها وفراقها كنت على موعد مع المأساة الثانية !... تواصل الحجية (م) كلامها قائلة : كانت المأساة الثانية بعد وفاة ابنتي هو اكتشافي ان زوج ابنتي كان متزوجا على ابنتي طوال فترة زواجهما ولم تكن تعرف شيئا عن هذا الموضوع ... ولكن الطامة الكبرى انه ترك أولاده وانتقل للعيش مع زوجته الأولى تاركا أبناءه لأقوم انا بتربيتهم ... حتى لا يكون مصيرهم الشارع ... فوافقت وفاء لذكرى ابنتي التي كانت تعشق أطفالها الصغار ... بعدها بفترة قصيرة تركت بعقوبة وأتيت الى بيتي في بغداد ... واستمر الحال بي هكذا ... ومن تاريخ انتقالي الى بغداد لم يكلف أبوهم نفسه بالسؤال عن أطفاله الصغار ... التي ساءت حالتهم النفسية جدا نظرا لوفاة الأم وغياب الأب !... وتحملت مشاكلهم وعنادهم وكنت انفق عليهم من تقاعد زوجي الشحيح !... حتى حدث ما لم يكن في الحسبان ..
أين ذهب الأحفاد
عندما بدأت الحجية (م) تسرد لي بقية قصتها ... بدأت عيناها تدمعان ... ولكنها تمالكت نفسها وعاودت كلامها قائلة : كل يوم يمر والأطفال يسألون عن سبب غياب أبيهم عنهم ولماذا لا يسأل عنهم ... كنت أتهرب من الإجابة وأقول لهم ان أباءهم يعمل سائقا في الشمال ... ولكن في احد الأيام وفي الساعة الثانية والنصف ظهرا قمت بتهيئة طعام الغذاء لهم ... كان الأطفال يلعبون في باب الدار ... فقمت وطلبت منهم الدخول للبيت لتناول طعام الغذاء ... ولكنهم رفضوا بحجة تكملة لعبهم مع ابناء الجيران ... فدخلت غرفتي لأستريح قليلا ... وبعد مرور ساعة استيقظت من النوم فلم اجد أحفادي الثلاثة ... شعرت بالخوف والقلق ... ضربات قلبي الشديدة كادت تصيبني بالجلطة القلبية ... بدأت رحلة بحث طويلة في جميع المستشفيات والملاجئ وعند الأقارب واغلب المحافظات ... لكني لم اجد احد منهم ... لم اتعب او امل بالبحث عنهم فذهبت الى مركز الشرطة وأخبرتهم بفقدان أحفادي ولم اجد اهتمام جدي منهم .. استلموا الصور وقالوا لي راجعي بين فترة واخرى ... ولكن حدثت مفاجأة لي عندما سمعت من الأطفال الذين كانوا يلعبون معهم انهم تحدثوا لهم بانهم ذاهبون الى بعقوبة للبحث عن والدهم ... فذهبت الى هناك فوجدت الأب قد ارتحل الى محافظة أخرى وباع بيته !... لا اعلم مدى صدق كلام الأطفال ... خاصة ان أحفادي كانوا بملابس البيت العادية ولم يكن أي مبلغ معهم !... وبقيت المشكلة للحجية (م) بدون حل ... فماذا نفعل ... ابنتها ماتت وتركت لها أولادها الثلاثة ... والان هم أيضا اختفوا بلا سابق إنذار ... أين ذهبوا ؟ وكيف يعيشون الأن ؟ ومع من ؟ أسئلة كثيرة تتردد على الألسنة ... ربما تمكن رجال الشرطة من حل هذا اللغز المحير ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram