اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > حكاية من سجن الكاظمية

حكاية من سجن الكاظمية

نشر في: 16 مارس, 2014: 09:01 م

لم تتخيل ان يأتي عليها اليوم الذي تضطر فيه لبيع جسدها ، بل لم تتخيل ان يرى احد مفاتن ذلك الجسد غير زوجها ... ولكن أعباء الحياة الثقيلة وهمومها التي لا تنتهي اضطرتها لذلك وليته حدث مع إنسان غريب عنها لا يعرفها ولا تعرفه .. وانما كان اعز أصدقاء زوجها .

لم تتخيل ان يأتي عليها اليوم الذي تضطر فيه لبيع جسدها ، بل لم تتخيل ان يرى احد مفاتن ذلك الجسد غير زوجها ... ولكن أعباء الحياة الثقيلة وهمومها التي لا تنتهي اضطرتها لذلك وليته حدث مع إنسان غريب عنها لا يعرفها ولا تعرفه .. وانما كان اعز أصدقاء زوجها ... وعلى يديه دخلت الى مستنقع الرذيلة والسمسرة حتى احترفته ولم تكن تعلم ان الصعود الى القمة قد يكون بداية النهاية .. التي وصلت بها الى جدران سجن الكاظمية ، ومن وراء القضبان جلست (م) أمامي وقد طأطأت رأسها بانكسار شديد وتحجرت الدموع بعينها.

احتبس صوتها الدافئ داخل تلك الحنجرة الممتلئة بالكلمات البائسة عن تلك الحياة التي لا قيمة لها والتي هي أشبه بحياة الحيوانات في غابة مفتوحة !. وأخيرا سالت الدموع عن وجنتيها الحمراوين وانطلق لسانها بصوت خافت كله حيرة وألم وندم على ايامها الماضية والاتية .. فقالت : منذ نعومة اظافري وانا أتمتع بنعمة الجمال التي تفوقت بها على الكثيرات من بنات جيلي فجذبت بها انتباه العديد من الشباب .. وجربت حظي مع العديد من الشباب بعلاقات بريئة واحيانا جنسية متحررة من القيود البيتية . ومع ذلك فقد كانت احلامي كبيرة تفوق كل تلك التفاهات التي تدور بين الفتيات في سن المراهقة . كنت احلم دائما بالزواج والاستقرار ... ورغم علاقاتي المتعددة مع شباب اختارهم بعناية من اجل متعتي والقيام بتجربة مطلوبة من كل فتاة يجب ان تعرفها وتمر بها ... وكأي فتاة تحلم بالزواج تود ان يكون زوجها شابا وسيما ميسور الحال يستطيع ان يلبي لها كل احتياجاتها ويجعلها تعيش معه حياة هادئة مريحة ومستقرة الى ابعد حد ممكن ، وبالرغم من تقدم العديد من الشباب الارتباط بي الا انني كنت ارفضهم جميعا في انتظار ذلك الفارس الذي احلم به... ومع مرور الايام اتى ذلك الفارس ... نسخة طبق الاصل من فارس احلامي ولكن مع اختلاف حالته المادية التي لم تكن ميسرة الى حد كبير ... ولولا خوفي من ان يفوتني قطار الزواج لانتظرت المزيد من الوقت لكي يأتي الفارس الكامل الذي حلمت به ... ولكنني قبلت الزواج من نصف فارس على امل ان يكتمل مع مرور الايام وتتحسن اوضاعه المادية ... وتم الزفاف وكانت فرحتي به كبيرة يوم زفافي فقد ادركت انني حققت نصف احلامي ولكنني في طريقي لتحقيق النصف الاخر لتكتمل احلامي واعيش الى جواره كما تخيلت في احلامي ... ومع مرور الوقت عمل زوجي على توفير كل طلباتي بإمكاناته المحددة او على قدر ما يستطيع ، وعشنا سويا حياة هادئة سعيدة الى حد كبير نعمنا فيها بالحب والسعادة ... وحظينا بحب الكثيرين من الأهل والجيران والأصدقاء .. حتى ظهر فجأة في حياتنا ذلك الصديق لزوجي الذي يملك معرضا للأجهزة الكهربائية في الكرادة .. كانت حالته ميسورة جدا ومع ذلك كان دائم الزيارة لزوجي !.. وفي كل مرة كان يأتي محملا بالهدايا التي جذب بها انتباهي اليه ... ولكنني كنت مع ذلك مخلصه لزوجي الى ابعد الحدود ولم تتح له الفرصة حتى بالكلام معي ، ولكن نظراته المسمومة لي كانت تخترق جسدي وتحرقه لانني كنت ارى فيه النصف الاخر من أحلامي ولكن كان بعيد المنال .
أضافت (ح) قائلة وهي تشعل سيجارة جديدة . وفي احد الأيام مرض زوجي مرضا شديدا واستنزف علاجه كل ما نملك من نقود حتى وافته المنية .. مات زوجي وأصبحت أرملة وانا لم اتعد الثانية والثلاثين من عمري – ضاقت الدنيا في وجهي ... القت بهمومها واحزانها علي .. لا ادري ماذا افعل او اين اذهب .. وفي تلك الايام بدأ نصف حلمي الغائب واضحا ... ظهر فجأة امامي صديق زوجي صاحب معرض الاجهزة الكهربائية ذهبت اليه .. وعرض علي المساعدة وفاة لزوجي الذي رحل ومساعدة منه لأهل بيته ... فكرت في الأمر وبعد ذلك قررت الاستفادة منه ... فكنت اقوم بشراء الأجهزة منه بالتقسيط واقوم ببيعها على معارفي وأصدقائي بالتقسيط ايضا ولكن كنت أضاعف المبلغ عليهم من اجل تدبير امور حياتي ومعيشتي ! في البداية كان صديق زوجي يعاملني معاملة حسنة من اجل الوفاء لزوجي . فكنت اقوم ببيع هذه الأجهزة واحصل على نصيبي من الربح واقوم بالتوقيع له على وصولات امانة بثمن تلك الأجهزة .. ولكنني بدأت الاحظ تغير في معاملته لي وبدأ يبتزني ويهددني اذا لم ادفع أقساط الأجهزة او أعيدها له .. حتى تراكمت الديون علي وأصبحت مبلغا كبيرا لا استطيع ان أسدده له ... ولم اعرف ماذا افعل ؟ حتى كانت المفاجأة التي لم أتوقعها خاصة من ذلك الرجل الذي اعتبرته الصديق الوفي لزوجي الراحل .. الذي انتهز فرصة عدم تمكني من تسديد الأقساط له فعرض علي ان أمارس معه الجنس في سبيل التنازل عن المبلغ ... بل هددني في انه اذا لم أوافق فسيقوم بالشكوى علي في المحاكم ليتم توقيفي على تلك الوصولات!.. وفي تلك اللحظة كان علي ان افكر بسرعة ولكنه لم يعطني فرصة للتفكير بعد ان اربك كل حساباتي ووضع السجن أمام عيني ... حتى وافقت على ممارسة الجنس معه ... ويبدو ان هذا الطريق اصبح مهنتي ومستقبل حياتي لأنني لم أمارس الجنس معه فقط بل ومع أصدقائه في شقته الجميلة مقابل المال الذي كنت احصل عليه منهم في كل مرة لمن يستطيع ان يدفع ثمن ذلك!.. وفي احدى الأيام وأثناء زيارتي الى الشمال تعرفت على امرأة قواده تدير صالونا للحلاقة مشهورا في بغداد وبيتا جميلا لممارسة الجنس والمتعة فيه ... وبدأت ارتاد هذا البيت حيث كانت تطلب مني الحضور لمنزلها خصيصا لقضاء السهرات الحمراء مع الزبائن حتى احترفت ذلك الطريق وفي احد الأيام قبضت علي الشرطة متلبسة بممارسة الرذيلة والبغاء مع تلك المرأة واحلت الى المحكمة التي امرت بحبسي على ذمة التحقيق... بعدها قدمت الى المحكمة من اجل محاكمتي وتأجل إصدار الحكم اكثر من مرة لوجود واسطه مؤثرة لدى القوادة على القاضي الذي حاكمنا .. أنهت (ح) حكايتها معي بعدما أكدت انها ليس لديها ما تندم عليه ولكنها نادمة على خيانتها لزوجها!...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram