هكذا أجبت صديقي المثقف ردا على "اتهامه" لي بالدفاع عن السّنة والكرد. أكثر من علامة استفهام لاحت على وجهه وهو يستمع إلى ردي. قلت له:شوف، يا طويل العمر، ان يتمنى الإنسان الراحة والخير لأبناء طائفته أو قوميته أو حتى عشيرته، فذلك امر سليم لا غبار عليه. أما اذا فكر بان راحة أبناء طائفته وسعادتهم لا تتم إلا عن طريق سلب راحة أبناء الطوائف الأخرى، فتلك لا تجلب على أبناء طائفته غير الكوارث، ولو بعد حين.
أنا أنشد الراحة للسني والكردي، لا بل ولكل من هو ليس من طائفتي لا من أجله، حسب، بل بالدرجة الأولى، وبكل صراحة، من اجل أن يرتاح الشيعي. في العراق لدينا مثل واضح قد يندر مثيله في أي بلد آخر. ومن لا يضعه نصب عينيه فهو إما معطوب عقل أو ضمير. مَن منّا لا يتذكر تلك الأيام السود التي تسمى "حرب الشمال"؟ تلك الحرب التي كانت تشنها السلطة على الكرد واكثر من يدفع ثمنها دما هم أبناء الجنوب والشيعة على وجه التحديد. الذين هم من جيلي قطعا يستحضرون صور توابيت القتلى من فقراء أهلنا بتلك الحرب التي ما كان لها هدف سوى سلب راحة الكرد. اليوم وقد ارتاح الكرد في إقليمهم، فهل فيكم من يدلني على جثة قتيل جنوبي أو غير جنوبي عادت بها قوافل الموتى من هناك؟ ما كان ابن الجنوب سيرتاح لو لم يرتح الكردي.
خصم الكلام وزبدته: ان الشيعي الحاكم حين يقرر سلب راحة السّنة تحت أي ذريعة سيسلب راحة الشيعة ويهجم بيوتهم أولا.
كانت تظاهرات الأنبار، أو سموها تظاهرات السّنة، فرصة ذهبية للمالكي كي يريح الشيعة. وحين ضيعها بالغطرسة صار لدي يقين انه لا يحب الشيعة حبا واعيا، بعد ان كنت اشك بذلك. كانت شكوى المتظاهرين الأساسية إبعاد سوط المخبر السري عن ظهورهم والكف عن زج النساء والأبناء في السجون بتهمة القربى من الإرهابيين. لم يكذبوا في هذا. راجعوا خطب الشهرستاني وهو يعلن أعداد المسجونين منهم ظلما. هل يستحق الشيعة ان يموتوا كل يوم بالعشرات من أجل ان يعيش المخبر السري مثلا؟ وأيهما أفضل ان انتقم ممن أظنه كان سبب تعاستي وابقى تعيسا، أم ان أريحه وانعم بالهناء والأمان والراحة؟ أعلم ان بعضا من "عتاة" الطائفيين الشيعة سيقولون انهم لو ارتاحوا سيدمروننا من جديد. ليعطني دليله ان كان صادقا او عارفا. أما أنا فأكرردليلي بأن الخير الذي عم كردستان خلص اهل الجنوب من هم وكدر فقدان أولادهم على الفاضي. وقد يقولون أيضا: لكن صدام دمّر الشيعة اكثر من غيرهم. وهذا لا اعتراض لي عليه. لكن، هل سأتخلص أنا الشيعي من الدمار ان دمر حاكم آخر السّنة؟
الحقيقة المرّة، التي اجد نفسي مرغما على قولها، ان الذي يريد الانتقام من السّنة اليوم ليس قادرا مثل صدام على إحكام السيطرة والتدمير معا. لا لأنه أرحم، بل لأنه لا يحسن التدبير.
سؤال: هل تظنون ان إقامة مراسيم العزاء الحسيني، مثلا، منجز للمالكي؟ كلا، لأنه لو أراد اليوم منعها فسيعجز. والعجز ذاته يمنعه من تحقيق أحلام الطائفيين بتدمير السّنة. فدنيا اليوم غير دنيا الأمس يا ناس.
لأني أحب الشيعة
[post-views]
نشر في: 16 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 7
سالم
بارك الله فيك وفي فكرك وقلمك وكثر الله من امثالك الذين يحبون شيعتهم ويحرصون على سلامتهم ويحبون وطنهم من خلال حبهم لطائتهم وهذا هو العراقي الوطني الانساني الذي يحب الخير لطائفته وكل الطوائف في وطنه دمت سيدي ودام قلمك الرائع
ابو اثير
أستاذنا الشاعر المغترب .. الحكام السلطويون الحمقى كصدام وألآخر المالكي ولو ميجي مثل صدام في أمور كثيرة لا مجال لذكرها ولكني سأعطيك مثلا واحدا فقط في الوقت الحاضر لأرضي فضول البعض وهو أن المالكي ميلوكلة هيبة الدكتاتور فهو بعيدا جدا عن هيبة وقناع وهوس الدي
ناقد بصري
بعض كلامك صحيح . ولكن الذي يهاجم الشيعة ليس السني المتدين العادي وبدافع من تلك الأسباب التي ذكرتها. أننا نهاجم من الفرقة الوهابيةالضالة ومن مقاتلين أجانب ليسوا بعراقيين ومن الصداميين . لقد أوضح السيد المالكي ذلك بخطابه الأسبوعي قبل أيام عندما قال كيف أجلب
حامد اسماعيل حسين
مقال رائع ومليئ بالانسانية والضمير النقي ------لدي عتب للمخلصين والانسانيين واصحاب الاقلام الحرة صادف يوم الاحد الفائت 16-3 -2014 ذكرى قصف مدينة حلبجة الشهيدة بالاسلحة الكيماوية من قبل طاغوت العصر والانسان السادي صدام ابن صبحة وتم خلالها قتل الاف وعوق الا
,وحشي
كلام منطقي وسليم والدليل هسه ماكو توابيت ترجع من كردستان بس مع الاسف اكو توابيت ترجع من الانبار ومنو ماكلها تره بس اهل الجنوب الشيعة الطيبين اشبيكم ياحظي دسووها اقليم بس مو لجماعة الحكيم بس اقليم للشيعة الطيبين جماعة الدكتور وائل عبد اللطيف حتى اقلها تخلص
المدقق
ان كلامك يصح لو ان المتطرفون السنة يفكرون بنفس التفكير .. لكنني اريد ان اذكرك فقط للتذكير بامور قد حدثت قبل ان يأتي المالكي الى السلطة علك تنعش ذاكرتك وتتكلم بحيادية .. من ابتدأ مسلسل القتل والتهجير والتفجيرات اعوام 2004 و2005 ؟؟؟ من استنجد بدول مثل السعو
حارث السعد
حيقيقة للتاريخ ، ليس المالكي وحدة من يعادي السنة ويعتقلهم ، وأنما معه الشيعه الذين تمتدح ،نحن في الساحه ونعرف من يقتل ومن يفجر وبفلوس من ، الاخوة في الغربية تارة مع حارث الضاري والخطاب الصفوي ، قطر تعطيهم دولار لمحاربة الهلال الشيعي القادم من أيران ، وهم