امتلاك احد السياسيين مطعماً في بغداد يطل على نهر دجلة ، والإشراف المباشر على عمله ليقدم افضل وجبات الطعام والمقبلات من الفسنجون الى القوزي والكباب والمسكوف ،خطوة مباركة تعبر عن حرص المالك على خوض عمل جديد ،ينطلق من إيمانه العميق بخدمة الجماهير ، ونقلهم الى أجواء المرح والفرفشة والاسترخاء اثناء تناول طعامهم باسعار تنافسية . وبجوار المطعم يقع "مول" كبير، يوفر للزبائن شتى البضائع الصينية والايرانية ،باستثناء المشروبات الكحولية والروحية.
صرحٌ بغدادي كبير سيفتتح في غضون الايام القليلة المقبلة، ليوفر لذوي الدخل المحدود تناول وجبات الطعام مع أطفالهم على ضفاف نهر دجلة ، في أجواء تبعدهم عما يعكر مزاجهم ، بمشاهدة افلام نشاطات صاحب المطعم والمول ، وخطبه ووصاياه التاريخية ونظريته بالحكم تعرضها شاشات كبيرة ، لتزيد من شهية الرواد لتناول أطباق الفسنجون ، ثم أنواع الحلويات من الساهون والدهين وزنود الست .
"دولة رئيس المول" زعيم سياسي ، وبوصفه رئيسا لتحالف نيابي ، لا يبغي الربح المادي بقدر إشاعة السعادة بين ابناء شعبه ، ربما لاعتقاده بان البرامج والمشاريع المعلنة في القضاء على الفقر وإلغاء التفاوت الطبقي وتحقيق المساواة، فشلت في تحقيق اهدافها، وليس من المستبعد ان يخصص جناحا خاصا في مطعمه للأيتام والأرامل ، لتقديم الطعام مجانا ،مع تسهيلات و خصم 50% من اسعار البضائع في حال رغبتهم في الشراء من المول المجاور، وخطوة " دولته " ستقابل بالشكر والعرفان ، والدعاء له في ان يسدد الله خطاه مسعاه بخدمة شعبه وخاصة الشرائح الاجتماعية محدودة الدخل القابعة تحت خط الفقر منذ عشرات السنين.
الحريصون على خدمة شعبهم ومنهم "رئيس دولة المول " سيواجهون جملة عقبات وعراقيل بهدف إفشال مشاريعهم في عمل البر والخير ، نتيجة اتساع الخلاف السياسي ،وتصاعد لهجة تبادل الاتهامات ، تزامنا مع بدء العد التنازلي لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة ،واستنادا الى القاعدة الهشة التي تقف عليها الأطراف المشاركة في الحكومة ، ستطرح اسئلة كثيرة حول كيفية حصول "دولته" على قطعة ارض بمساحة كبيرة من دائرة عقارات الدولة في منطقة المسبح ليقيم عليها مشروعه ، وما مدى صحة ما يقال ويتردد بين أوساط السياسيين بان سعر الارض حدد بمبلغ 12 مليون دينار عراقي .. يا بلاش ، وهذا المبلغ لايكفي لشراء قطعة ارض بمساحة 100 متر مربع بحي المعالف بأطراف الكرخ ، وهل حصل دولته على قروض حكومية ، ما مقدارها ، ولماذا يحظى بهذه التسهيلات وغيره محروم منها؟
معظم المشاريع الاستثمارية في العاصمة بغداد اتجهت لإنشاء المطاعم والمولات ، في مناطق متفرقة من العاصمة ، واحدهم أقام مطعما عائما في نهر دجلة بمنطقة الجادرية ،والتوجه يكشف عن الرغبة في ضمان الربح السريع ،وافتتاح المزيد من أماكن الترفيه للبغداديين، ومن الإجحاف ان تخضع مثل هذه المشاريع للتساؤلات ، وكيف استطاع "دولته" الحصول على ارض بسعر 12 مليون دينار ، يا بلاش.
دولة رئيس "المول "
[post-views]
نشر في: 16 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
أستاذي الفاضل علاء.. والله الجماعة حارو وياكم .. يستثمرون فلوسهم اللي تعبوا بيه في لندن ودبي وكندا وطهران وبيروت وسيويسرا وجزر كايمن تقولون عليهم ..الجماعة نهبوا فلوس العراقيين وأستثمروها بألخارج يم أخوالهم .. وأذا أستثمروها في داخل العراق تكولون عليهم اس