لا يختلف اثنان عن أن منافسات المرحلة الأولى من الدوري الممتاز لكرة القدم التي اختتمت يوم أمس لم تفصح عن هوية البطل الحقيقي أو المرشح الساخن لخطف اللقب برغم ما أسفرت عنه 120 مباراة وذلك لتقارب مستويات بعض الفرق ونتائجها وكذلك بسبب التأجيلات التي طالت مباريات الدوري ما يجعل الضبابية تسود الموقف وتجعلنا نجهل هوية البطل أو حتى المنافس له.
هناك بحدود 4 الى 5 فرق تتصدر ترتيب اللائحة قد يكون لها شأن في المنافسة على إحراز اللقب مع الأخذ بنظر الحسبان ان لعبة كرة القدم تبقى مفتوحة الاحتمالات دائما خصوصا أن هناك مباريات في المرحلة الثانية ومن الممكن أن تحمل معها سيلاً من المفاجآت التي قد تؤدي بمستقبل بعض الفرق المؤهلة لنيل اللقب وقد تضع البعض الآخر في القمة لذلك من الصعب الآن التكهن بمواصفات البطل برغم انتهاء مرحلة كاملة من عمر الدوري.
تباين المستويات الفنية للفرق المتنافسة أيضاً له الأثر الفعال الذي يجعل المراقبين مظللين تماماً بما ستفصح عنه الأيام المقبلة لسبب إن عدم الاستقرار لأداء أغلب الفرق يجعل الجميع في حيرة من أمره إزاء التوقعات التي يضعها المتابعون لنتائج المباريات وما ستفصح عنه المرحلة الثانية، فلو تمعنا مثلاً في ملامح البطل سنرى إن حامل اللقب للموسم الماضي فريق الشرطة لم يكن بذات المستوى الذي يؤهله إلى خطف اللقب سواء في الدوري المحلي أو الآسيوي كونه خاض 9 مباريات حتى الآن نجح في 5 منها بتحقيقه الفوز وتعادل في 3 مباريات وخسر واحدة ، وهذه المعطيات لا توحي أن لديه الرغبة للدفاع عن اللقب ، بينما نجد أن فريق أربيل الوصيف أو المرشح الثاني لخطف اللقب خاض 11 مباراة تمكن من تحقيق الفوز في 7 منها وتعادل 3 مرات وخسر واحدة أي انه لم يكن بأفضل حالاً من سابقه، فيما يقف فريق الجوية بمركز لا يؤهله أن يكون هو المرشح لخطف اللقب فلم يحقق ما يجعله متميزاً وكذلك فريق الطلبة الذي يحقق الانتصارات ما يلبث ان يتعرض إلى خسارة مفاجئة وكذلك الحال في فريق الزوراء الذي يعيش اسوأ حالاته هذا الموسم إلا انه عاد من خلال آخر مباراتين خاضهما تمكن من تحقيق الفوز خلالها على فريقي نفط ميسان والطلبة، لكن هذه الفورة قد تتلاشى بسرعة بمرور الأيام ، فيما يعد متصدر فرق الدوري حالياً فريق بغداد منافساً على اللقب أيضاً لكنه لم ينفرد بحالة جديدة أو أسلوب يتيح له المنافسة القوية كونه استثمر تأخر فرق الشرطة وأربيل وحتى الجوية والزوراء والطلبة التي تمتلك مباريات مؤجلة وتسلق قمة الهرم الممتاز الذي سيتنازل عنه عاجلاً أم آجلاً وذلك لتواضع مستوى أداء لاعبيه الذي لم يؤهله ليكون المنافس الصلب على تأكيد حضوره بقوة وخطف اللقب.
جميع الفرق بحاجة إلى مراجعة ذاتها وإعادة النظر بالمستوى التي تقدمه خلال منافسات الدوري خصوصا انه لا يتلاءم مع ما صرف لهذه الفرق من مبالغ طائلة تفوق اغلب دوريات المنطقة والدليل استقطابه لاعبين من شتى دول العالم لكن للأسف على ما يبدو أن القائمين عليه لم يمنحوه الثقة الكافية أو القيمة المعنوية التي تجعله يعيد صورته الزاهية من خلال التأجيل المستمر والقوانين المتأرجحة على طول الخط ، لذلك لا يعني إلا أن أقول على القائمين على الكرة العراقية الانتباه لما يجري قبل فوات الأوان.
ضياع هوية البطل!
[post-views]
نشر في: 17 مارس, 2014: 09:01 م