جددت الولايات المتحدة الامريكية التزامها بضمان عدم تكرار ما اسمته المذبحة التي حدثت في حلبجة، متعهدة بالوقوف الى جانب العراقيين والشعب الكردي في سعيهم لبناء عراق ديمقراطي اتحادي تعددي وفق الدستور.جاء ذلك في بيان للسفارة الامريكية في بغداد، ورد لـ"الم
جددت الولايات المتحدة الامريكية التزامها بضمان عدم تكرار ما اسمته المذبحة التي حدثت في حلبجة، متعهدة بالوقوف الى جانب العراقيين والشعب الكردي في سعيهم لبناء عراق ديمقراطي اتحادي تعددي وفق الدستور.
جاء ذلك في بيان للسفارة الامريكية في بغداد، ورد لـ"المدى "، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لما اسمته بالمذبحة البشعة التي ارتكبها نظام صدام حسين وراح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف من المدنيين الأبرياء من جراء هجوم بالأسلحة الكيميائية على مدينة حلبجة في إقليم كردستان العراق.
وتعهد البيان بالوقوف إلى جانب جميع العراقيين والشعب الكردي في سعيهم الدؤوب نحو بناء عراق ديمقراطي واتحادي وتعددي وموحد بما يتفق والمأمول من البنود المنصوص عليها في الدستور العراقي.
وجدد البيان التزام واشنطن بضمان عدم حدوث مثل هذه "الفظائع" مرة أخرى "مطلقاً" على أرض العراق.
من جانب اخر أعلن مستشار وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كردستان فؤاد عثمان أن بلدية مدينة "لاهاي" الهولنديّة قررت بناء نصب تذكاري يرمز لضحايا مجزرة "حلبجه".
وأضاف عثمان في مقابلة مع وكالة انباء الأناضول، أن "النصب التذكاري المذكور سيكون تجسيداً للصورة التي التقطها المصور التركي "رمضان أوزتورك"، لضحايا المجزرة، حيث كان أول الواصلين إلى البلدة عقب الاعتداء عليها بالأسلحة الكيميائية، والتي اكتسبت شهرة كبيرة وعرفت باسم "الشاهد الصامت".
وأشار عثمان إلى أن "لجنة العلاقات الخارجية في بلدية "لاهاي" تقوم بجهود حثيثة من أجل اعتراف دول الاتحاد الأوروبي بأحداث حلبجه على أنها عملية "إبادة جماعية".
كما أوضح المصور الصحفي التركي، الذي وثق فداحة مجزرة حلبجه"رمضان أوزتورك"، أنه كان اول الصحفيين الواصلين الى بلدة حلبجه عقب الهجوم الذي شنته قوات نظام البعث عليها بالأسلحة الكيميائية، والتقط الكثير من الصور التي توثق وحشية المجزرة التي ارتكبت بحق المواطنين العزل.
وأشار "أوزتورك" إلى أن الصورة التي التقطها لـ "عمر محمد صالح" أحد الضحايا الذي قضى في الاعتداء؛ وابنه ما زال في حضنه، كانت تعكس حجماً يسيراً من الواقع المؤلم الذي تركته المجزرة، وأنه كان من الأشخاص الذين طالبوا بلدية "لاهاي" ببناء نصب يذكّر بضحايا المجزرة، وأنه اقترح الصورة التي التقطها لتكون الأيقونة التي ترمز لتلك المأساة الإنسانية.
فيما طالبت حملة الإبادة الجماعية 'حشد' المجتمع الدولي بضرورة الإسراع بإدراج جريمة قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية على لائحة جرائم الإبادة الجماعية.
وأشارت الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية 'حشد' في بيان، لها إلى أن أبناء الشعب الكردي والعراقيين والعالم يحيون هذه الايام الذكرى السادسة والعشرين لقصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيمياوية والتي تسببت بوقوع ابشع مجزرة في التاريخ الحديث تتمثل باستشهاد واصابة اكثر من 35 الف انسان لتكون بذلك واحدة من ابشع جرائم الإبادة الجماعية'.
وأوضح: أن 'تداعيات تلك المجزرة ما تزال شاخصة الى هذا اليوم، وما يزال الآلاف يعانون من مضاعفات صحية خطيرة نتيجتها'، مضيفا أن 'ما يثير الأسى والأسف عدم إدراج تلك المجزرة الوحشية على لائحة جرائم الإبادة الجماعية رغم توفر كافة الأدلة القانونية والمعايير التي نصت عليها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948'.
وعدّ البيان: 'تأخر إدراج تلك الجريمة على لائحة جرائم الإبادة الجماعية انما هو إبادة جديدة بحق حلبجة وتعطيل للقوانين والشرعية الدولية، وتشجيع لاستمرار ارتكاب المزيد من الجرائم'.
وأشارت الحملة في البيان الى: أن 'العراق يتعرض منذ اكثر من عقدين لأبشع أنواع جرائم الإبادة الجماعية، والتي تتمثل اليوم بالتفجيرات الإرهابية وأعمال العنف'، مجددة مطالبتها بـ'ادراج التفجيرات الإرهابية منذ العام 2003 وخصوصا التي وقعت في قضاء خورماتو الذي هو حلبجة جديدة على لائحة جرائم الإبادة الجماعية'.
وكانت مدينة حلبجة قد تعرضت في 16 من شهر آذار عام 1988 لقصف بالأسلحة الكيمياوية من قبل قوات النظام العراقي السابق، واسفر عن مقتل اكثر من خمسة آلاف من المدنيين واصابة نحو عشرين الفا آخرين مازال العديد منهم يعانون من آثارها لحد الان، بالاضافة الى تسميم البيئة بالغازات والمواد الكيمياوية القاتلة.